مؤتمر سوا الخامس عشر حول الاستغلال الجنسي للأطفال

مؤتمر سوا الخامس عشر حول الاستغلال الجنسي للأطفال
رام الله - دنيا الوطن
أوصى المشاركون في ختام مؤتمر سوا الخامس عشر بعنوان " ما لا تعرفه عن البيدوفيليا " هوس البالغين بالاعتداء الجنسي على الأطفال"، الذي عقد في الهلال الأحمر الفلسطيني  بضرورة التوعية المجتمعية بمصطلح "البيدوفيليا"، والعمل على اصدار قانون عقابي صارم  بهدف حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي،  بالإضافة الى تدريب الأشخاص المؤهلين لضحايا العنف بكيفية التصرف عند التعامل مع الأطفال المستغلين جنسيا ، واصدار دليل ارشادي لكافة فئات المجتمع حول كيفية التصرف والتعامل في حال التعرض لابتزاز جنسي،  وكذلك انشاء بيوت آمنة لحماية من يتعرضون للاستغلال الجنسي وعدم الاعتماد فقط على الجلسات الوقائية.

افتتحت المؤتمر رئيسة الهيئة الإدارية في مؤسسة سوا اهيلة شومر حيث رحبت بالحضور من ممثلي المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وممثلي منتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية لمكافحة العنف ضد المرأة، وأشارت الى تعريف البيدوفيليا وما يتعلق بها من دراسات علمية، وتحدثت اهيلة خلال مداخلتها الثانية في المؤتمر عن السياحة الجنسية من خلال عرضها لقصة شاب بريطاني استغل السياحة والتنقل بين البلدان وكذلك عمله كمدرس قريب من الأطفال وقام بالاعتداء الجنسي عليهم. وفي نفس الجانب أضافت اهيلة بقولها" أن المصابين بالبيدوفيليا لديهم طرق عديدة لتودد للأطفال والتحرش بهم، واستغلال السياحة واحدة من هذه الطرق.

وبدوره قدم المستشار القانوني في مؤسسة سوا جلال خضر عرضا يبين إنجازات المؤسسة خلال 20 عاماً من العمل في مجالات الارشاد والتدريب سعياً لتخفيف الألم عن كافة الأشخاص الذين يتعرضون للعنف المجتمعي وخاصة الفئات الأكثر تهميشاً والأكثر ضعفاً وهم النساء والأطفال، ومن ضمن الإنجازات  مركز الاستماع الذي يعتبر القلب النابض الذي يقدم الخدمة المباشرة وهو محاط بالسرية والخصوصية للجمهور، حيث خلال الأعوام الماضية قدم خدمة ارشاد نفسي ل178357 متوجه. إضافة الى الإنجازات قامت سوا بتدريب مهنيين ومتطوعين من الشرطة ووحدة حماية الأسرة والنيابة العامة ومرشدي المدارس.

وفي كلمته أفاد البروفيسور في علم النفس والجنسانية روبيرت دي جروف أن التعريف الأمريكي للبيدوفيليا هو الميل والاستغلال الجنسي من قبل البالغين للأطفال التي تقل أعمارهم عن 16 سنة، وأوضح أن الانجذاب البيدوفيلي حسب الإحصاءات يكون للأطفال الذكور أكثر من الأطفال الإناث ، وما يجدر ذكره أن البيدوفيلي قد يكون رجل أو امرأة، ومن المعلوم أن النساء ينجذبن للأطفال الذكور.

وفي إحصائية أخرى تحدث روبيرت أن المعتدي قد يكون فرداً من الأسرة أو قريب أو أحد العاملين مع الأطفال حيث تشير الإحصاءات أن 19% من المعتدين هو زوج الأب، و14% أحد الأباء، بالإضافة الى 40% اخ أو اخت أو أحد أقارب، و27% آخرين.

وفيما يتعلق بعدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها قانونياً فبينت الإحصائية أن 3.5 % من الفتيات قدمن بلاغ للشرطة، وما بين 5%-6% من الذكور قدموا بلاغ، ولكن 3% فقط من الاعتداءات تم ادانتها، وهذه النسب حسب قوله قليلة مقارنة بالواقع الموجود عالمياً.

 ومن ناحيته أوضح مدير مركز اللد للشباب يوسف أبو غوش أن 28,4 % من الشباب العربي تعرضوا لاعتداء جنسي أي 1 من كل 4 تعرضوا للاعتداء في المقابل 1 من 6 اشخاص تعرضوا لاعتداء جنسي في العالم .

وأشار الى ان الاعتداء الجنسي على الرجال صعب الحديث عنه او الاعتراف به بسبب المجتمع وثقافته معبرا بقوله " أن الشباب لا يتعرضون لاعتداء جنسي حسب الثقافة العربية والفتاة وحدها من تتعرض لذلك ".

وبين أبو غوش ان مجتمعاتنا تكون رحيمة مع المعتدي أكثر من رحمتها للمعتدى عليه والضحية يبقى يعاني من (المعايرة) على مدى السنين، ولهذا يشعر الضحية بنوع من الخيانة خصوصا إذا كان المعتدي قريب له، وقد يصبح يشعر بالعجز وفقد الثقة بمن حوله بعد ذلك.

ومن جهته تحدث الرائد في الشرطة الإيطالية والمستشار في الجرائم الالكترونية أليساندرو بونو عن الخطر الحقيقي للإنترنت في موضوع استغلال الأطفال جنسياً، وأشار أن البيت لم يعد المكان الآمن للطفل لاتصاله بالإنترنت ولما يحتويه من فيديوهات وصور اباحية.

 وأضاف بقوله “ في الوقت السابق كان الخطر بالشوارع  كالمخدرات وغيرها ولكن حالياً أصبح الانترنت والهواتف النقالة هي أساس الخطر بسبب تربص المعتديين واستغلالهم لشبكات التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأطفال والاعتداء عليهم ، ونحن في عملنا كمحققين شهدنا قضايا عديدة لاستغلال الأطفال وتصويرهم في وضعيات مختلفة وكذلك تسويقهم عبر الانترنت" ، وبهذا الخصوص أوصى أليساندرو بضرورة توجيه الأطفال ومتابعتهم وضبط استخدام وسائل التواصل لمنع الاستغلال.

وختمت المؤتمر المرشدة القطرية بالجنسانية والمعالجة الزوجية سريدة منصور في عرضها للتحديات التي تواجها التربية والتعليم في موضوع الاستغلال الجنسي على الأطفال والتي تتلخص في عدة نقاط أولا اكتشاف الظاهرة الذي بحاجة لتعاون جميع المؤسسات من شرطة، مدرسة، أهل، ومكتب الشؤون ومدى انتشارها، وتقدير دوائر الخطر (الأهل، الأقارب، الأصدقاء، المحيطين وغيرهم.).  والحديث عن كيفية التدخل والتعامل مع الطفل بعد تعرضه للاستغلال الجنسي من خلال عدة محاور البدء في المحادثة الأولية مع الطفل وتشجيعه، من ثم الاستفسار عن الخطورة التي تعرض اليها، ومحاولة الوصول الى هوية الطرف الاخر، وتبليغ الجهات المسؤولة لحماية الطفل، واخيراً وتوعيه الطفل والشرح عن الاستغلال الجنسي وعدم تأنيبه وتامين العلاج له

ومن الجدير ذكره أنه تم عرض عدة أفلام وتقارير تتعلق بموضوع البيدوفيليا، وقدم خلال المؤتمر فقرة غنائية موسيقية للفنانة الشابة يسر حامد.