"أم ناصر أبو حميد" سنديانة فلسطين الشامخة

"أم ناصر أبو حميد" سنديانة فلسطين الشامخة
رام الله - دنيا الوطن
 "أم ناصر أبو حميد" 72 عاما، وقفت شامخة فجر اليوم عندما اقتحم جنود الاحتلال منزلها المكون من أربع طبقات من أجل هدمه، كانت تخاطب المتواجدين من الصحافة وهم يصورونها في برودة الطقس" "مش رح يكسرونا، هم بهدّوا واحنا بنبني".

لم تكن المرة الأولى التي يهدم فيها منزل عائلة أبو حميد فقد هدم الاحتلال المنزل في العام 1994 بعد عملية الشهيد "عبد المنعم أبو حميد" والذي أطلقت عليه كتائب القسام "صائد الشاباك"، حيث استطاع الشهيد عبد المنعم استدراج مجموعة من ضباط الشاباك اللذين وقعوا في كمين لكتائب القسام.

مع انتفاضة الأقصى بدأت لـ "أم ناصر" حكاية جديدة مع المقاومة، حيث شارك 4 من أبنائها في عمليات للمقاومة ضد جنود الاحتلال، حُكم على أبنائها "ناصر، نصر، محمود، شريف" بالسجن المؤبد مدى الحياة، وذلك على خلفية مشاركتهم في عمليات للمقاومة قتل فيها عدد من جنود الاحتلال ومستوطنيه. 

كما هُدم منزلها للمرة الثانية العام 2002 على خلفية مشاركة أبنائها في عمليات المقاومة البطولية في "انتفاضة الأقصى".

سنوات مرت على الحاجة "لطيفة أبو حميد" لم تفارقها روح المقاومة، وهي تذهب للسجون لزيارة أبنائها، فهم معتقلون منذ العام 2002، كما إن ابناءها وعائلاتهم يسكنون في ذات المبنى الذي أعادت العائلة بناؤه على أنقاض منزلها للمرة الثانية والمهدوم للمرة الثالثة.

في شهر أيار الماضي كان "إسلام" أصغر أبناء العائلة على موعد مع البطولة في المواجهات التي شهدها مخيم الأمعري، خلال المواجهات تمكن من قتل جندي من قوات النخبة ويدعى لوبارسكي.

الثأر المقدس

لم تكن عملية "إسلام" سوى امتداد للتاريخ النضالي للعائلة، وفي الاعترافات التي نشرها الاحتلال للشاب الذي ينتظر الحكم المؤبد قال فيها "قصدت ضرب وحدة الكرز، دوفدوفان أو المستعربين".

وأضاف: "لدي تسعة أشقاء، استشهد أحدهم برصاص قوات الاحتلال، وحُكم على أربعة آخرين بالسجن مدى الحياة، وأُلقي القبض على شقيق آخر في الساعة 2:30 مساءً، ألقوا أخي على الأرض وضربوه، ومنذ ذلك الحين قررت الثأر".

وعندما سأله المحققون كيف عرف اسم "الكرز"، أجاب أبو حميد: "لقد أطلقوا النار على أخي ناصر في عام 1990 وأصيب بجروح بالغة، في مايو 1994، قتلوا أخي عبد المنعم، لذلك زاد اهتمامي بهذه الوحدة المتخصصة في قتل المطلوبين، تعلمت التعرف عليهم من ملابسهم والأقنعة والخوذات، والطريقة التي يحملون بها الأسلحة".

وقال موضحا في إشارة إلى الليلة التي قتل فيها الجندي لوبارسكي: "استيقظت على صراخ الجنود، ورأيت أنهم من وحدة دوفدوفان، صعدت إلى السطح وعندما رأيت أنه لم يكن هناك جنود في المكان التقطت لوح الرخام ووضعته على السقف، عندها اختبأ الجنود تحت الدرج، وعندما خرج أحدهم باتجاه البوابة، ألقيت عليه اللوح وسمعت أصوات، وأدركت أنني أصبته في رأسه".

انتصارات وهمية

وأثبتت سياسة هدم المنازل فشلها خلال انتفاضة الأقصى، وجاء وقف السياسة بعد تقييمات داخل الدوائر الأمنية الصهيونية أن السياسة لا تؤثر على قرارات منفذي العمليات فهم ينفذون عمليات قاتلة احتمالية استشهادهم فيها عالية.

وخلال انتفاضة الأقصى هدمت قوات الاحتلال قرابة الـ"500" منزل فلسطيني للمقاومين وعائلاتهم وتوقفت في نهاية العام 2005، وعاد الاحتلال لذات السياسة مع بداية انتفاضة القدس 2015، وبلغ عدد المنازل التي هدمتها قوات الاحتلال خلال انتفاضة القدس 49 منزل، 44 منزل هدم كلي بينما أغلقت 5 منازل بالإسمنت.