المطران حنا: نطالب الغرب بألا يتباكى على تراجع اعداد المسيحيين في منطقتنا

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم لدى مشاركته في ندوة أقيمت في العاصمة البريطانية لندن حول مسألة الحضور المسيحي العريق في فلسطين خاصة وفي المشرق العربي عامة بأن الحضور المسيحي في بلادنا وفي مشرقنا هو حضور اصيل وليس حضورا دخيلا.

وقال في كلمته التي وجهها عبر وسيلة الفيديو كونفرنس بأن المسيحية انطلقت من بلادنا والفلسطينيون يفتخرون بان وطنهم هو وطن السيد المسيح الأرضي حيث كنيسة المهد ومغارة الميلاد .

المسيحيون في فلسطين وفي المشرق العربي هم مكون أساسي من مكونات هذا المشرق وهويته الروحية والوطنية والإنسانية فهم ليسوا بضاعة مستوردة من هنا او من هناك بل هم اصيلون في انتماءهم للامة العربية والمسيحيون في المشرق كان لهم دور وما زال في كافة الميادين الثقافية والاجتماعية والابداعية والروحية .

ان الحفاظ على الحضور المسيحي في مشرقنا العربي يحتاج أولا الى حل عادل للقضية الفلسطينية لان القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام في منطقتنا وفي بلادنا ، ولن يكون هنالك امن واستقرار في بلادنا وفي منطقتنا بدون حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يضمن عودة الحقوق السليبة لاصحابها بما في ذلك حق العودة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس .

اما في المشرق العربي فالذي يتحمل المسؤولية المباشرة عن تهجير المسيحيين واقتلاعهم من ديارهم انما هي السياسات الخاطئة للغرب وفي مقدمتها السياسات الامريكية وحلفاءها .

من الذي احتل العراق ودمره وشتت ابناءه ، من الذي مول الإرهاب الذي استهدف سوريا ومن الذي يغذي ظاهرة الإرهاب في منطقتنا العربية ومن اين يأتي هذا السلاح الذي يدمر ويخرب وييتم الأطفال ويشرد الأبرياء في منطقتنا .

أقول للغرب لا تتباكوا على تضاءل اعداد المسيحيين في المنطقة العربية فانتم وحلفاءكم من تتحملون هذه المسؤولية وسياساتكم هي سبب في تشريد المسيحيين وغيرهم من المواطنين لان ما يهمنا هو الانسان بغض النظر عن انتماءه الديني ، فالانسان يبقى انسانا مخلوقا على صورة الله ومثاله وللأسف الشديد فإن انسان هذا المشرق وخاصة في فلسطين قد اعتدي عليه وما زالت الاعتداءات مستمرة ومتواصلة إضافة الى عدم وجود حل عادل للقضية الفلسطينية ، وكذلك ظاهرة الربيع العربي المزعوم التي في واقعها ليست ربيعا عربيا على الاطلاق بل هي ربيع أعداء الامة العربية في الأرض العربية .

لقد فقدنا ثقتنا في الغرب ولا ننتظر من الغرب ان يكون معينا لنا لان الغرب يتحرك بناء على مصالحه واجنداته السياسية اما مسألة الحضور المسيحي فليست موجودة على اجندة المسؤولين في الغرب الا من خلال بعض الخطابات والكلمات الرنانة التي نسمعها بين الفينة والأخرى .

ما اود ان أقوله لكم كمسيحي فلسطيني بأننا نريد ان ينتهي الاحتلال ونريد للمظالم التي يتعرض لها شعبنا ان تزول ، كفانا دمارا وحروبا وخرابا وامتهانا للكرامة الإنسانية .

ان حل القضية الفلسطينية واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه وعودة القدس لاصحابها هي التي ستحافظ على الحضور المسيحي في بلادنا وهي التي ستؤدي الى عودة الفلسطينيين كافة الى وطنهم فهذا الوطن هو وطنهم ووطننا جميعا وهذه الأرض هي ارضهم وارضنا جميعا ولا يحق لاي جهة في هذا العالم ان تحرم شعبنا الفلسطيني من ان يعيش في وطنه بحرية وكرامة واستقلال .

طالبوا الغرب بأن يوقف تصدير أسلحة الموت لمنطقتنا هذا السلاح الذي يستعمل في الدمار والخراب والحروب ، هذا السلاح الذي يستعمل في قتل شباب فلسطين واستهداف أطفال اليمن ، هذا السلاح الذي دمر في سوريا وفي العراق وفي ليبيا وفي غيرها من الأماكن .

قدم بعض الاقتراحات العملية والأفكار المتعلقة بمسألة الحفاظ على الحضور المسيحي في هذه الأرض المقدسة وفي هذا المشرق العربي مستذكرا مطارنة حلب المخطوفين.