انطلاقة حركة فتح 54 انطلاقة نحو الوحدة الوطنية

انطلاقة حركة فتح 54 انطلاقة نحو الوحدة الوطنية
انطلاقة حركة فتح 54 انطلاقة نحو الوحدة الوطنية

بقلم: أحمد يونس شاهين

يحتفل الشعب الفلسطيني في هذه الأيام بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية التي انطلقت في الأول من يناير للعام 1965، والتي كانت انطلاقتها من خلال انطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بمشروع الكفاح المسلح، فكانت الرصاصة الأولى العملية الفدائية ( عيلبون ) يوم 1/1/1965 التي فاجأت العدو الإسرائيلي بتدمير نفق عيلبون واستشهد خلالها المناضل أحمد سلامة ليكون أول شهيد في الثورة الفلسطينية، فجاء الرد الإسرائيلي على لسان رئيسة الوزراء آنذاك جولدامئير حيث قالت لقد هبت علينا عاصفة من الشمال فكان الرد الفلسطيني على لسان القائد الشهيد أبو عمار هذه رياح العاصفة الفتحاوية ستحرق الأخضر واليابس.

لقد شكلت انطلاقة الثورة الفلسطينية تحول استراتيجي وقفزة نوعية في تاريخ الشعب الفلسطيني فنقلته من حالة التشتت والبحث عن ملجأ ومأوى في الدول المجاورة إلى حالة النضال والكفاح ضد العدو المغتصب لأرضه، وأعاد للقضية الفلسطينية مكانتها في الأروقة الدولية، وعملت حركة فتح بقيادة الشهيد أبا عمار على تعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية بالتحالف مع باقي الفصائل الوطنية لتكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، واستمرت الثورة الفلسطينية في طريقها النضالي رغم كل المؤامرات التي حاولت الالتفاف عليها ومحاولات تصفية المشروع الوطني الفلسطيني  وضرب منظمة التحرير الفلسطينية و تقزيم الحقوق الفلسطينية المشروعة والالتفاف على القرار الوطني الفلسطيني المستقل والهيمنة عليه.

وبإصرار حركات النضال الفلسطيني التي تقودها الحركة الأكبر حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " استطاع الفلسطينيون أن يشغلوا المجتمع الدولي بقضيتهم العادلة فبدأ الحراك الدولي تجاه البحث عن حلول لها، فكانت القرارات الدولية  282،338  عام 1967 التي رفضت تنفيذها دولة الاحتلال بغطاء الدعم الأمريكي الذي تحظى به، وكذلك لضعف قوة المجتمع الدولي في تطبيق قراراته، فكان الاستمرار في درب الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد الكفيل باستعادة الحقوق الفلسطينية في ظل غياب التسوية السلمية.

لقد تعرضت حركة فتح لكثير من التحديات سواءً بالتصفيات الجسدية لقادتها أو بمضايقات عربية، أو بانشقاقات داخلية  ولكنها سرعان ما تجاوزتها وعزمت السير في درب نضالها الوطني إيماناً منها بحتمية النصر. 

إن التاريخ الفلسطيني لا ينكر الدور الكبير والذي مازال مستمراً لحركة فتح بنضالها وكفاحها في إبراز القضية الفلسطينية في الأوساط السياسية الدولية والاقليمية، وما حققته من انتصارات سياسية ومن أبرزها حصول فلسطين على صفة مراقب في الأمم المتحدة والذي تبعه اعتراف أكثر من 130 دولة بدولتنا الفلسطينية، ورفع العلم الفلسطيني على مباني الأمم المتحدة، ومازالت تسير في طريق الانضمام للمؤسسات والهيئات والجمعيات الدولية، الأمر الذي شكل حالة من الغليان والسخط لدي دولة الاحتلال ووقفت عاجزة أمامه. 

ففي كل عام يتجدد شلال الدماء بالضخ في حيوية الثورة لحركة فتح التي تؤقلم نفسها مع متغيرات كل مرحلة وتتخذ نهجاً يحاكي جميع المراحل ومتطلباتها من خلال تحديد مسلكيات النضال الفتحاوي الفلسطيني، وها هي اليوم حركة فتح تقود النضال الفلسطيني في الاتجاه الصحيح في المعتركات الدولية مع العدو الصهيوني الذي انضم اليه وتحالف معه الامريكان الذين كشفوا القناع عن وجوههم من خلال اعلان الرئيس الامريكي ترامب نقل السفارة الامريكية إلى القدس الشريف واعترافه بالقدس عاصمة أبدية لدولة الاحتلال الاسرائيلي إلا أن القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس أبو مازن رئيس حركة فتح استطاع أن يهزم ترامب في المحافل الدولية وحشد المزيد من الدعم الدولي لقضيتنا الفلسطينية وأكد على هوية القدس العربية الفلسطينية بقرار دولي انتزعه في الأمم المتحدة، والذي حاولت أمريكا ودولة الاحتلال الاسرائيلي افشال هذا القرار إلا أن الدبلوماسية الفلسطينية استطاعت النيل من محاولاتهم البائسة.

إن حركة فتح تمثل الحصن القوي لشعبنا وفصائل العمل الوطني المقاوم واستطاعت أن تقف في وجه أمريكا وأفشلت قرار أمريكي كان يهدف لإدانة حركة حماس وبعض فصائل المقاومة ايمانا بأن المقاومة حق مشروع كفلته المواثيق والقوانين الدولية

حركة فتح حركة وطنية نضالية ثورية تمارس نضالها على كافة الأصعدة داخلياً وخارجياً ولا تفصل بينهما فهي مازالت تضع الوحدة الوطنية عنواناً لاستمرار النضال الفلسطيني، فلا تقلل من شأن فصيل هنا أو هناك وتنادي بالوحدة الوطنية مع حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية من أجل انهاء الانقسام البغيض لأجل توحيد الصف الفلسطيني وتقوية الموقف الوطني في وجه التحديات القائمة التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي.

وأخيراً إن التاريخ النضالي لحركة فتح يجب أن يكون عنوان للمرحلة الحالية والمقبلة وفخراً لأبناء الحركة والشعب الفلسطيني، لذلك على جميع أبناء الحركة قيادة وكوادر وعناصر العمل على تعزيز وحدة هذه الحركة العملاقة حتى تستمر بشكل أقوى في طريق النضال الوطني مع باقي الفصائل الفلسطينية بعد انجاز ملف المصالحة الفلسطينية مع حركة حماس وتحقيق الوحدة الوطنية الأمر الذي سيعزز صمود شعبنا الفلسطيني في الاستمرار في الهبة الجماهيرية الحالية لحماية القدس الشريف حتى تتحقق مطالب شعبنا الفلسطيني. 

وفي الختام يجب العمل من أجل أن يكون العام الجديد عام الوحدة الوطني وطي صفحة الانقسام البغيض من صفحات التاريخ الفلسطيني وفاءً لدماء الشهداء وأسرانا البواسل وتضحيات شعبنا المناضل الصابر.

[email protected]

التعليقات