صور.. الشعبية تحيي ذكرى انطلاقتها بمسيرة وطنية حاشدة ومهرجان وطني كبير بنابلس

صور.. الشعبية تحيي ذكرى انطلاقتها بمسيرة وطنية حاشدة ومهرجان وطني كبير بنابلس
رام الله - دنيا الوطن
أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس السبت ذكرى انطلاقتها الحادية والخمسين من خلال مسيرة وطنية حاشدة ومهرجان وطني كبير في محافظة نابلس، على الرغم من محاولات الاحتلال البائسة لمنع إقامة هذه الفعالية من خلال إغلاق كافة المداخل لمدن الضفة الغربية وإرجاع الحافلات التي كانت تقل أصدقاء وأنصار الجبهة من رام الله والخليل وبيت لحم والقدس.

وقد نجحت الفعالية بمشاركة نوعية من قبل مختلف التنظيمات والفعاليات والمؤسسات وحضور وطني  كبير من كافة المحافظات التي تمكنت من المجيء واختراق الحصار، وتميزت بحضور جماهيري عارم من أعضاء وأنصار وأصدقاء الجبهة من مختلف أنحاء محافظة نابلس.

وقدر عدد المشاركين بألفي مواطن، حيث انطلقت منذ الصباح مكبرات الصوت بالأهازيج الوطنية، وقد زينت نابلس بالوشاح الأحمر والأعلام الفلسطينية  داعية جماهير شعبنا للمشاركة في مهرجان الوحدة والمقاومة وإفشال المشاريع التصفوية.

وانطلقت المسيرة بهذا الحشد الوطني والجبهاوي تتقدمها كشافة مركز يافا من مخيم بلاطة والعلم الفلسطيني الضخم على أكتاف الشباب المقاوم  لتجوب ميادين نابلس جبل النار بالهتافات والشعارات والخطابات الوطنية، وقدمت عروض من قبل شباب المقاومة وتكللت بحرق العلمين الصهيوني والأمريكي في إشارة لرفض واضح لصفقة القرن التصفوية، والعزم على إفشالها وموتها.

المسيرة الوطنية التي أشادت بالمقاومة والشباب المنتفض وبالشهداء نعالوة والبرغوثي وامطير ونخلة، ووجهت التحية للعائلة المناضلة عائلة الأسرى أبو حميد من مخيم الأمعري الذين هدم الاحتلال منزلهم كما التحية للمقاومة بالضفة وغزة ولشهداء كتائب الشهيد أبو علي مصطفى  التتري وعودة ومهند وأيمن من قطاع غزة الحبيب.

ساعة ونصف استغرقت المسيرة الوطنية ونابلس تهتف لفلسطين والجبهة والمقاومة وصولاً إلى حيث إقامة المهرجان الوطني في ساحة ضخمة تابعة لبلدية نابلس في المجمع التجاري .

جبهة العمل الطلابي التقدمية وكوادرها أداروا المهرجان بمسئولية واقتدار عالٍ من خلال النظام والترتيب والعرافة التي بدأت بالسلام الوطني وتقديم القسم الجبهاوي والقصيدة من إلقاء الفتاة لارا الشامي من اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، وإلقاء الكلمات وتقديم الأهازيج الوطنية من خلال الفرقة الفنية من قرية بورين بإدارة الفنانين الوطنيين الملتزمين احمد وغسان الشيخ، وفرقة بيادر للفنون الشعبية من قرية عصيرة الشمالية.

امتلأت القاعة الضخمة لتتسع لما يقارب ألفي مواطن وأكثر وليبدأ المهرجان الوطني مهرجان الجبهة والوحدة والمقاومة

كلمات وطنية وحدوية صدحت بلغة وطنية غير مسبوقة، فألقت الرفيقة ماجدة المصري عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين كلمة القوى الوطنية بالضفة الغربية لتبدأ بتوجيه التحية للشهداء وللشباب المنتفض ولبسالة شعبنا بالرد على جرائم الاحتلال، موجهة التحية لكل الشهداء في يوم وطني عظيم لانطلاق فصيل وطني رئيسي بالثورة الفلسطينية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

كما وجهت تحية إكبار لقافلة الشهداء المؤسسين الحكيم وأبوعلي ووديع وكنفاني ولأمين العام للجبهة احمد سعدات أبو غسان والكثير من الرفاق والرفيقات شادية أبو غزالة والمناضلات الأسيرة خالدة جرار والمناضلة ليلى خالد.

وحيت شهداء الجبهة بنابلس ربحي حداد ويامن فرج وفادي حنيني وجبريل عواد وامجد مليطات وبشار حنني وعماد المبروك وأيمن الرزة، وكل الشهداء شهداء الكرامة والواجب الوطني والجبهاوي.

ووجهت في كمتها رسائل سياسية ذات أهمية بالغة، منها ضرورة استعادة الوحدة الوطنية ومغادرة التفرد وتحقيق المصالحة الوطنية بإطار حوار وطني شامل يسفر عن توحيد القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في إطار م.ت.ف، والاتفاق على برنامج وطني يُمّكن شعبنا من مواجهة المؤامرات والهجمة الشرسة من قبل الاحتلال والإدارة الأمريكية وحلفائهم على حقوق الشعب الفلسطيني.

وقالت " نريد وحدة وطنية تدعم مقاومة شعبنا والتصدي للاحتلال بكل الميادين على الأرض الفلسطينية والعربية والدولية، وحدة تعلي شأن القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية".

كما وجهت رسائل على أكثر من صعيد مشيرة إلى عزم القوى الديمقراطية وعدد من الشخصيات الوطنية المستقلة لتشكيل التجمع الوطني الديمقراطي كقوة دعم وإسناد للمشروع الوطني ولمطالب شعبنا لانجاز المهمات الوطنية الداخلية المستعصية ومنها أيضاً رسائل على الصعيد الداخلي بضرورة احترام حرية التظاهر والتعبير عن الآراء والابتعاد عن سياسة القمع والاشتباك الداخلي المسيء وغير المبرر وطنياً.

وفي ختام كلمتها، جددت الرفيقة المصري التهنئة للجبهة الشعبية بذكرى انطلاقتها الحادية والخمسين، مشيدة بدورها الوطني.

وفي كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ألقاها الرفيق عصمت الشولي وجه التحية للحاضرين من مختلف الفصائل والفعاليات، وموجها التحية لجماهير الجبة والشعب الفلسطيني الذي حضر لإحياء ذكرى الانطلاقة الحادية والخمسين للجبهة، مشيراً أن هذه الجبهة هي التي قدمت الغالي والنفيس والتي تأسست من رحم حركة القوميين العرب لتقدم الشهيد تلو الشهيد والأسير والجريح ولتستمر بمشوارها الكفاحي والوطني دون كلل مستمدة قوتها من قوة شعبنا وطاقاته النضالية والكفاحية انها جبهة الحكيم وهاني الهندي والكبيسي وأبو ماهر اليماني ووديع حداد والكنفاني ومحمد الأسود وأبو علي مصطفى واحمد سعدات.

وأكد الشولي ثبات الجبهة على مواقفها ووفائها لشهداء الشعب والجبهة والتضحيات العظيمة  في كل مراحل النضال الوطني وما مثلته من صمام أمان للوحدة الوطنية والثبات على الحقوق والبرامج والمبادئ، ولا مهادنة أو مساومة في مقاومة الاحتلال وحلفاءه والتمسك بحق شعبنا بمقاومة الاحتلال بكل أشكال النضال الوطنية المشروعة.

وأشار الشولي لحساسية المرحلة السياسية الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية وحالة الاستهداف والمؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها القضية الوطنية، لافتاً أن الإدارة الأمريكية تستغل الظرف الدولي الصعب لتمرير مشروع تصفية القضية الفلسطينية من خلال تنفيذ صفقة القرن، ففي الوقت الذي يثبت شعبنا بسالة عالية في مواجهة الاحتلال بالضفة وغزة ما زالت الجبهة الداخلية الفلسطينية ضعيفة، ما يستدعي  أولاً ضرورة مغادرة نهج التسوية واتفاقات أوسلو الكارثية التي ألحقت الضرر بالقضية الوطنية ومغادرة اتفاقية باريس المشؤومة التي تضعف من صمود شعبنا.

كما أكد الشولي على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة ودعوة شعبنا للضغط على القيادات والإدارات المتنفذة بالقرار الفلسطيني لانجاز المصالحة واحترام إرادة شعبنا الذي عانى الويلات من هذا الانقسام الأسود.

ودعا لضرورة الاحترام والعودة للاتفاقات الوطنية المبرمة في الإطار القيادي الموحد للشعب الفلسطيني وللاتفاقات الوطنية ولمقررات اللجنة التحضيرية لانتخابات المجلس الوطني في بيروت والعمل على عقد مجلس وطني توحيدي يضم كل القوى الوطنية والإسلامية

وأكد على أهمية دعم وإسناد والتحام كل القوى مع شعبنا في معارك الدفاع عن القدس والأرض وحق العودة ... وصد العدوان المستمر على شعبنا مشيدا بانجازات الشباب المقاوم بالضفة وغزة

واعتبر أن تحقيق الوحدة الوطنية الميدانية وهي محققة وينبغي تعزيزها لتشكل ضاغط كبير على القيادة الفلسطينية للعودة للحوار الوطني ومغادرة مربع الهيمنة والتفرد الضار بنضال شعبنا

وشدد على ضرورة بناء رؤية وطنية ديمقراطية مشتركة مع شركاء النضال من القوى الديمقراطية والشخصيات والفعاليات الوطنية لبناء إطار وطني ديمقراطي يشكل محور داعم لمختلف المطالب والأهداف الوطنية.

وأكد على ضرورة إعادة الاعتبار للقضية الوطنية على المستوى الدولي والتمسك بخيار المقاومة ومحاكمة وملاحقة الاحتلال على جرائمه المستمرة والتي ترتكب بحق شعبنا في كل أماكن تواجده.

وفي ختام كلمته وجه تحية إلى جماهير شعبنا، معاهداً الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين واللاجئين بالسير على درب العودة والتحرير.

وفي برقية لأهالي الشهداء والأسرى والتي ألقاها الرفيق الأسير المحرر زهران أبو عصبة، تم خلالها توجه التحية باسم أهالي الشهداء والشهداء والأسرى وذويهم للجبهة الشعبية قي ذكرى انطلاقتها، والتأكيد على الرسائل التضحوية الهامة التي مضى من أجلها الشهداء والأسرى، واستذكار عناوين العز والفخار للأمهات الصامدات وللأهالي الصامدين الذين تحدوا ويلات الاحتلال وما زالوا صامدين متمسكين بالأهداف التي قضوا لأجلها أبنائهم، واستحضار عدد من العناوين الوطنية وفي مقدمتهم الرفيق المناضل الأمين العام للجبهة الرفيق احمد سعدات والرفيقة خالدة جرار والرفيق جورج عبدالله  وأسماء كبيرة من الشهداء، واختتمت البرقية بتصميم جماهير شعبنا على الوفاء لهذه التضحيات العظيمة

وقد انتهى برنامج المهرجان بأهازيج وطنية ألهبت مشاعر كل المشاركين والحاضرين.