عريقات: أي دعم لقطاع غزة يجب أن يكون جزءاً من اتفاق المصالحة 2017

عريقات: أي دعم لقطاع غزة يجب أن يكون جزءاً من اتفاق المصالحة 2017
رام الله - دنيا الوطن
أكد الدكتور صائب عريقات، أمين سير اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن أي دعم  لقطاع غزة، يجب أن يكون جزءاً من تنفيذ اتفاق المصالحة 2017، وتحقيق الشراكة السياسية، والعودة إلى إرادة الشعب لإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة، وليس بديلاً للمصالحة والوحدة الوطنية.

جاء ذلك، خلال محاضرة وحلقة نقاش أمام منتدى الدوحة الدولي، أدارها روبرت مالي، رئيس مجموعة حل الأزمات الدولية، اليوم الأحد.

وقال عريقات: "مخطط نتنياهو وترامب وكجزء مما يسمى (صفقة القرن) يهدف إلى فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس وذلك لتدمير خيار الدولتين والمشروع الوطني، واستبداله بخيار الدولة بنظامين (الأبرتهايد)، فى الضفة والقدس، ودويلة محاصرة ومخنوقة  فى قطاع غزة.

وأضاف: "إن على كل من يحاول تحويل القضية الفلسطينية بما فى ذلك الوضع فى قطاع غزة إلى وضع إنساني، بدلاً من الوضع السياسي، والمشروع الوطني المتمثل بإنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين، بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، والمحافظة على الوحدة الوطنية والقانونية والحكومية والقضائية والجغرافية بين الضفة الغربية وقطاع غزة والعاصمة الأبدية القدس، سيكون جزءاً من مخططات ترامب-نتنياهو". 

وفي السياق، دعا عريقات، حركة حماس إلى الانتصار للقضية الفلسطينية، والمشروع الوطني الفلسطيني، وليس القضايا والمشاريع الحزبية، مؤكداً أن الطريق إلى ذلك يكمن فى تنفيذ أمين ودقيق وشامل لاتفاق القاهرة الموقع من حركتي فتح وحماس فى 12/10/2017، والذى صادقت عليه جميع الفصائل الفلسطينية، داعياً كل الأطراف لمساندة الجهود المصرية المبذولة لتحقيق ذلك.

على صعيد آخر، أكد عريقات، أن الرئيس محمود عباس، أصبح أيقونة للقانون الدولي والشرعية الدولية، ولدول العالم عندما رفض سياسات الابتزاز، وفرض الحقائق على الأرض، ورد على إدارة الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب، وجرائم الحرب التى ترتكبها سلطة الاحتلال (إسرائيل) بحق شعبنا في أرض دولة فلسطين المحتلة، بـ (لا مُدوية).

وأشار عريقات إلى أن فلسطين والقدس ليست للبيع، وليست صفقة عقارات، مؤكداً أنه لن يتم السماح باستمرار الوضع على ما هو عليه، وتطبيق قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي الفلسطينيين، بما فى ذلك قطع العلاقات السياسية مع إدارة الرئيس ترامب، واعتبار أنها عزلت نفسها، وأنها لم تعد شريكاً أو وسيطاً ما لم تتراجع عن قراراتها، بالإضافة إلى تحديد العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية مع سلطة الاحتلال (إسرائيل)، والانتقال من مرحلة السلطة إلى الدولة على أساس قرار الجمعية العامة 19/67 لعام 2012. 

وقال عريقات: "إننا فعلنا كل شيء من أجل تحقيق السلام على أساس مبدأ الدولتين على حدود 1967، أي تجسيد استقلال دولة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشريف، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل على حدود الرابع من حزيران/ يونيو1967،  وحل قضايا الوضع النهائي كافة، وعلى رأسها قضية اللاجئين استناداً للقرار الأممي (194)، والإفراج عن الأسرى.     

واستنكر عريقات ما قامت به إدارة الرئيس ترامب، كالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، ومحاولة إسقاط قضية اللاجئين عبر تجفيف الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وشرعنة الاستيطان، وإغلاق مفوضية (م. ت. ف) فى واشنطن، وإغلاق القنصلية الأمريكية التى أُنشئت فى القدس- فلسطين عام 1844، وقطع كافة المساعدات، حتى عن مستشفيات القدس، ومكافأة سلطة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب، والتى كان آخرها إعدامات ميدانية لخمسة فلسطينيين، وهدم منزل المناضلة أم ناصر حميد، والتهديد بتصفية الرئيس عباس جسدياً، والتهديد بهدم قرية (الخان الأحمر)، والممارسات الإرهابية بحق أبناء شعبنا ومؤسساته في عاصمتنا المحتلة القدس، وجرائم الحرب التي ترتكب بحق مسيرات العودة السلمية واستمرار خنق وحصار قطاع غزة. 

وآجاب عريقات على عدد من أسئلة الحضور، مؤكداً أن سياسات إدارة الرئيس ترامب ورؤيته للعالم، تشكل تهديداً ليس فقط على فلسطين وشعبها، وإنما على أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وأفريقيا وروسيا والصين واليابان، وباقى دول المجتمع الدولي، إذ إن تدمير أسس وركائز القانون الدولي والشرعية الدولية، وتقويضها، سوف ينعكس بشكل كارثي على أمن واستقرار جميع دول العالم.

واستنكر عريقات قرار الحكومة الأسترالية بالاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، معتبراً ذلك خرقاً فاضحاً للقانون الدولي والشرعية الدولية، مطالباً الدول العربية والإسلامية بتفعيل قرارات القمم العربية، التى أكدت على وجوب قطع العلاقات كافة مع أي دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأن على من يريد هزيمة الإرهاب والتطرف، أن يبدأ بتجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي، والاعتراف الفوري بدولة فلسطين، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والعمل لتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس، على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967.

كما التقى الدكتور صائب عريقات، نائب رئيس الوزراء، وزير خارجية قطر، الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، والمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، بيير كرينبول، والحائزة على جائزة نوبل للسلام، نادية مراد، كلاً على حدة، وذلك على هامش أعمال منتدى الدوحة الدولي.

التعليقات