الكويتى حسين المسلم: المسرح العربى الحالى يعبر عن واقع مؤقت

الكويتى حسين المسلم: المسرح العربى الحالى يعبر عن واقع مؤقت
رام الله – دنيا الوطن - حجاج سلامة 
الدكتور حسين المسلم، مخرج وكاتب مسرحى كويتى معروف، وأحد الوجوه المسرحية العربية البارزة، اسس المعهد العالى للفنون المسرحية بالكويت، وعمل عميدا له، كما شارك فى تأسيس عدد من المهرجانات المسرحية داخل الكويت وخارجها، وهو يولى اهتماما خاصا بمسرح الطفل، وقد أطلقت إدارة مهرجان طيبة للفنون التلقائية ومسرح الطفل بأسوان، اسمه على الدورة الرابعة من المهرجان فى العام الماضى، كما اختارته رئيسا شرفيا للمهرجان فى دورته الخامسة التى تنطلق باسوان فى الفترة من 16 وحتى 20 من شهر ديسمبر الماضى .

وفى تصريحات له بمدينة اسوان حول واقع ومستقبل المسرح العربى، وكيف عالج المسرحيون العرب ما صاحب الربيع العربى من تحولات على مختلف الاصعدة، وما طرأ على عالمنا العربى من متغيرات اجتماعية، ورؤيته للكثير من المهرجانات الفنية العربية، قال " المسلم " إن معظم المهرجانات الفنية العربية لا تؤدى الغرض الذى اقيمت من أجله، وأصبحت فقط مناسبة للقاء الفنانين، من أجل الراحة والاستجمام، وباتت مهبطاً للراحة، ولم نعد نرى في تلك المهرجانات، أي فرصة للتلاقي من أجل تطوير المهنة، والرقى بالمسرح والفنون، لأن تلك المهرجانات ابتعدت عن الأهداف والغايات المنشودة التي أقيمت من أجلها.

وشدد على ضرورة إعادة تقييم صادق وصريح لكثير من المهرجانات في العالم العربي وإعادة النظر في اللوائح والآليات المنظمة لهذه المهرجانات، حتى لو وصل الأمر إلى تغيير بعض القائمين على أمر تلك المهرجانات.

وكشف العميد الأسبق للمعهد العالى للمسرح بالكويت، إن ظهور ما يسمى بمسرح المقاولات سببه غياب المسرح الحقيقى، وتراجع بعض المسرحيين عن القيام بدورهم التنويرى والتوعوى والثقافى، فى ظرف ربما كانت الكثير من البلدان التى شهدت ما يسمى بالربيع العربى، فى حاجة إلى دور مسرحى يساعددها على التمسك بهويتها وثقافتها وقيمها.

وأنه فى مثل تلك الظروف التي تعيشها بعض بلداننا العربية، وما يصاحبها من عدم استقرار، ينشط المسرح التجاري، أو ما يسمى بمسرح المقاولات ، أو مسرح التاجر ، الذى يستغل مساحة الفراغ التي يحدثها غياب المسرح الحقيقي، ويستغل توتر الجماهير، وحاجتها إلى الترفيه، وإلى السخرية من الوضع القائم ببلدانها .

واعترف قال المسرحي والأكاديمي الكويتي الدكتور حسين المسلم، بأن المسرح العربي الحالي لا يعبر عن الواقع الحقيقي للمجتمعات العربية، وبات يعبر عن واقع مؤقت ، وذلك في ظل الظروف الحالية التي تعيشها كثير من شعوب العالم العربي.

وأشار المسلم إلى أن المسرح العربي مثله مثل أي نشاط ثقافي، يخضع لمتغيرات اجتماعية وسياسية، وهما متغيران، يؤثران على تطور المسرح واستمرارية جودته.

وأنه في حالات عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي ، مثل الثورات ، يكثر ما يمكن أن نطلق عليه، نمط المسرح المؤقت الهوية، وهو نمط مسرحي يتغير بتغير الأحوال في كل بلد، ويظهر ليعبر عن تلك الحالة المؤقتة، إلى أن يعود المجتمع لاستقراره، وعندها يعود المسرح لما جُبِلَ عليه.

وحول مستقبل وواقع المسرح الكويتي، قال حسين المسلم، إنه بعد عام 1994، صار بالكويت نشاط مسرحي يقوده المعهد العالي للفنون المسرحية، والذى ساعد في تقديم وجوه مسرحية شابة ، تمتلك الموهبة والقدرة على ممارسة فن المسرح، وتشكلت الفرق المسرحية الأهلية التي تدعمها الدولة.

وأشار إلى أن تلك الفرق الأهلية باتت غير قادرة على استيعاب كل الوجوه التي تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، وباتت غير قادرة على التوائم معهم، فلجأ هؤلاء الشباب من المسرحيين إلى حلول عدة، بينها انشاء فرق مسرحية خاصة، وهنا بدأت النهضة المسرحية الشبابية الكويتية.

ولفت إلى تأثر كثير من شباب المسرحيين الكويتيين، بهؤلاء الذين كونوا فرقهم الخاصة، وواصلوا مسيرتهم المسرحية الشبابية، وقد تزامن ذلك مع إنشاء مهرجان محمد عبد المحسن الخرافي للمسرح، والذى نشأ برعاية من الهيئة العامة للشباب، وظهر مسرح الشباب وفرقته، وأصبح مؤسسة رسمية تابعة للهيئة العامة للشباب، ونتج عن ذلك إطلاق مهرجان المسرح للشباب.

وأوضح المسلم أن المسرح الشبابي الحالى ، أصبح يقود حركة مسرحية نشطة ومتطورة تقنياً، وصار هؤلاء الشباب من المسرحيين الكويتيين فاعلين بمختلف الأنشطة المسرحية، وفى التمثيل التليفزيوني.

وشدد حسين المسلم على أن أي تقييم للمسرح العربي في لحظته الراهنة، فيه ظلم لهذا المسرح، وفيه ظلم لتاريخه الطويل، ولكل الجهود السابقة للمسرحيين العرب.

وأكد المسلم أن المسرح العربي ، منذ نشأته وحتى عام 1990 ، هو مسرح يعبر عن الإرادة الإنسانية، وكان يعبر بشكل جيد عن آمال المجتمعات العربية، ويشعر بنبضات الأمة، وحاجاتها، ويحس بما يحاق بها من مخاطر على المستوى الداخلي والخارجي ويتفاعل مع واقع المجتمع والحياة ، وهنا يكون المسرح انعكاسا لواقع الشعوب ورغبتها في التغيير.




التعليقات