لقاء في "شومان" يبحث تعظيم أثر البحث العلمي على المجتمع والسوق

لقاء في "شومان" يبحث تعظيم أثر البحث العلمي على المجتمع والسوق
رام الله - دنيا الوطن
عقد صندوق عبد الحميد شومان لدعم البحث العلمي لقاءً، اليوم السبت، تمثل الهدف منه في تسليط الضوء على مخرجات الأبحاث المدعومة من الصندوق، وتعزيز الحوار بين الجهات البحثية والعلمية وتشجيع عمل الأبحاث المشتركة.

اللقاء الذي جاء بعنوان "تعظيم أثر الأبحاث المدعومة على المجتمع والسوق"، عقد في مقر المؤسسة بعمان، وضم مجموعة من المستفيدين من دعم الصندوق، ولجان إدارة الصندوق، وشركاء المؤسسة من المؤسسات العلمية، إلى جانب ممثلي القطاع الخاص والصناعة والجهات المعنية بالبحث العلمي في الأردن.

ويهدف اللقاء، بحسب القائمين عليه، على مساعدة الباحثين وتمكينهم في عرض نتاج أبحاثهم على الجهات ذات العلاقة (قطاع عام، قطاع خاص، مؤسسات مجتمع مدني)، كما اشتمل على جلسات نقاشية عدة تطرقت لمواضيع تهم المجتمع البحثي الأردني، إضافة إلى بحث الفرص والتحديات التي تواجه مستقبل البحث العلمي.

وناقش اللقاء في محاوره المتعددة، التوجهات الجديدة للصندوق ودوره في تعظيم أثر البحث العلمي في الأردن خاصة، والوطن العربي عموما، وبحث إمكانية حصول المجتمعات على الفائدة الأكبر من مخرجات الأبحاث ضمن القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات البحثية.

ويأتي اللقاء ضمن التزام المؤسسة بتعظيم أثر الأبحاث العلمية ومخرجاتها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما انها انتهجت، منذ العام الماضي، نهجا أكثر وضوحا لتوجيه الدعم نحو البحوث التطبيقية التي تتناول أولويات وطنية وتقدم حلولا لتحديات مجتمعية.

الرئيسة التنفيذية لـ"مؤسسة شومان" فالنتينا قسيسية استهلت اللقاء بالحديث عن أهمية الاستفادة من خبرات وقدرات الباحثات والباحثين في الأردن والعالم العربي للنهوض في البحوث العلمية، مبينة أن صندوق شومان لدعم البحث العلمي يعد من الأدوات التمويلية الوطنية الذي يعنى بترسيخ قيم البحث العلمي وتعزيز دور الباحثين.

وبحسب قسيسية، يهدف الصندوق الذي تأسس العام 1999 إلى تعزيز التمويل المقدم لتوظيف العلوم والمعارف وتوجيهها إلى حل المشكلات المجتمعية والاقتصادية والتنموية، إلى جانب تشجيع المشاركة العلمية والبحثية في مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحوث الوطنية.

وأكدت قسيسية أن المؤسسة تتطلع في هذه الاثناء إلى ربط البحث مع مختلف القطاعات والمجالات العلمية والصناعية، مشددة في هذا السياق، ألا تبقى هذه الأبحاث "حبرٌ على ورق"، وبالتالي تطبيقها على أرض الواقع والاستفادة من مخرجاتها.

من جهته، بين رئيس لجنة إدارة الصندوق د. محمد عدنان البخيت أن اللقاء يبحث في القضايا الأساسية المتعلقة بالبحث العلمي، وكيفية تطويره على المدى القريب، منبهاً إلى الأهمية الكبيرة التي توليها مؤسسة شومان في دعم الباحثين، وتحقيق دور هؤلاء في التنمية المستدامة والنهوض بالمجتمعات.

ويسعى الصندوق، وفق البخيت، إلى تعظيم الأثر عن طريق التركيز على البحوث التطبيقية وربطها مع الصناعة، بالإضافة الى تشجيع البحث العلمي المشترك في كافة الحقول والتخصصات.

وتساءل البخيت عن الوضع الراهن للبحث العلمي من حيث المخرجات، وجودة الأبحاث، وقياس الأثر، والمجالات البحثية؟ وحول مدى ارتباط الأبحاث بالصناعة، والابتكار وريادة الأعمال؟ لكنه أعتبر أن الضرورة تقتضي على مؤسسات البحث العلمي أن تقدم مساهمات تطور وتنمي أداء الباحثات والباحثين، ليتمكنوا من حل مشكلات بلادهم الصحية والزراعية والبيئة، وغيرها.

أما مديرة دائرة البحث العلمي في "مؤسسة شومان" م. ربى الزعبي، فاستعرضت أمام الحاضرين التوجهات الجديدة للصندوق، لافتة إلى أن أهم هذه التوجهات تعظيم أثر الأبحاث المنشورة من البحث العلمي إلى الابتكار؛ من خلال زيادة الوعي بالروابط بين الأبحاث والابتكار وتشجيع المستفيدين من الصندوق على التقدم لجائزة شومان للابتكار.

وبحسبها، فإن عدد طلبات الدعم المقدمة للصندوق من أصل (26) مؤسسة بحثية، بلغ (290) طلب، فيما بلغ عدد الأبحاث المدعومة من الصندوق من أصل (18) مؤسسة بحثية (111) بحثا، ونحو 88 ورقة بحثية نشرت في مجلات علمية محكمة، بينما بلغ حجم الدعم المقدم خلال مسيرة الصندوق ما يقارب 1.5 مليون دينار، إضافة إلى نحو 450 ألف دينار جاءت كمساهمة من المؤسسات البحثية الشريكة في دعم نفس البحوث.

وأثمر اللقاء بتوصيات عدة، ستنشرها المؤسسة لاحقاً بشكل مفصل، بينما اجابت توصيات مجموعات العمل، حسب الحقول المحددة للقاء، عن كيفية تعظيم أثر البحوث العلمية المدعومة من الصندوق (النشر، نقل المعرفة، التشبيك مع القطاعات الأخرى)، وعن الآليات الفعالة والعملية لتعزيز الربط بين البحث العلمي والصناعة، وكذلك عن أهم 3 أولويات قطاعية للتركيز عليها ودعمها للعام 2019.

تجدر الإشارة إلى أن الصندوق، هو أحد برامج دعم البحث العلمي التي تقدمها المؤسسة، حيث تتضمن هذه البرامج أيضاً جائزة الباحثين العرب التي أسست منذ 36 عامًا، إضافة إلى جائزة الابتكار.

بينما يسعى الصندوق الذي تأسس العام 1999، لتحقيق سلة من الأهداف، أهمها دعم البحوث العلمية التطبيقية ذات القيمة المضافة المقدمة من الباحثين في الأردن، والتي تؤدي إلى حلول مبتكرة، وتشجيع المشاركة العلمية والبحثية في مؤسسات التعليم العالي، والتعاون مع مراكز الأبحاث الوطنية والدولية.

كما يسعى الصندوق إلى توجيه الباحثين لتناول موضوعات تلبي احتياجات المجتمع الأردني وتساهم في التصدي للتحديات التنموية المحلية؛ الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

أما "شومان"؛ فهي ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار المجتمعي.




التعليقات