عائلة بشكار تحتضن نعالوة مطاردا وتزفه شهيداً

رام الله - دنيا الوطن
من نابلس الأبية لأشرف التحية، بهذه الكلمات عبّر المئات من شبان مخيم عسكر وساكنيه عن ردة فعلهم بعد استشهاد المطارد "أشرف نعالوة" منفذ عملية بركان البطولية قبل قرابة السبعين يوما، حيث خرجت الجموع معبرة عن فخرها باحتضانه وإيوائه في أحد منازل المخيم.

ردد المشاركون في مسيرة الغضب هتافات دعوا من خلالها فصائل المقاومة إلى الرد على الجريمة، وحيّوا من خلالها حركة حماس قائلين من عسكر التحية لحماس الأبية ومن عسكر الأبية لبشكار التحية، في إشارة إلى عائلة بشكار التي أوت المنفذ واحتضنته.

ولم يغفل الشبان الغاضبون الذين جابوا أزقة المخيم عن دور العملاء والجواسيس في الوصول إلى نعالوة، حيث صدحت الحناجر بالهتاف على المكشوف على المكشوف جواسيس ما بدنا نشوف.

وأعادت مشاهد مسيرة الشبان تلك إلى الأذهان ردّات الفعل التي كانت تحصل عقب أي جريمة احتلالية في مدينة نابلس ومخيماتها، والتي تبدأ مسيرات ومواجهات قبل أن ينتقل الرد الفعلي لبندقية المقاومة.

تحول منزل عائلة بشكار الذي تحصن فيه نعالوة والذي استخدمه للإيواء طوال الفترة الماضية إلى قبلة لكل الباحثين عن معاني الاستبسال والتضحية والمقاومة والجهاد، ليجدوا فصول من البطولة قد خطتها قطرات الدماء المتناثرة على جدران المنزل ورائحة البارود التي أشبعت الأنوف.

أمّ المخيم المئات من الزوار ليس فقط من أبنائه بل من كافة المناطق في مدينة نابلس ومخيماتها الذين حضروا إليه متضامنين واقفين على فصول البطولة، مستلهمين من تكافل المخيم معاني التضحية والعطاء بلا مقابل.

ولم يخف سكان المخيم مشاعر الفخر لاحتضانهم نعالوة الذي دوخ حكومة الاحتلال وأجهزتها الاستخبارية، حيث بات خبر احتضانه واستشهاده المادة الوحيد بين عامة الناس كما هو الحال عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات الإخبارية.

مضرجا بدمائه ارتقى هناك نعالوة على أعتاب المخيم ولسان حاله يقول سأبقى حاضرا في كوابيسكم وإن ارتقيت شهيدا، فمن دمائي ستروى الأرض وتنبت بندقية ستلاحقكم ليس في مناماتكم بل في كل مكان تتواجدون فيه.