ما سبب اغتيال الشابين أشرف نعالوة وصالح البرغوثي بنفس اليوم؟

ما سبب اغتيال الشابين أشرف نعالوة وصالح البرغوثي بنفس اليوم؟
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
شهد الشارع الفلسطيني منذ الليلة الماضية وحتى فجر اليوم، حالة من الحزن الشديد، وذلك بعد أن تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اغتيال الشابين أشرف نعالوة منفذ عملية اطلاق النار التي وقعت في المنطقة الصناعية (باركان) بنابلس قبل ما يقارب الشهرين، وصالح عمر البرغوثي منفذ عملية اطلاق النار في مستوطنة (عوفرا) برام الله قبل عدة أيام.

ولكن السؤال هنا، ما هو سبب تمكن قوات الاحتلال الاسرائيلي من اغتيال الشابين نعالوة والبرغوثي بنفس اليوم؟، وهل استطاع نتنياهو كوزير لجيش الاحتلال ان يكسب الرأي العام الاسرائيلي؟

أكد أحمد رفيق عوض المحلل السياسي، أن اغتيال قوات الاحتلال الاسرائيلي للشابين أشرف نعالوة وصالح عمر البرغوثي منفذا عمليتي (بركان) بنابلس، و(عوفرا) برام الله، في نفس اليوم، جاء بعد عمل استخباري معقد.

وقال عوض لـ "دنيا الوطن": "من الواضح أن هناك خيط يجمع بين الحادتثتين، فربما يكونا تحت اطار خلية واحدة، كما من الواضح أن المخابرات الاسرائيلية استثمرت كل ما تملك للوصول اليهما".

وفيما يتعلق برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يتولى منصب وزير جيش الاحتلال، أوضح رفيق عوض، أنه أصبح يتباها امام الرأي العام الاسرائيلية بعد اغتيال الشابين البرغوثي ونعالوة، وأنه يريد أن يبين للإسرائيليين بأنه وزير جيش محترف.

وقال: "نتنياهو بعد عملية الاغتيال، وكأنه يقول لمن يزاودون عليه في الاوساط الاسرائيلية، بأنه وزير دفاع محترف، وانه يستطيع حماية أمن اسرائيل".

وأضاف: "ولكن عندما وقعت عملية اطلاق النار التي وقعت صباح اليوم برام الله والتي اسفرت عن مقتل ثلاثة جنود، وأخرى عملية طعن وقعت فجرا في القدس، غيرتا الامور، وبالتالي أصبح نتنياهو متورطا مثله مثل غير من وزراء جيش الاحتلال السابقين".

وتابع رفيق عوض قوله: "لا يمكن القول بأن نتنياهو، أفضل من شارون اوغيره، فكل وزراء الجيش الاسرائيلي لم يستطيعوا كسر ارادة الشعب الفلسطيني".

وفيما يتعلق بعمليتي اغتيال الشهيدان نعالوة والبرغوثي، أشار المحلل السياسي، إلى أن هناك فروقات وظروف تمت فيها العمليتان، لافتا إلى أن عملية (عوفرا) كانت مكشوفة من خلال الشريط الذي بثه جيش الاحتلال، أما عملية (بركان)، فقد كان نعالوة وحيدا، ويعرف المنطقة، وبعد تنفيذه العملية استطاع ان يتخفى، وتمكن ان يضرب نموذجا في كيفية تعذيب جيش الاحتلال في عملية البحث عنه. 

بدوره، أكد الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسي في جامعة النجاح الوطنية، أن عملية اغتيال الشابين نعالوة والبرغوثي بنفس اليوم، جاءت عن طريق المصادفة.

وقال قاسم: "إسرائيل لا تنتظر لاغتيال اي شخصية فلسطينية اذا ما توفرت لديها المعلومات عنه، وبالتالي حين توفرت لديه المعلومات عن نعالوة والبرغوثي، سارعت بالهجوم، وهذه هي النظرية التي استخدموها".

وفيما يتعلق بنتنياهو، أشار قاسم إلى أن كل وزير دفاع اسرائيلي هو أسوأ من الاخر، معتبرا أن هذه العمليات ستزيد من الانشقاقات داخل الاحتلال الاسرائيلي، والاتهامات ستزداد، وستؤدي للمزيد من التمزق الاجتماعي في المجتمع الاسرائيلي، كما أنها ستؤثر على مستوى الانضباط لجيش الاحتلال.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن وسائل الاعلام الاسرائيلية، مازالت تهاجم نتنياهو، رغم الانجاز الذي حققه باغتيال نعالوة والبرغوثي، وأصبحت توجه له انتقادات خاصة بعد عمليتي الطعن واطلاق النار اللتان وقعتا اليوم في رام الله والقدس.

عمر جعارة المختص في الشأن الإسرائيلي، أكد أن عملية اغتيال الشابين، ليست مرتبطة بالتوقيت، لافتا إلى انه اذا ما وصلت المعلومة الذهبية لدى جيش الاحتلال حول اي شخصية فلسطينية، فيغتالها بنفس اليوم ولا ينتظر.

وقال: "الاسرائيليون قادرون على تنفيذ أكثر من عملية اغتيال في نفس اليوم، ولكن اذا ما توفرت لديهم المعلومات الذهبية حول الشخصيات الفلسطينية".

وفي السياق ذاته، أوضح جعارة أن شعبية بنيامين نتنياهو انخفضت بشكل كبير، خاصة بعد أن أوقف اطلاق النار مع قطاع غزة، معتبرا في الوقت ذاته أنه لم يكن لديه اي تأثير يذكر فيما يتعلق بعملية (الدرع الشمالي)، مشيرا إلى أن الجبهة الشمالية غالبا ما تسودها حالة الهدوء التام.

وبين جعارة، أن الكل الاسرائيلي اعتبروا ان هذا اليوم هو يوم النصر لهم، حيث ابتهجوا بما أسموه بالنصر، ولكن بعد أن وقعت عملية الطعن واطلاق النار فجر وصباح اليوم، فقد اربكت حساباتهم مرة اخرى، وجن جنونهم.

وقال: "لا توجد حكومة إسرائيلية مهما بلغ عدد المقاعد في ائتلافها الحكومي، لم تنجح باغتيال اي شخصية فلسطينية، ولكن اذا توفرت لديها معلومات".

وأضاف: "الكل الإسرائيلي بعد عملية اطلاق النار التي وقعت صباح اليوم، اصبحوا يقولون، إنه اذا لم يعتقل منفذها فسوف يصبح أشرف نعالوة رقم 2".

التعليقات