حقوقيون غاضبون من عنصرية ضد "المرأة" في منهج الصف السابع.. والتعليم يُوضح

حقوقيون غاضبون من عنصرية ضد "المرأة" في منهج الصف السابع.. والتعليم يُوضح
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
فتح حقوقيون ومواطنون النار على وزارة التربية والتعليم، بعد أن وجدوا في الجزء الأول من كتاب اللغة العربية للصف السابع الابتدائي، الصفحة رقم 50، سؤالاً طلب من التلاميذ أن يضعوا الفعل المناسب في الفراغات لتكوين جملة مفيدة، وبحسبهم فإن الجملة (إن الذين ينادون بتحرير المرأة إنهم بذلك يخلقون العداوة بين المرأة والرجل) وهذه الجملة لا تنسجم مع الاتفاقيات الخاصة بحقوق المرأة، والتي وقعت عليها فلسطين، بحسب رأيهم. 


الجدير بالذكر، أن دولة فلسطين، قد انضمت مؤخراً إلى 18 اتفاقية دولية، إضافة إلى بروتوكولين دوليين، ووصفها كثير من الفلسطينيين بالنصر القانوني، وكان من ضمنها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، بالإضافة للاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها، والاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.

وشارك الكثيرون، صورة كتاب اللغة العربية الخاص بالصف السابع، وعقبوا عليها، وكان أبرزهم الدكتور عصام عابدين، رئيس وحدة المناصرة المحلية والإقليمية في مؤسسة الحق، الذي قال: "سلقتوا المنهاج الجديد وقلنا ماشي، وعملتوا احتفال للمنهاج وأغنية أجنبية ما إلها علاقة، وأداء مضحك للأغنية وقلنا ماشي، وعملتوا جائزة "سبري" في الوزارة، وقلنا تشابه أسماء مع الوزير، بعين الله".

وأكمل عابدين:  بس تعلموا الطلبة في المدارس "إن الذين ينادون بتحرير المرأة، إنهم بذلك يخلقون العداوة بين الرجل والمرأة، ويدفعون بها للثورة على الرجل" فهذه تربية مشوهة على ثقافة حقوق الإنسان، وامتهان للكرامة الإنسانية معالي الوزير!".


 أما الأستاذة "زينب الغنيمي" مديرة مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة، فتوجهت في رسالة إلى رئيس الوزراء كتبت فيها "ما هو موجود في المنهاج التعليمي في أكثر عدد من الكتب للمراحل الدراسية المختلفة، يتناقض مع الخطط الاستراتيجية (مناهضة العنف ضد المرأة- تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين- استرا تيجية التنمية 2030).

وتساءلت "الغنيمي": متى ستتم مواءمة مناهج التعليم مع سياسة الدولة؟ لأن الوزراء لا يجرؤون على تغيير السياسة والتوجهات، نطالبكم بضرورة احترام المرأة وسحب هذا المنهاج.


أما "فاطمة دعنا" الخبيرة القانونية في قضايا عدالة الأطفال والنوع الاجتماعي، فوجهت رسالة إلى الدكتورة هيفا الأغا، وزيرة شؤون المرأة، والدكتور صبري صيدم، وزير التربية والتعليم العالي، وتساءلت: هل هذا ينسجم مع الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها فلسطين؟ هل هذا تشجيع لخطاب ثقافة حقوق الإنسان في المناهج؟ هل هذا تنفيذ لسياسة الحكومه في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان والمساواة! هل هذا إجابة للأسئلة التي وجهتها لكم اللجنة الدولية لاتفاقية (سيداو)؟ 


توجهت (دنيا الوطن) إلى ديما السمان، مدير عام وحدة في التربية والتعليم العالي، والتي أوضحت بدورها، أن هنالك سوء فهم لدى البعض بالنسبة للنصوص الناقصة التي يتم تعبئتها بكلمات متفرقة.

وأضافت السمان: في النص الموجود هنالك خمس كلمات وخمس فراغات، ولكن هذا لا يعني أن تكون كل كلمة في فراغ، من الممكن استخدام نفس الكلمة مرتين أو ثلاث مرات داخل أكثر من فراغ، هنا كان اللبس". 

وأكملت أن النص يقرأ بهذا الشكل "إن الذين ينادون بتحرير المرأة إنهم بذلك يدفعون- بمعنى يبعدون- العداوة بين الرجل والمرأة ويدفعون بها للثورة على الرجل" ليش لأن الإسلام يحترم المرأة ويصون حقوقها". 

استطردت: إذا كان هنالك كلمة وحدة لكل فراغ ذلك لا يدفع الطفل إلى التفكير، الطفل يجيب بناء على النصوص السابقة وبهذه الطريقة المعلمة أو الأستاذ بيقدر يعرف إذا فعلاً الطالب وصلت له المعلومة أو لم تصله، ويتم احتساب الدرجات له بهذا الشكل. 

وللمعترضين قالت السمان "من اعترض على الجملة لم يقرأ في نهاية الصفحة الجملة التي تقول: (لا يستطيع الرجل أن يكون رجلاً تام الرجولة حتى يجد بجانبة زوجة تبعث في نفسه الشهامة وتتقاسم معه المسؤولية وعظمتها) هذه النصوص تنادي بحرية المرأة والمساواة والعدالة، وتطالب بتكريم المرأة في كل الكتب الخاصة باللغة العربية والتربية الإسلامية وكافة المناهج". 

وختمت: أعتقد أن هنالك سوء فهم، وأنا سعيدة أن هذا الموضوع طُرح ليتم توضيحه، حيث أن توجه الوزارة دائماً بصالح المرأة وتطالب بالعدالة لا المساواة فقط، وما حدث تسرع من قبل المنتقدين، ولو عادوا للوزارة من أجل الفهم قبل الكتابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكان أفضل. 

التعليقات