مخاطر المسائل الأخلاقية

مخاطر المسائل الأخلاقية
د. يسر الغريسي حجازي

12.12.2018

مخاطر المسائل الأخلاقية

 "وينتمي الشرف إلى أولئك الذين لا يخرجون أبداً من الحقيقة ، حتى في الظلام والصعوبة ، أولئك الذين يحاولون دائمًا والذين لا يسمحون لأنفسهم بالإحباط بسبب الإهانات أو الإذلال أو حتى الهزيمة". نيلسون مانديلا

ما هي المسائل الأخلاقية؟ ما الفرق بين الأخلاق والمبادئ؟ هل نحن قادرون على قياس الخير من الشر؟ ما الفرق بين المسائل الأخلاقية والمبادئ؟ كيف تؤثر على حياة الفرد والاسرة والمجتمع؟ في البداية يجب علينا أن ندرك، أن الإنسان قادر على التمييز بين الخير والشر والتعرف على الأذى الذي يمكن أن يسببه للآخرين. يجب أيضًا أن نميز بين القيم والمبادئ التي تعترف بالضرر، و السلوك الغير مقبول ما دام يمكنه  أن يسبب الاذي من حولنا ، والاطاحة بالآخرين. وقد وضعت الثقافات والتقاليد في جميع أنحاء العالم، قيما للتعرف على ما هو ضار للآخرين وتصحيح أخطائهم تجاه الآخرين. الغرض من المسائل الأخلاقية، هو الدفاع عن أولئك الذين يتعرضوا للظلم وتقديم اعتذار لهم أو تعويضهم ماليا. وبالتالي ، فإن الأخلاق ترمز إلى الإجراءات وكيفية تصحيح المشكلة. ولكن مرة أخرى ، يجب أن نعترف بحق الآخرين لمنحهم القدرة على التأقلم لما جري لهم ومعالجتهم بطريقة تتفق مع المسائل والاعراف الأخلاقية المعروفة في القوانين. علي سبيل المثال قد يتم الاضطهاد النفسي أو بسلوك مسيء عبري  الكلمات و الإيماءات و السلوكيات و المواقف التي تهدف إلى تدهور ظروفه المعيشية ، أو ممارسات قد تسبب اضطرابات نفسية أو جسدية، وتعريض حياة الضحية للخطر . 

ومع ذلك ،يمكن أن يكون الاضطهاد أداة لتدمير الانسان ويمكن أن يؤدي إلى ضرر صحي واجتماعي و اقتصادي واجتماعي و نفسي وقضائي، و يؤثر ذلك على حياة الانسان في العمل و في الأسرة و في محيط المدرسة ،أو في الحياة الزوجية. على سبيل المثال، قد يواجه المرء مشكلة أخلاقية أثناء العمل الإنساني اذا شاهد احد زملائه في العمل يسرق من التبرعات، ولا يخبر مسؤوله المباشر. هل يجب أن ندين ذلك؟ وإذا لم نقم بالتنديد بهذه السرقة ، فهل سنكون شريكًا أيضًا؟

كل هذه الجرائم لها أبعاد إنسانية خطيرة يمكن تصحيحها وتجنبها من خلال التصرف بشكل اخلاقي ومسؤول.

  1-أزمة القيم  

إذا كنت أعمل في أعمال خيرية ، فمن المفروض أن أقوم بتوزيع جميع التبرعات المخصصة للفقراء، وإذا استخدمت موقعي في العمل للاستيلاء علي ما هو ليس لي ، فإنني أتنصل من جميع المبادئ الأخلاقية. إنه من غير النزيه وغير الأخلاقي الاستفادة من تبرعات المحتاجين في العمل وسرقة ما لا يخصني ،وساكون متواطأ أيضًا بعدم الاستنكار وفضح ما يجري من انتهاكات في العمل. اذا عكسنا الأدوار ، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل الضرر الذي يمكن أن نسببه للآخرين. 

  2-الاضطهاد النفسي و الأسري  

إنه أخطر من العنف الجسدي ، لأن الاظطهاد امر اخلاقي متفشي في العائلات كحقيقة وامر طبيعي. فهو يتميز بالإهانات اليومية والخجل الذي تشعر به الضحايا، الذين لا مفر لهم الا أن يخضعوا الي جلاد الأسرة وهو الذي يحكم الاسرة بدستوره. هناك بالتأكيد الكثير من العنف، والشعور بالذنب لأفراد العائلة ، والتلاعب بهم، والمعاناة والكبت.

كما تجسد حالات الهستيريا ابتزاز الجلاد لترويع أفراد العائلة والحصول على موافقة الأسرة لما يريد ان يقوم به.  

  3-الاضطهاد في العمل و التسلط

من المحتمل أن تضر بالشخص و بكرامته و بسلامته النفسية (ليمان ، 1993). يتميز الاضطهاد في العمل بمهاجمة الموظف واجباره علي المواجهة والعدوان المتكرر..

 4-الاضطهاد في الزواج   

يتم الاعتراف بوضع الاضطهاد في الزواج عندما يتم إلقاء اللوم على الشريك باستمرار، والمحاولة للتقليل من شانه. و يكون ضحية لجلاده الذي يدينه بجميع الأخطاء ، والحقائق السلبية. كما يسعى إلى عزل ضحيته من العمل والأصدقاء والعائلة بحجة ان هناك متطلبات للبيت. 

  5-الاضطهاد المؤسساتي والمهني

فالمضايقات المهنية تساهم في العنف ووجود مفارقة إستراتيجية يتم تنظيمها بطريقة مسيئة ، متجنبة القوانين والإجراءات القانونية للفصل التعصفي من العمل. 

  6- الاضطهاد البوليصي و السياسي

¬-عندما يتعلق الأمر بتجاهل تصريحات الضحية لدعم مبادئ الدولة ، ولأسباب سياسية. كما ان جميع طرق المضايقة تركز على 

-منع الضحية من التعبير عن نفسها ؛

-انتقاد الضحية وإذلالها و ممارسة المراوغة وارغامها علي القيام باشياء ضد ارادتها؛

-تجاهل وجود الضحية وعزلها ووضعها في الخطأ، والتقليل من شانها مع اشراك زملائها في مضايقتها ؛

-المس بسلامة الضحية ، وإضعافها وانتقادها أمام الجميع ،ثم إلقاء اللوم عليها علي الاخطاء التي لم تقترفها.     

  7-مسالة التقليل من الضرر الذي يلحق بالآخرين

يمكن أن تؤدي سلوكيات التلاعب داخل القيادية السامة، إلى خلق الارتياب والخوف في المجتمع وتدميره وإنشاء ثقافة محرمة مثل ضعف الشعوب والاستبعاد الاجتماعي والمنطق الخاطئ للحروب الاقتصادية. في هذه الحالة، يتم استبدال التضامن بالبحث عن الضحايا من قبل الجلاد الرئيسي كما لو أنه ليس لديه إمكانية أخرى غير معاقبة الناس في المجتمع. هذه حالة لا يشعر فيها المناور بمعاناة الآخرين. 

كما تحتوي الأديان والمبادئ الأخلاقية على مُثل عليا تعزز العدل والولاء والمسؤولية الفردية والإحسان والرأفة علي اساس  السلوك الحميدة و القيم الأخلاقية العالية. وبالتالي تتضمن مسالة الأخلاق أعمال الآخرين ومبادئهم الأخلاقية وآمال التنظيم الاجتماعي ، بما في ذلك الإنصاف والتعاون والشفافية في الاتصال والعلاقات. 

التعليقات