المطران حنا: لن يؤثر علينا أي خطاب تحريضي طائفي تكفيري

رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة صباح هذا اليوم وفد من أبناء الرعية الارثوذكسية في مدينة الناصرة والقرى والبلدات المجاورة والذين قاموا بجولة في البلدة القديمة من القدس ومن ثم كان لقاءهم مع سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في كنيسة القيامة في القدس القديمة ومن ثم في الكاتدرائية .

قدم التهنئة لابناء رعيتنا ونحن قائمون في موسم الصوم الميلادي المبارك استعدادا للاحتفال بعيد الميلاد المجيد والذي نحتفل به في كنيستنا الأرثوذكسية يوم ال7 من يناير .

نسأل الله لكم صوما مقبولا وان يكون صومكم مقرونا بالتوبة الحقيقية والعودة الى الاحضان الإلهية وتلاوة الكتب المقدسة واضافة الى ذلك أفعال الرحمة والخدمة وافتقاد المحتاجين والمرضى والحزانى في هذه الأيام المباركة .

ستتوجهون بعدئذ الى مدينة بيت لحم لكي تسجدوا امام مغارة الميلاد وما احلى وما اجمل ان يزور ابناءنا كنيستنا المهد في هذا الموسم المبارك لكي يمجدوا ذاك الذي ولد من اجل خلاصنا ومن اجل افتقادنا .

ان حدث الميلاد الخلاصي تم في بيت لحم كما ان البشارة تمت في الناصرة اما القدس فهي مدينة الفداء والصليب والالام والموت والانتصار على الموت والقيامة .

ان هذه الأرض هي ارض تقدست وتباركت بحضور السيد المسيح وامه البتول وقديسيه ورسله وتلاميذه .

انها ارض تباركت وتقدست بما انعمه الله علينا واغدقه من بركات ، ولذلك فإنني ادعو أبناء كنيستنا ومسيحيي بلادنا ان يدركوا " ماذا يعني ان تكون في فلسطين " وماذا يعني ان نحافظ على حضورنا وثباتنا وانتماءنا لهذه الأرض المقدسة .

ادعو ابناءنا الى مزيد من التشبث والتعلق والانتماء  بهذه الأرض المباركة فلا تفكروا بالهجرة والرحيل الى أي مكان في هذا العالم لانكم لن تجدوا مكانا اجمل من فلسطين .

لست من أولئك الذين ينبهرون بناطحات السحاب وبالمدن الكبرى في عالمنا التي وان كانت جميلة ولكن جمال القدس وجمال فلسطين يفوق أي جمال اخر في هذا العالم .

افتخروا بانتماءكم لهذه الأرض المقدسة وحافظوا على ايمانكم واصالتكم الروحية والإنسانية والوطنية ، فنحن في هذه الأرض المقدسة لسنا ضيوفا عند احد ولسنا عابري سبيل ولسنا أقليات في اوطاننا بل نحن مطالبون لكي نكون ملحا وخميرة لهذه الأرض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب .

نحن لسنا من المشركين الكفار كما يصفنا البعض كما اننا لسنا من الضالين فالضلال هو ان يبتعد الانسان عن القيم الروحية والأخلاقية النبيلة ، فهنالك من يحرضون علينا ويكفروننا ويشهرون بنا ويسيئون لايماننا ولمسيحيتنا ونحن من واجبنا ان ندافع عن ايماننا وان ندافع عن مسيحيتنا الحقة وان نرفض أي إساءة تستهدف ايماننا وعقيدتنا من أي جهة كانت .

نؤمن بالتسامح وننادي به ولكننا في نفس الوقت نرفض أي إساءة تستهدف الرموز الدينية كما اننا نرفض الظلم والقمع والاضطهاد والاستهداف .

المسيحية تعلمنا الاستقامة ومن ادعى الانتماء للمسيحية ويتخذ من الكذب والنفاق أسلوبا حياتيا له فهو ابعد ما يكون عن المسيحية ، المسيحية تحثنا على الصدق وعلى الاستقامة وعلى المحبة والرحمة ، المسيحية تحثنا على ان ندافع عن كل انسان مظلوم أيا كان دينه وايا كان معتقده ، المسيحية تحثنا على ان نحب كل انسان لأننا نرى في وجه الانسان صورة الله ومثاله فالله هو الذي خلقنا جميعا بغض النظر عن انتماءاتنا الدينية ، وكلنا ننتمي الى اسرة بشرية واحدة ولا يجوز ان تغيب المحبة من حياتنا لان " الله محبة ".