التنسيق الوطني: بالوحدة والبرنامج النضالي نتجاوز معضلات المرحلة وتحدياتها

رام الله - دنيا الوطن
تمر علينا في هذه الايام مناسبة خالدة في تاريخ شعبنا الفلسطيني المناضل المعطاء  الا وهي الذكرى الواحدة والثلاثون لتفجر انتفاضة الحجارة المباركة عام 1987م ، والتي عبرت عن عبقرية هذا الشعب العظيم في قدرته على ابتداع اساليب نضاليه خلاقة ، والتي خلدت في ضمير البشرية واستوحتها الشعوب في ثوراتها على الظلم والاستبداد .
 
ابناء شعبنا الصامد ...

ونحن نعيش أجواء ذكرى هذه الأحداث المجيدة ، فإن قضيتنا تعيش ظروفا تتهددها ، وتهدد مستقبل شعبنا وسعيه نحو حريته واستقلاله في دولة كاملة السيادة على أرضه وعاصمتها القدس ، يبرز منها : 

أولا : إن تصويت كتلة دولية وازنة من ٨٦ دولة ، كثير منها تتمتع  بنفوذ دولي واسع ، مع المشروع الأمريكي الذي يقضي بإدانة المقاومة في قطاع غزة ، هذا   المشروع الذي يشكل تراجعا في البعد المعنوي لنضال شعبنا في دفاعه عن وجوده وحياة أبنائه ، خاصة في ظروف حصار خانق . وهذا ينبغي أن ينبه الأخوة في حركة حماس بأن الوحدة الوطنية هي المظلة الشرعية لنضال شعبنا ، ويتطلب سرعة الاستجابة لدعوات إنهاء الانقسام ، واستعادة الوحدة سياسيا ونضاليا وفق برنامج وطني موحد يعتمد المقاومة الشعبية الواسعة والمنظمة منهجا ، دون التنازل عن حق الشعب في مقاومة الاحتلال بكل السبل التي أقرتها الشرعية الدولية

   ونذكر بأن المدخل الإنساني للاقتراب من حلول سياسية عبر إجراءات أمنية ، ليس ما تتطلع اليه جماهير شعبنا في نضالها من أجل حقها المشروع في الحرية والاستقلال ودحر الاحتلال . إن الأموال القطرية ما هي إلا أداة من أجل التطويع ، باستغلال الضائقة والمعاناة التي يعيشها شعبنا في القطاع ، والتي نؤكد أن الاحتلال هو المسؤول عن الحصار الذي تسبب بها . واننا إذ نؤكد حق أبناء القطاع في مقاومة هذا الحصار ، فإننا نشيد بالمقاومة السلمية العنيدة التي بدأت منذ آذار الماضي ، ونرى أن رفع هذا الحصار الجائر هي مسؤولية المجتمع الدولي مضافة إلى نضالات وتضحيات وصمود شعبنا ، لا أن تستغل معاناة أبناء شعبنا من أجل مآرب سياسية ومشاريع إقليمية.

 وفي المقابل على القيادة الفلسطينية العمل فورا على إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية وتفعيل مؤسساتها لتكون بحق البيت الجامع للكل الفلسطيني .

ثانيا : ندين بكل مفردات الإدانة مظاهر التطبيع مع دولة الاحتلال الذي تقدمه بعض العواصم مجانا ، عبر استضافة قادتها بدل السعي لمحاكمتهم على جرائمهم بحق أبناء شعبنا والشعوب العربية ، وتعتبر أن هذا التطبيع هو خيانة صريحة لتضحيات شعبنا وحلمه بالحرية والاستقلال ، وخيانة لقيم التضامن العربي والوجود العربي المتماسك والذي وجد المشروع الصهيوني من أجل تدميره ، خاصة وأن هذا الكيان ما زال يحتل اجزاء هامة من أراضي الدول العربية ، ويشكل أيضا خيانة لقيم الحق والعدل الإنسانيين .

ثالثا : ان هيئة التنسيق الوطني تدين ظاهرة تسريب العقارات في مدينة القدس ، وتسريب الأراضي على امتداد الضفة المحتلة إلى ملكية المستوطنين ، هذه الظاهرة والتي أصبحت أكثر من مقلقة من شأنها أن تقوض الوجود العربي الفلسطيني في المدينة المقدسة العاصمة الأبدية لشعبنا ، وتدعم شرعية الاحتلال والاستيطان على أرضنا وتساعد على تكثيفه وخنق الحياة لتجمعات شعبنا الحضرية على أرضه ، كما أنها تساهم في تحقيق الحلم الصهيوني العنصري على حساب وجود شعبنا ومستقبل أبنائه .  هذه الظاهرة الخطيرة والمتسارعة ، تستدعي من شعبنا أولا اليقظة ومقاومتها بعزل الناشطين فيها إجتماعيا وإدانتهم وطنيا وأخلاقيا ووسمهم بالخيانة  ، ويتطلب من السلطة الوطنية الفعل الحازم  من أجل تفعيل كل الإجراءات المانعة لهذا الفعل ، قضائيا وأمنيا ، وملاحقة هؤلاء الخونة وسائط التسريب وسماسرة البيع ، من أجل الحد من هذه الظاهرة التي تهدد وجودنا وكياننا الوطني .

رابعاً :تحيي هيئة التنسيق الوطني عائلات الشهداء المحتجزة جثامين ابنائهم  في ثلاجات الاحتلال ومقابر الارقام ، اهالي الشهداء المرابطين بخيمة الاعتصام  لأكثر من ستين يوماً للمطالبة باسترداد جثامين ابنائهم الطاهرة وتدعوا  هيئة التنسيق الوطني  المؤسسات الحقوقية والدولية للوقوف مع اهالي الشهداء لاسترداد جثامين ابنائهم لمواراتها ثرى وطنهم الذين ضحوا بأرواحهم لأجله .

خامساً : تتقدم هيئة التنسيق الوطني في محافظة الخليل من شعبنا عامة ومن الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خاصة بمناسبة ذكرى الانطلاقة ( الواحدة والخمسون) للجبهة ، فصيلا ثوريا قدم إضافة نوعية للنضال وشكل ركنا أساسيا في ثورة شعبنا المعاصرة بنهجها الثوري نحو التحرر الوطني والاجتماعي .