لمى حوراني وحروف روحانية تلتصق بالجسد

لمى حوراني وحروف روحانية تلتصق بالجسد
رام الله - دنيا الوطن
تقيم مصممة المجوهرات الأردنية لمى حوراني، وهي التي تقيم في باريس، وتُعَدّ من أبرز مصممي المجوهرات في العالم، معرضاً لمشغولاتها في قاعة لمى حوراني، القاعة الدائمة في جاليري رؤى32، شارع ابن الرومي، رقم32 عمان، الأردن. يُفتَتح المعرض يوم الأحد 9 ديسمبر/كانون الأول الحالي من الساعة الرابعة حتى الثامنة مساءاً.

وإيماناً من لمى حوراني بجمال التراث الإنساني، وكرغبة منها في إعادة إحيائه بطابع عصري، فقد أطلقت هذه المجموعة الجديدة التي حوَّلت فيها قطعَ المجوهرات المستوحاة من مزيج من الحضارتين الصوفية والبوذية، إلى قطع جريئة وعصرية من الحروف العربية التي هي تشكيلات مجردة بصرياً، ولكنَّها وضعت بعناية لتكون بمثابة "Mantras" بوذي  يُساعدُ على الدخول في حالة التأمل، ويحملُ تكرارُه قوة الحماية والأمان والاطمئنان التي تلمس جسمك وتقربها من حياتك.

هذه المجموعة الفريدة تعتمد على التكرارالإيجابي لكلمات تحملُ طاقتَها الإيجابية،  لتمكين العقل الباطن من العمل بها، وهي تبشّرُ بمنظور فنيٍّ جديد يمزج الحروف والكلمات ويكررها  لتحقيق الرغبات التي يتمنى الإنسان أن تتحقق عبر جماليّة التكرار، وهو ما يؤمن به علم الطاقة "الريكي".. فكيف إذا كانت المرأة تحملها على جسدها! وهو مبدأ المعرض. هي أمنيات شخصية وعائلية، أمنيات نكررها ونرددها أو نقرأها ونكتبها من أجل تصور عيانيٍّ لهذه الطاقة الإيجابية التي يمكن تحقيقها في حياتنا .. وليست ملامسة هذه المجوهرات لأجسادنا إلا لتكون موجودة في حياتنا أكثر.

هذه الحروف هي طاقة إيجابية ومباركة، حيث الألف تدلّ على (اتحاد، اطمئنان، ابتكار، إلهام، إصرار، انفتاح، إيمان)، وحرف الحاء (حب، حماية، حكمة، حظ)، والسين (سعادة)، والباء (بركة). والميم (موهبة محبة)، والعين (عمل، عزيمة، عافية، عائلة)، والواو (وفرة، ود، وئام)، والتاء (تواصل، تواضع)، والعين (عرفان، عين بصر، عين ماء)، والثاء (ثقة)، والجيم (جمال)، والشين (شغف، شباب، شغل)، والصاد (صداقة، صدق، صبر)، والفاء (فرح، فن، فطرة، فهم، فرص)....إلخ. 

كلمات إيجابية تكون ثيمة لحياتنا .. لنتفاءل  بها لكي يسود الحب والقيم  الجميلة العالم ..

والمجموعة  تشتغلُ على حروف ومفردات من اللغة العربية، التي تعتز لمى حوراني بها، كرموز لكلمات وأمانيَ مثل (شجاعة، صحة، عافية)، لتكون أشبه بجدارية على شكل مجوهرات تستطيع المرأة ارتداءها. حيث أن كلمات الحب دائماً موجودة في تصاميم هذه الفنانة، وكذلك كل ما يرمز للوحدة والحرية الفكرية والثقافية والمحبة والإنسانية، هذه المفاهيم الحاضرة دائماً في عملها.، والتي تشكّل نسيجها الفنيّ.


هذه المجموعة مصنوعة يدوياً من الفضة  والذهب الأصفر في ورشة عمل لمى حوراني في عمان.

 المجموعة مكونة من الأقراط والخواتم والأساور والقلائد التي تتدلى منها المعادن الثمينة والأحجار الكريمة. وجميع التصاميم التي على شكل كتابة بالأحرف العربية الجميلة مشغولة من الذهب الأصفر والفضة، وبعض القطع مرصعة بالألماس، أو بالأحجار الكريمة.

تشتهر لمى حوراني بمجموعاتها المتنوعة التي تأتي من عمق حضارات الشعوب القديمة، وكذلك التي تبحث في الثقافة والتاريخ الإنساني. فهي تحمل معها روح الحضارة العربية ورموزها، وتحولها بأسلوبها الخاص والفريد إلى تصميمات ومجوهرات تجذب المرأة أينما كانت. إن تصميماتها نتاج عملية إبداعية كاملة، تدمج فيها خلفيتها الثقافية والفنية العميقة، وتجارب الحياة بكل ما فيها، وسحر الحضارات.

وتحرص لمى حوراني أن تقدم مجموعات غير تقليدية وحميمة في نفس الوقت لأنها تهتم بالمرأة المختلفة،  وتركز على دعم المرأة  للمرأة عبر دعم و تمكين المرأة في المجتمع. فمنذ قديم الأزل لا تزال المرأة تحرص على أن تتزيَّن  بالمجوهرات،  لتعبّر بها عن جمالها وشغفها وتميزها.

 المجموعة الثانية في هذا المعرض وهي مجموعة الحلقات المتشابكة، مستوحاة من النساء اللواتي تركن بصماتهن على مجتمعاتهن؛ سواء كن زعيمات قوميات أو محترفات أعمال أو أمهات محبّات أو أخوات داعمات أو صديقات مخلصات.  تحتفل هذه المجموعة بوحدة النساء في وقت تكون فيه النزعة ضد المرأة وعدم المساواة والعنصرية ظواهر متجددة في المجتمعات. ففي جميع أنحاء العالم ، ترتبط النساء من خلال نضالاتهن وإنجازاتهن المكتسبة بشق الأنفس. وتمثل هذه الروابط المتداخلة نظام دعم غير قابل للكسر، فهي تجسد علاقة بين النساء من مختلف الثقافات والخلفيات حيث يقفان معاً ويتضامنّ معاً.

 هذا وقد مكَّن تجوالُ لمى حوراني حول العالم وتعرفها إلى ثقافات مختلفة، من أن تجعل لمجوهراتها طابعاً خاصاً حيث تحمل كل قطعة في طياتها قصة تعكس  رؤيتها وشغفها بمعرفة تاريخ الشعوب. كما دفعها إلى أن تسعى دوماً نحو الابتكار والتطور المستمر بكل قطعة تبدعها، لتجسد بها رموز الحب والسلام، وتحافظ على هويتها العربية مهما اندمجت مع المجتمعات المختلفة. فمجوهراتها تمثل لغتها في هذا العالم الواسع بخبراته، وأشخاصه.

تخاطب لمى حوراني المرأة بالقطع التي تصممها، فهي فخورة بكل سيدة اجتهدت وأنجزت وتعبت على ذاتها، وتمتعت بشخصية قوية، ولم تسمح للعوائق والظروف الصعبة أن تقف في طريقها بل تجاوزتها وحققت أحلامها وأهدافها.
وتعتبرلمى حوراني الأحجار الكريمة جزءاً مهماً من عملها، وتسعى إلى أن تكون الطاقة التي تمنحها مجوهراتها إيجابية، مبينة أنها تستخدم ذوقها ونظرياتها في الفن سواء من ناحية الحجر أو الملمس والتضاد اللوني والفراغ والكتل، فكلها أمور تلعب دوراً مهماً في تصاميمها.


الآن وبعد 20 عاماً من العمل المتواصل، تبين حوراني أنها اجتهدت وطوَّرت عملها حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، مبينة أن طريقة تفكيرها وبحثها الدائم في عوالم الحضارات المختلفة فتح لها آفاقا جديدة.

والجدير ذكره أن مجوهرات حوراني عُرضت في أهم المتاحف العالمية، وفي أسابيع الموضة في باريس.

إن مجوهرات لمى حوراني هي جسور ثقافية وإنسانية جميلة تصل ما بين الحضارات.

ونتيجة للنجاحات التي حققتها المصممة الأردنية، اختارها المنتدى الاقتصادي العالمي قائدة عالمية للعام 2012، تكريماً لها على جهودها في خدمة المجتمع، كما فازت، في العام نفسه، بجائزة أفضل تصميم إبداعي لفئة المصممين العرب الشباب في البحرين.
تلقت لمى حوراني تعليمها الجامعي في الفنون الجميلة بجامعة اليرموك الأردنية، ثم حصلت على دبلومين في تصميم المجوهرات والأحجار الكريمة، قبل أن تحصل على درجة الماجستير في التصميم الصناعي من معهد مارانجوني، ميلانو، إيطاليا. ووظفت خلفيتها العلمية، ومعرفتها الواسعة بفنون وثقافات العالم، في استحداث مقاربات غير مألوفة في عالم المجوهرات.








التعليقات