يافعوعقابا "يؤرخون" لانتفاضة الحجارة

رام الله - دنيا الوطن
نظمت وزارة الإعلام وهيئة التوجيه السياسيوالوطني في محافظة طوباس والأغوار الشمالية نقاشًا طلابيًا خاصًا للسنوية الحاديةوالثلاثين لانتفاضة الحجارة، وتسابق يافعون من مدرسة عقابا الثانوية على استذكارمقاطع من انتفاضة عام 1987، كما رواها لهم الأجداد والآباء.

وقال موسى سلامة: سمعت عن فرض الاحتلال لحظر التجول علىبلدتنا، الذي كان يسمم حياة الناس، ويمنعهم من ممارسة أعمالهم، ومع ذلك كانوايستمرون في النضال، فيما كانت جدران عقابا تتزين بالشعارات الوطنية.

وسرد عز الدين نضال: عرفت من أمي قصة استشهاد خالي عبداللطيف قاسم، الذي  أصابته رصاصة في ظهرهواخترقت جسده وخرجت من صدره، ظهيرة 9 تموز 1989، قرب منزله، وظلت أمه وجدتي أديبةحامد يونس ( توفيت قبل ثلاثة) تردد لنا اللحظات الأخيرة التي جمعتها بخالي.

وتابع: رسمت لنا جدتي صورة خالي: طويل، وأبيض،وشعره أشقر، وبه شامة على وجهه، وفيه كل الطباع الجميلة، والنكت، والشقاوة،والحنان. وقبل أيام من رحيله، طلب أن تجهز له طعام (الخويّة)، وحين أنهتنا أخبرهاإنه لا يريد أن يأكل، وخاف عليها أن تظل في الجوع طوال النهار، وأقسم أنه لن يدخلأي لقمة إلى جوفه، إذا لم تأكل.

وأنهي: احتفظ الحاجة الراحلة أديبة ببلوزة خاليالزرقاء المخطط بالأبيض والأحمر، والموسومة بكلمة إنجليزي، ولا يزال دمه وآثاررصاصة الاحتلال ورائحته يشهد على قتله بدم بارد من الخلف، ومن مسافة قصيرة.

وقصّ كريم فتحي: قرأت عن شرارة الانتفاضة، وهي دهسالاحتلال المتعمد لعمال في غزة، وخلالها تعرض العديد من مواطني بلدتنا للاعتقال،وكانوا يقبعون كغيرهم في سجن النقب الصحراوي، ويحكم عليهم بما يسمى"الإداري" ستة أشهر قابلة للتمديد. وسمعنا عن مجموعات "الفهدالأسود" التي قاومت المحتل.

واستذكر أحمد قاسم: استشهد عمي عبد اللطيف، وكان جنودالاحتلال يفتشون بيت جدي بحثًا عن الشبان، غير أنه كان يخفيهم ويضع الحطب فوقهمللتمويه.

وأضاف: بعد وفاة جدتي صرت أنا من يحتفظ بسترة عميالشهيد، وأضعها في خزاتني وهي تفوح برائحة عطرة، ولا أنسى وصف جدتي له.

واستعرض محمد جمال رفيق: مما قرأته أن الانتفاضة كانتشعبية، واشترك فيها الشبان والنساء والأطفال والكبار، وواجهها الاحتلال بالقتل،والاعتقالات، وحظر التجول، وهدم البيوت.

وقال محمد أبو عرة: كان أبناء شعبنا يواجهون بالحجارةأسلحة الاحتلال المطورة، ورفضوا دفع الضرائب، وأغلق الاحتلال المدارس فترة طويلة،وكانت الطرق تغلق بالحجارة أيضًا.

ووصف عمرو أبو عرة، وأدهم علي، وتوفيق إياد، وعز الدينفالح، ومحمد زياد: مما قيل لنا أن السلاح الوحيد الحجز والمقلاع، أما الجدران فكانتتستخدم مثل "الفيس بوك" اليوم، وتكتب فوقها الشعارات الوطنية، ثم يقتحمالاحتلال البلدة ويجبر الأهالي على إزالتها، بعدها يعيد الشبان الملثمون كتباتهامن جديد، ومما نقل إلينا من شعارات:"لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة"،و"فتح مرت من هنا","المجد والخلود لشهدائنا الأبرار"،و"عاشت منظمة التحرير"، أما فترات منع التجول فقد كانت متكررة.

وقال حسني كمال، ومحمد عبد الباسط، ويزن عبد العزيز:حدثتنا جداتنا عن اقتحام الاحتلال لمنزلها، وتفتيشهم عن أقربائنا لاعتقالهم، أماخلال اندلاع المواجهات بالحجارة فكان الاحتلال يطلق الرصاص الحي والمطاطي وقنابلالغاز السامة.

وروى عبد الله جاسر: أصاب رصاص الاحتلال جدي عزت عدةمرات، واعتقل وخلال إطلاق سراحه كان الاحتلال يتركه ليس ببعيد كثيرًا عن صحراءالنقب.

بدوره أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوارالشمالية إلى أن الوزارة أعادت خلال السنوات الماضية كتابة ونشر القصص الإنسانيةلشهداء انتفاضة الحجارة في المحافظة، ضمن سلسلة (كواكب لا تغيب).

وذكر المفوض السياسي والوطني العقيد محمد العابد أن التعريفبالمناسبات الوطنية الكبرى كحال الانتفاضة الشعبية الكبرى يحمل العديد منالدلالات، وينقل إلى الأجيال الشاب صفحات مشرقة من تضحيات شعبنا وتمسكه بأرضه