حروب الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط

حروب الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط
بقلم: عبدالله عيسى
رئيس التحرير
في تطور مُذهل، تزايدت حدة المنافسة والصراع على امتلاك حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط، بين إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية ولبنان، حتى انتهت الأمور مؤخراً باستيلاء إسرائيل على حقل غاز طبيعي ضخم في المياه الإقليمية المصرية، تُقدر قيمة احتياطي هذا الحقل من الغاز بـ 200 مليار دولار، ووقعت مصر اتفاقية مع إسرائيل؛ كي تحصل على الغاز من هذا الحقل، الذي يعود بالأساس لمصر، بقيمة 15 مليار دولار، ولمدة 10 سنوات، وقبل عدة أشهر، أعلنت روسيا وفق ما نشرته صحيفة روسية، أن روسيا ستصدر الغاز الطبيعي لمدة 25 عاماً لقطاع غزة عبر مصر.. ولم نسمع أي تعليق من حركة حماس في غزة أو السلطة الفلسطينية في رام الله، رغم أن السلطة ومنذ سنوات، أبرمت اتفاقية مع شركة (بريتش بتروليم) البريطانية، للتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية لقطاع غزة. 

وجرى الحديث عن اكتشافات لحقول غاز قبالة شواطئ غزة، يُقدر الاحتياطي في هذه الحقول بمليارات الدولارات، وكان قد وقع الاتفاقية، مستشار الرئيس أبو عمار، محمد رشيد، أي إنه يُفترض أن تتحول السلطة إلى دولة نفطية، ويعيش الشعب الفلسطيني في رفاهية، ويقيم دولة مستقلة تعتمد على الذات؛ ولكن إسرائيل وضعت يدها على حقول الغاز الفلسطينية قبالة شواطئ غزة، بعد اندلاع انتفاضة الأقصى.

واكتشفت لبنان مؤخراً قبل سنوات حقولاً ضخمة للغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، وكعادتها، قامت إسرائيل بالسيطرة على حقول الغاز، فهدد حزب الله، بأنه سيمطر إسرائيل بالصواريخ رداً على البلطجة الإسرائيلية، فرد ليبرمان في تصريح صحفي قائلاً: لدى إسرائيل آلة حربية ضخمة ومهولة وقادرة على تدمير لبنان وإعادته 500 سنة للوراء، إذا حاول حزب الله الاقتراب من حقول الغاز.

وتدخل نائب وزير الخارجية الروسي، وقام بزيارة إلى لبنان، واجتمع مع السيد حسن نصرالله، وقال له لا داعي بأن تُطلق صاروخاً واحداً على إسرائيل من أجل حقول الغاز، ونحن سنتدخل كروسيا، ونقوم بالتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، وحصة لبنان من الغاز محفوظة، وسنوصلها إليك بدون خوض أي حروب بشأن الغاز، ولكن عملياً ما حصل الآن، أن إسرائيل قامت بالسيطرة على حقول الغاز اللبنانية والمصرية والفلسطينية بعملية بلطجة.

ويبدو.. أن الدول العربية، قد رضخت للأمر الواقع، وبدأت بشراء الغاز، الذي يُستخرج من حقولها من إسرائيل، رغم أن كميات الغاز المكتشفة، قادرة على سداد ديون مصر كاملة، والنهوض بدولة فلسطينية مستقلة، وإنعاش الأردن إلى ما شاء الله.

التعليقات