ساحرة بيل ويتش وقصتها المرعبة مع رئيس أمريكا

ساحرة بيل ويتش وقصتها المرعبة مع رئيس أمريكا
رام الله - دنيا الوطن
تحظى كثير من الأماكن حول العالم بخصوصية وسمات نادرة لا توجد في غيرها، ويمكن للإنسان أن يتقبل فكرة ذلك الاختلاف طالما كان بعيدا عن الظواهر الخارقة التي يتم إرجاعها إلى الأشباح والأرواح أو السحر الأسود، وإلا سوف يصبح المكان مصدرا للذعر والخوف بسبب ذلك وهو ما حدث في قصة ساحرة بيل ويتش.

تبدأ القصة في 1804 حين اشترى مزارع يدعى جون ويليام مزرعة في مقاطعة روبرتسون في شمال تينيسي بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد انتقل إليها هو وأسرته المكونة من زوجته لوسي وأطفالهما الثمانية، وفي البداية كانت الأوضاع هادئة داخل المزرعة وكانت الأسرة تعيش في هدوء وسلام دون أدنى مشاكل.

إلا أنه في عام 1817 بدأت تظهر علامات غير مفهومة، بل مخيفة مثل رؤيتهم مخلوقات غريبة تتمثل في مخلوق يشبه الكلب ولونه أسود، وآخر عبارة عن طائر عملاق ولكنه يزحف على الأرض، وفي كل تلك الحالات كان يطلق بيل النار من بندقيته تجاه تلك المخلوقات لكنها كانت تختفي بمجرد أن يفعل ذلك.

ومع الوقت تطورت الأحداث فبدأت تظهر أصوات مخيفة بالليل، مثل خدوش في حوائط المنزل وانفجارات بالخارج، ثم بدأ يُسمع صوت امرأة تغني، تارة يعلو الصوت وأخرى يكون منخفضا، وقد تسبب كل ذلك في خوف العائلة وعدم قدرتها على النوم طوال الليل، إلا أن بيل حاول قدر الإمكان إخفاء ما يحدث له ولعائلته حتى عن جيرانه.

لكن الأحداث بدأت تتعقد وتسير في اتجاه مخيف أكثر وأكثر، فقد تعرض أفراد العائلة للاعتداءات مثل الصفع أو اللكم أو القرص، دون أن يشاهدوا أحدا، وقد تعرض كل أفراد الأسرة لمثل تلك الأمور، إلا أن الزوجة لوسي كانت أقلهم في ذلك الأمر لدرجة أنها كانت لا تصدق ما يرويه بقية أفراد العائلة.

بمرور الوقت بدأ يتجسد من يقدم على تلك الأفعال ويظهر للعائلة حتى علموا من الصوت أنه امرأة، حيث بدأت تتحدث إليهم والغريب في الأمر أنها كانت ثرثارة وكانت تلقي الخطب عليهم وتستشهد في بعض الأمور بالإنجيل، وكانت الصدمة للعائلة أنها أقسمت في إحدى المرات التي تحدثت معهم فيها على الانتقام منهم.

ساحرة بيل ويتش والرئيس الأمريكي جاكسون


ومع مرور الوقت ذاع صيت العائلة وحكايتها مع تلك الساحرة وبدأت الرحلات تتوالى على المكان لرؤية تلك الساحرة ومحاولة اكتشاف ما يحدث، ولعل أبرز تلك الرحلات لمجموعة استكشافية على رأسها الجنرال أندرو جاكسون، الذي أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية فيما بعد، حيث تحرك جاكسون إلى هناك وهو متأكد بأن ما يشاع مجرد خرافات لا أساس لها من الصحة.

لكن ما أن اقتربت عربة الخيول التي كانت تقل جاكسون ورفاقه من مكان المزرعة حتى توقفت الخيول وأبت أن تتحرك برغم صياح الرجال فيها وضربها بالأسواط، إلا أنها وقفت ثابتة في مكانها  على الرغم من أن عجلات العربة لم تتعرض لأي ضرر، أدرك جاكسون في ذلك الوقت أن هناك شيئا غامضا بالفعل في ذلك المكان، ثم تأكد من ذلك مع صدور صوت لامرأة من بين الأشجار تطالب الخيول بالتحرك، وتقول إنها سوف تلتقي جاكسون في هذه الليلة وبالفعل تحركت الخيول بالعربة.



نظر جاكسون ومن حوله إلى مصدر الصوت لكنهم لم يروا أحدا فتأكد جاكسون من وجود ساحرة أو روح شريرة في ذلك المكان، وقد سيطر جاكسون على نفسه وحبس خوفه خاصة أنه جنرال يتمتع بالهيبة أمام رجاله، وذهبوا بالفعل إلى مزرعة بيل على أمل لقاء الساحرة في الليل كما وعدتهم.

وقد جاء الليل بالفعل وبدأ جاكسون ومن معه من الرجال يتعرضون لهجمات متمثلة في الصفع واللكم والقرص والضرب من جميع الجهات، دون أن يروا أحدا، وهنا عزم جاكسون ورجاله على مغادرة المكان على الفور، حيث قال جاكسون في ذلك الوقت إنه يفضل محاربة الإنجليز على لقاء ساحرة بيل ويتش.



بدأت الساحرة بعد ذلك بالهجوم الشرس على عائلة بيل حيث قتل بيل نفسه في عام 1920، عندما وجدوا جثته وبجوارها زجاجة من السم القاتل، وفي صدمة كبيرة لكل الحاضرين وأثناء جنازة ويليام بيل سمع الجميع ضحكات الساحرة وغناءها فرحا بموت بيل، ومتوعدة بقية الأسرة بنفس المصير.



إلا أنه في عام 1928 تحدثت الساحرة مع الأسرة وأكدت لهم أنها سوف تغادر المكان لمدة سبعة سنوات وأنها سوف تعود عام 1935، وبالفعل توقفت الأعمال الخارقة عن الظهور وهدأ المكان، وبقدوم عام 1935 لم تعد الساحرة مرة أخرى وذهبت بلا رجعة، لتصبح قصة من أغرب قصص التاريخ الأمريكي وأكثرها غموضا حيث لم يحل لغزها حتى الآن، وجدير بالذكر أنه تم إنتاج ما يقرب من أربعة أفلام سينمائية مرعبة حول تلك القصة.

استكمال الموضوع



التعليقات