صقر أم قيس

صقر أم قيس
صقر أم قيس

احمد حسن الزعبي
ذكرني الصديق الشاعر رائد الشطناوي بقصة صقر أم قيس وإسقاطها على واقعنا الحالي ومسؤولينا المحترمين، فوجدت أنه من اللطيف سردها عليكم للفائدة ولتوصيف الحال:
تقول القصة أن أحد سكان بلدة أم قيس النشامى وجد ذات صباح “فرخ صقر” وقد سقط من عشّه البعيد على الأرض بعد محاولات بائسة للطيران ، ولأن الرجل الطيب لم يكن صاحب خبرة في تربية الصقور ولا يعرف طرق الاعتناء بالجوارح فلم يكن يدري كيف يتدبّر أمر الفرخ وطرق رعايته حتى يشتدّ عوده ويعود إلى مهنة الأجداد في التحليق .
آخر المطاف اهتدى صاحبنا إلى أن يضع صقره الصغير في “خم الدجاجات” يأكل من أكلهن ويسرح معهن حتى تقوى قوادمه ويحلّق وحده في السماء الفسيحة ذات يوم .

بالفعل مضت شهور قليلة وبدأ الصقر يسمن ويكبر ويخشن ريشة بعد أن رعى وأكل وشرب بين الدجاجات حتى أصبح صقراً يافعاً يتباهى بجناحيه أمام القواعد من الدجاج..
فرح صاحب الصقر أيما فرح عندما رأي صقره يرفرف ويطير في سماء البلدة ثم يعود إلى الخم وقت المساء فقرر أن يصطحبه في رحلة صيد كما يفعل الصيادون وأصحاب الصقور علّه يعود إليه بصيد ثمين يردّ من خلاله الجميل على هذه الرعاية الطويلة..
في أول رحلات الصيد انتظر الصيادون صقورهم لتعود إليهم بالرزق الحي ، فبدأت تتوافد الصقور الجارحة آخر النهار تباعاً ، بعضها جاء بأرنب حي ،وبعضها بجدي صغير ، وآخر يحمل صغير غزال..لكن صقر أم قيس لم يعد ، حزن الرجل حزناً شديداً وشعر بخزي أمام زملائه الصيادين ، لكنهم ما لبثوا أن أمطروه بوابل من عبارات المواساة ، “أن كل تأخيرة فيها خيرة” ، “يا مطول الغيبات يا جايب الغنايم”،”لا غاب مرسالك اترجّاه”..
بالفعل قبل أن تسقط السماء تماماً خلف بحيرة طبريا ، لاح “صقر أم قيس” في السماء وبين مخالبه صيداً لم تتضح ملامحه ، اقترب أكثر بدأ بالهبوط التدريجي إلى أن نزل قرب صاحبه رامياً دجاجتين بلديتين تحت قدميه ، تفحّص صاحب الصقر الدجاجتين المخنوقتين ليكتشف أنهما كانتا ترعيان مع الصقر في نفس الخم..فعرف أن صقره حام حام..ولم يفلح في الا في الصيد السهل الذي تربّى معه…وهكذا ذهبت القصة مثلاً..
أعتقد أن الحكومة حامت حامت ولم تجد الا المواطن وجيب المواطن صيداً سهلاً لتثبت وجودها…
والله ويا هلا بصقر أم قيس وقراراته!!!

[email protected]

التعليقات