رانافالونا الأولى "مجنونة مدغشقر".. قتلت نصف رعاياها وأطعمتهم "جلود الدجاج"

رانافالونا الأولى "مجنونة مدغشقر".. قتلت نصف رعاياها وأطعمتهم "جلود الدجاج"
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
عرفت الملكة "رانافالونا الأولى" التي حكمت في القرن الـ19، بـ "مجنونة مدغشقر"، كونها كانت امرأة قاسية على رأس نظام حكم ديكتاتوري، وبالرغم من مرور الزمن؛ إلا أن هذه الملكة لا يمكن أن ينساها التاريخ، حيث غلبت وحشيتها إمبراطورة الصين "وو زيتيان" القاسية، ونافست على لقب الأكثر قسوة في قتل شعبها ورعاياها.

حكمت "رانافالونا" مملكة "مدغشقر"، منذ نصبت نفسها على العرش بعد مقتل زوجها "راداما الأول" لمدة 33 عامًا، كان أشهر أسلحتها "شجرة التانجينا السامة" و"جلود الدجاج"، وهما طعام المذنبين والرعايا لإثبات ولائهم!

"محاكمة تانجينا".. سلاح الملكة المجنونة

استخدمت "رانافالونا" ما يعرف بمحاكمة "تانجينا" لاختبار ولاء رعاياها، وهي محاكمة تسببت في مقتل الآلاف من شعبها، فكانت تأمر الرعايا بتناول "3 قطع من جلد الدجاج"، ومن ثم ثمرة من "شجرة التانجينا" السامة، وإذا قام الفرد منهم بالتقيؤ وخرجت الـ3 قطع يكون بريئًا، وإن لم يفعل يكون مذنبًا ويقتل بأبشع الطرق.

مات من 20 إلى 50%، من الذين خضعوا للاختبار، الذي تسبب بموت ألف شخص سنويًا، بين عامي 1820 و1829، وارتفع متوسط عدد الوفيات لحوالي 3 آلاف شخص سنويًا بين عامي 1828 و1861.

عام 1838 وصل عدد الوفيات بسبب الاختبار، إلى 100 ألف شخص، أي ما يمثل حوالي 20% من السكان، واستمر العمل به، بالرغم من تجريمه عام 1863، وفي إحدى الأحداث الشهيرة، رفض رجل كانت على علاقة غرامية به المثول أمام محاكمة تانجينا، لإثبات براءته من تهمة خيانتها مع امرأة أخرى، فأمرت بإطلاق رمح سام في حلقه مباشرة!

قصة زواجها التعيس.. وتوليها العرش

بالرغم من مكانة "رامافو" الرفيعة بين زوجات العائلة الملكية، إلا أنها لم تكن الزوجة المفضلة لدى زوجها الذي كان متزوجا من 12 امرأة أخرى، ولم تنجب له أطفالاً، وتبعاً للعادة الملكية، أعدم "راداما" عددًا من خصومه المحتملين من أقارب "رامافو"، مما أدى إلى توتر العلاقة بينهما.

كانت "رامافو" مهملة، غير راضية، تقضي أوقاتها في شرب الخمر مع نساء القصر، ومن ثم وقعت في الحب مع رجل يدعى "ديفيد جريفيث" واستمرت علاقتهما لمدة 3 سنوات، قبل أن يتوفى زوجها.

استطاعت "رامافو" إقناع الحرس الخاص بتخطي وريث العرش الرسمي "راكوتوبي"، واعتلاء العرش بدلا منه، وبالفعل نصبت نفسها ملكة "مدغشقر" في 11 أغسطس عام 1828، مدعية بأن زوجها هو من أمر بذلك قبل وفاته، وقتلت "راكوتوبي" وجميع منافسيها.

وتوجت في حفل يوم 12 يونية عام 1829، لتصبح أول "امرأة" تتولى عرش "مملكة إيمرينا" منذ تأسيسها عام 1540.

"من يخرق قوانين مملكتي سوف يقتل.. أيا كان من هو!"

في عام 1835، كانت "رامافو" قد استقرت على عرشها، واتخذت خطوات تدريجية لإبعاد "مدغشقر" عن إطار القوى الأوروبية، فبدأت بإنهاء معاهدة الصداقة مع بريطانيا، ثم وضعت قيودًا على أنشطة التبشيريين، وسيطرت على "الشعب المالاجاشي".

أعلنت بكل وضوح قائلة: "من يخرق قوانين مملكتي سوف يقتل.. أيا كان من هو!"، وقبل نهاية العام كان كل التبشيريين والأجانب خارج حدود مملكتها بالفعل، وفي عام 1849، فشل التحالف الفرنسي البريطاني في غزو الجزيرة، وتم قطع رأس 21 بحارًا أوروبيًا مشاركًا في الهجوم وتعليق رؤوسهم على الحراب على طول الساحل لإرهاب الغزاة.

لم تكن تصب الملكة باردة القلب، قسوتها على الأجانب لتحقيق الاكتفاء الذاتي فقط، فطبقا للإحصائيات، انخفض عدد سكان "مدغشقر" من حوالي 5 ملايين نسمة إلى 2.5 مليون نسمة بين عامي 1833 و1839، ومن 750 ألف نسمة إلى 130 ألف نسمة بين عامي 1829 و1842 في إيمرينا، بالإضافة إلى وفاة 25 – 50% من الجنود الذين تركزوا في المناطق المنخفضة كل عام، لتحصل على لقب "أكثر امرأة قتلت في العالم".

لم تكن تلك الملكة المصابة بجنون العظمة تعارض استخدام التعذيب أو العقاب البدني ضد المجرمين والأعداء، بل كانت تأمر بقطع أطرافهم وشقهم بالسيوف نصفين، وإلقائهم في الماء المغلي، وتعليق المذنبين على المنحدرات شاهقة الارتفاع بحبال لأيام حتى تتهالك الحبال أو يموتون عطشا وجوعا.

9 أشهر من الحداد بعد وفاتها

يقال إنه كان للملكة ابنا وُلد بعد وفاة زوجها، يدعى "راكوتو"، وهو الملك "راداما الثاني"، والذي شارك في الانقلاب الفاشل عليها عام 1857، وأنه ذبح آلاف الحيوانات ووزعهم على الرعايا بعد وفاتها عام 1861.

ظلت البلاد في حداد لمدة 9 أشهر، ومن سخرية القدر، في يوم تشييع جنازتها انفجر برميل من البارود، ما أسفر عن مقتل عدة أشخاص وتدمير مبان قريبة، فحتى بعد موتها، استمر عدد قتلاها في الارتفاع.













التعليقات