جزيرة "سينتينل".. ممنوع الزيارة منذ 60 ألف سنة

جزيرة "سينتينل".. ممنوع الزيارة منذ 60 ألف سنة
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
تعد جزيرة "سينتينل"، واحدة من الأوطان المغلقة على شعبها، وممنوع عنه الزيارة بأمر من الـ"سينتينليون"، الذين يرفضون أي شكل من أشكال الاندماج مع الحضارة، والمدنية الحديثة، منذ أكثر من ستين ألف عام!

وحديثا أعلنت الحكومة الهندية، جزيرة "سينتينل" منطقة محظورة، لأن من يفكر في زيارتها، يواجه القتل بالسهام السامة، والرماح الغاضبة، وكانت آخر تلك المحاولات، للمستكشف "جون ألين تشاو"، 26 عاما، الذي قتل بسهم غادر عند اقترابه من أرض الجزيرة.

جزيرة "سينتينل".. وطن الموت

وتمتد جزيرة "ثورث سينتينل"، التي تعد إحدى جزر "أندمان"، الهندية، على مساحة 72 كيلومترًا، وتقع في خليج البنغال، وتتبع الهند إداريا، وهي جزيرة مغطاة بالغابات، كما أنها محاطة بالشعاب المرجانية، وتفتقر للمرافئ الطبيعية، ولا يُعرف الكثير عنها، أو عن قاطنيها، فلا يتوافر عنهم سوى القليل من المعلومات المتعلقة بلغتهم، وثقافتهم، ومعتقداتهم، بل إن تعدادهم مجهول حتى الآن.

ولعل مما يُعرف عن الشعب الـ"سينتينلي"، أنهم يعيشون على الأطعمة البحرية، ويسيرون عراة تقريبا، ويحرصون على إقامة حفلات شواء على الشاطيء، وأنهم يصدّون جميع الزائرين، بالطرق السلمية أحيانا، وبا ستخدام العنف أيضا، الذي قد يصل إلى القتل بالسهام السامة، والمناجل الحادة.

وتتضارب المعلومات، عن تاريخ الجزيرة، فمنها ما يؤكد أنها مأهولة بالسكان، منذ أكثر من 60 ألف عام، إلا أن هناك تضارب حول أعداد السكان بها، فيما ترجح تقارير أنهم مئات في أفضل الأحوال.

الـ"سينتينليون".. شعب قاتل بالفطرة

وقبل أسبوعين فقط، زار "جون ألين تشاو"، وهو خريج في جامعة "أورال روبرتس"، بأوكلاهوما الأمريكية، تلك الجزيرة المحظورة، كنوع من المغامرة، ومحاولة استكشاف معتقدات هؤلاء السكان، لكنه تلقى الموت بسهم سام، قبل أن تطأ قدميه أرض الجزيرة.

وقال جميع من عرفو "تشاو"، أنه كان إنسانا رائعا، محب للاستكشاف، إلا أن الرأي القانوني، يقول إن وجوده هناك، أمر محظور بحكم القانون الهندي، فمن غير القانوني أن يقترب أي شخص، أكثر من خمسة أميال بحرية من الجزيرة، وفي عام 2006، أقدم الـ"سينتينليون" على قتل صيادين دخلا إلى الجزيرة أيضا.

بالقانون.. جزيرة "سينتينل" محظورة

ويحمي القانون المواطنين من خطر الاقتراب، من هؤلاء القوم الذي لا يُعرف عنهم شيئا، ولا يمكن التواصل معهم، بسبب إصرارهم على العزلة، لكن الأهم من ذلك، هو ضمان استمرار بقاء قبيلة ما قبل العصر الحجري الحديث في العالم الحالي، وأيضا من المحتمل أن يكون لديهم أي أمراض مشتركة مقاومة مثل الإنفلونزا، أو الحصبة، أو أي أمراض أخرى، وهو ما استدعى من السلطات، أن تحظر زيارتهم، خوفا من جلب أي أوبئة للعالم.

ونقل تقرير لموقع "ديلي ميل"، البريطاني، عن "صوفي غريغ"، الباحثة البارزة في منظمة "Survival International" قولها: "هذه واحدة من أكثر القبائل ضعفا، على هذا الكوكب، يمكنهم أن ينقلوا الأمراض التي يمكن أن تمحونا جميعًا حرفيًا".

وأضافت: "الخطر الذي يهدد هؤلاء القوم، هو بمثابة كارثة أنثروبولوجية، فهؤلاء السينتينليون، يمثلون السلالة المباشرة، الوحيدة الباقية من أول البشر في آسيا، وشقوا طريقهم من إفريقيا، إلى الشرق الأوسط، قبل أكثر من 75 ألف عام، واستوطنوا بورما والهند".

وفي نهاية المطاف، وصل الشعب، إلى جزر "أندامان"، وانتقل البعض منهم إلى الشمال، في "سينتينل"، فهم يصطادون السلاحف، والأسماك، بالرماح، والأقواس، والسهام، كما تجمع النساء الدرنات، وجوز الهند، والتوت، والمحار، فصل الصيف يجمع الأهالي العسل، ويلطخون أجسادهم، باستخدام عجينة ورق طريّة خاصة، ويعيشون في أكواخ صغيرة.

وتم الاتصال الأول الموثق بهذه القبيلة، منذ أكثر من ألف عام، من قبل المستكشفين الصينيين، والعرب، ففي القرن الـ13، كتب المستكشف "ماركو بولو"، عن أهالي هذه الجزيرة: "إنهم أكثر الرجال عنفا، ووحشية، وفي عام 1563، حذر البحار قيصر فريدريك منهم قائلا: (إذا توقفت سفينة عن طريق الخطأ، عند هذه الجزيرة، فلا أحد يعود على قيد الحياة)"، أما الأمر المثير للدهشة، فهو أنهم جميعا نجوا من كارثة تسونامي، التي شهدتها الجزيرة في عام 2004، رغم أنه قتل فيها 250 ألف شخص.










التعليقات