رفقاً بسهى عرفات

رفقاً بسهى عرفات
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير
قال الشهيد جمال خاشقجي قبل مقتله بفترة، في حديث لقناة الشرق بتركيا، مع الإعلامي المصري معتز مطر، بأنه عندما نجحت الثورة التونسية، وغادر الرئيس السابق زين العابدين بن علي تونس، برفقة زوجته ليلى الطرابلسي إلى السعودية، وعندما هبطت طائرته في مطار جدة، كان في استقباله الأمير خالد بن سلمان، وروى الأمير خالد ما دار بينه وبين بن علي لجمال خاشقجي، أنه عندما استقبله بالمطار قال بن علي: لقد تركت حقائبي في الطائرة؛ لأنني أنوي العودة غداً صباحاً إلى تونس.

ضحك الأمير خالد على هذا الكلام؛ لأنه اكتشف أن زين العابدين لا يعلم حقيقة ما يجري في بلاده، وهذه الحادثة التي رواها خاشقجي، تدل على أن بن علي كان مُغيباً.

وتحدث الإعلامي المصري محمد ناصر على قناة مكملين متسائلاً، لماذا صمتت سهى عرفات على اغتيال أبو عمار، ونقل ناصر، معلومة عن كتاب محمد حسنين هيكل (مبارك من المنصة إلى الميدان) بأن زوجة أبو عمار، قد قبضت مبالغ كبيرة؛ للصمت على اغتيال ياسر عرفات.

ويبدو، أن محمد ناصر، كان مُغيباً عن جريمة اغتيال أبو عمار، وما جرى بعدها، مثل غيبوبة زين العابدين بن علي، عندما وصل مطار جدة، ولم يتابع أن سيدة بمفردها مثل سهى عرفات، أخذت على عاتقها الكشف عن حقيقة اغتيال أبو عمار، واتصلت بي ذات مرة من باريس، وهي تشكو بأن الموساد الإسرائيلي، يلاحقها، ويراقب تحركاتها، رغم كل الظروف التي مرت عليها، وملاحقات إسرائيل لها، ومنذ اغتيال أبو عمار، وهي تفتح هذا الملف في ذكرى استشهاده، بل تتهم إسرائيل علانية، في حين أن ناصر القدوة، عضو مركزية فتح السابق، وأحد أقارب أبو عمار، لم يتفوه بكلمة واحدة في جريمة اغتيال أبو عمار، ولم يجرؤ على اتهام إسرائيل، رغم أن خفايا وأسرار أبو عمار، موجودة عند السلطة، وقمنا بنشرها في العام الماضي بالتفصيل.

قبل فترة، قامت الحكومة التونسية الحالية، بإحالة السيدة سهى عرفات إلى القضاء، بتهمة الفساد المالي مع ليلى الطرابلسي، وقامت سهى عرفات، بالإدلاء بحديث مطول مع قناة العربية، أوضحت أنه لا توجد أي علاقة مالية مع الطرابلسي، بل فقط كان في السابق بينهما، فكرة إنشاء مدرسة في تونس، واستولت عليها ليلى الطرابلسي، بحكم نفوذها كزوجة رئيس تونس.

وأعتقد أن هناك تسرعاً من قبل الجهات في تونس، بالحكم على السيدة سهى، أو براءتها من التهم المنسوبة إليها، وأنا لا أطالب بمجاملة سهى عرفات تقديراً لزوجها الرئيس عرفات، ولكني أطالب بعدم التجني عليها، باعتبارها ليست فقط زوجة، وإنما كزوجات العظماء، الرئيس مانديلا والرئيس الراحل ماو تسي تونج.

التعليقات