العلاقات الصينية الفلسطينية على مدار ثلاثين عاما...موقف ثابت برؤية جديدة

العلاقات الصينية الفلسطينية على مدار ثلاثين عاما...موقف ثابت برؤية جديدة
الرئيس عباس يطالب الصين بضرورة لعب دور أكبر في العملية السياسية
رام الله - دنيا الوطن
شينخوا
"الصين تدعم دائما القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة وتدعم بقوة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس
الشرقية"، هذا ما أكده الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال تبادل رسائل التهنئة مع نظيره الفلسطيني محمود عباس يوم الثلاثاء بمناسبة الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما.

كما أبرز رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ مجددا موقف الصين الحازم تجاه القضية الفلسطينية وعلاقاتها الودية مع فلسطين خلال تبادله رسائل التهنئة مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي حمد الله خلال نفس اليوم.

وهكذا سلطت رسالتا الرئيس شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ الضوء على موقف الصين الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

فعلى مدار الثلاثين عاما الماضية، ظلت الصين تبذل جهودها الملموسة في دفع حل هذه القضية المحورية حيث تشارك الصين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي في التنسيق مع المجتمع الدولي لتسوية القضية، وتدعو دوما إلى حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي عبر المفاوضات السلمية وإلى التزام الأطراف ذات الصلة الحفاظ على الهدوء وضبط النفس. وبهذا، تساهم الصين في إيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية.

جدير بالذكر أن الصين طرحت رؤية جديدة تقوم على موقفها الثابت، لتقدم بذلك فكرة جديدة لحل القضية الفلسطينية، وتضخ قوة دفع جديدة لتعزيز العلاقات الصينية-الفلسطينية، وهو ما يفتح آفاقا جديدة أمام مستقبل الجانبين.

ففي يوليو 2017، اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ مع نظيره الفلسطيني محمود عباس في بكين، حيث طرح الأول "الرؤية الصينية" حول تسوية القضية الفلسطينية. ويتألف اقتراح الرئيس شي من أربع نقاط، تدور حول الدعم السياسي، والأمن المستدام، وتنسيق جهود المجتمع الدولي، وتحقيق السلام من خلال التنمية.

وتعد هذه الرؤية الشاملة بمثابة مسعى جديد تبذله الصين لحل القضية الفلسطينية في ظل الأوضاع الدولية المعقدة، وتثبت استعداد الصين إلى مواصلة العمل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للدفع باتجاه إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.

وارتكازا على حل الدولتين، قدمت "الرؤية الصينية" بعض النواحي المبتكرة، حيث أشار المبعوث الصيني الخاص السابق إلى الشرق الأوسط السفير وو سي كه إلى أن رؤية 2017 تعكس بوضوح فكرة جديدة للصين تجاه حل القضية الفلسطينية، ألا وهي تحقيق السلام من خلال التنمية فضلا عن المفاوضات السياسية.

كما أن اقتراح الصين إطلاق آلية حوار ثلاثية بين الصين وفلسطين وإسرائيل وسعيها إلى تنسيق ودفع المشروعات الكبرى التي تساعد فلسطين على النهوض يبرهن على أن الصين لا تقف مكتوفة الأيدي، بل تعمل بشكل حثيث على إتخاذ إجراءات ملموسة لحل القضية الفلسطينية.

وبالإضافة إلى ذلك، استضافت الصين، حسبما طرح الرئيس شي في رؤية 2017، ندوة تضم مؤيدين للسلام من الفلسطينيين والإسرائيليين يومي 21 و22 ديسمبر عام 2017 في بكين.

وهدفت الندوة إلى المساهمة بأفكار لإيجاد حل للقضية الفلسطينية. ففي ظل حدة التوتر بين فلسطين وإسرائيل، يصعب إطلاق مفاوضات رسمية مباشرة بينهما. لذا، فإن إجراء تواصل على المستوى الشعبي مثل عقد هذه الندوة سيسهم في تمهيد الطريق للحوار السياسي.

وعلى مدار ثلاثين عاما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفلسطين، ساعدت الصين فلسطين على إنجاز أكثر من 40 مشروعا وتدريب 4500 من الأكفاء في شتى المجالات. وعلى أساس الإنجازات المثمرة بين البلدين، ضخت مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين قوة دفع جديدة لتعزيز العلاقات الصينية الفلسطينية.

إن فلسطين دولة مهمة على طول "الحزام والطريق"، كما إن التعاون في بناء "الحزام والطريق" بين الصين وفلسطين يمثل محتوى حاسما في تطوير العلاقات الثنائية.

وقد عبر الجانب الفلسطيني عن عزمه المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، حيث قال بسام الصالحي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن مبادرة الحزام والطريق خلقت فرصة للبلدان النامية لتعزيز الاقتصاد، وفلسطين تتطلع إلى تعميق التعاون في شتي المجالات مع الصين في إطار المبادرة.

علاوة على ذلك، قام نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان بزيارة إلى فلسطين في أكتوبر الماضي، حيث تعهد بأن تعمل الصين على تعزيز التعاون العملي المتكامل مع فلسطين في هذا الإطار بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين.

وخلال زيارة نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان، شهد الجانبان توقيع مذكرة تفاهم بشأن بدء محادثات التجارة الحرة بين الصين وفلسطين، وهو ما يسهم في الارتقاء بالتعاون البراغماتي الثنائي في إطار "الحزام والطريق" إلى مستوى جديد.

وعند استعراض الثلاثين عاما الماضية من العلاقات بين البلدين، نجد أن الصين وفلسطين سطرتا يدا بيد تاريخا من الصداقة.

وعلى أساس موقفها الثابت ذي الرؤية الجديدة التي تطرح فكرة جديدة وتضخ قوة دفع جديدة، تستعد الصين لفتح فصل جديد من العلاقات مع فلسطين وتتطلع إلى آفاق مشرقة معها. 

التعليقات