صحافيون في مرمى النيران

صحافيون في مرمى النيران
نبض الحياة 

صحافيون في مرمى النيران

عمر حلمي الغول 

بفضل الجهود المثابرة للزميل والصديق ناصر أبو بكر، نقيب الصحافيين الفلسطينيين، وعضو اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي للصحافيين، وتنفيذا لقرارات وتوجهات أعضاء النقابة، وأستجابة لبرنامجها، نجح في الحصول على موافقة الإتحاد الدولي للصحفيين لعقد مؤتمر دولي في مدينة رام الله يوم الأحد الماضي (18 نوفمبر 2018) تحت عنوان "صحافيون في مرمى النيران"، وذلك لتحقيق أكثر من غاية وهدف نقابي ومهني وسياسي، من خلال تلازم إنعقاد المؤتمر مع إقامة فعالية يوم السبت الماضي الموافق (17/11) ضمت الصحافيين الفلسطينيين والعرب والأمميين، الذين حاولوا التوجه جميعا إلى مدينة القدس، غير أن حاجز قلنديا العسكري الإسرائيلي كان لهم بالمرصاد، وأطلق الجنود المستعمرون رصاصهم الحي وقنابلهم الغازية، وطاردوا أعضاء السلطة الرابعة، وقد نقل بعضهم إلى المستشفى بسبب إستنشاق الغاز السام. فضلا عن ان الهيئة الإدارية للإتحاد الدولي عقدت إجتماعا لها برئاسة فيليب لوروث، رئيس الإتحاد الدولي للصحافيين صباح يوم الجمعة الموافق (16/11)، لا سيما وأن الوفود باشرت بالوصول لفلسطين مساء يوم الخميس. هذا ومنعت سلطات الإستعمار الإسرائيلية  العديد منهم من الدخول للأراضي الفلسطينية، وخاصة من ممثلي إتحاد الصحافيين العرب، المغربي عبدالله البقالي، ورئيس نقابة الصحافيين التونسيين، ناجي البغوري، والإعلامي التونسي، الهاشمي نويري، مستشار إتحاد الصحفيين العرب، كما منعت أعضاء الأمانة العامة والمجلس الإداري للنقابة من قطاع غزة التوجه للضفة الفلسطينية وحرمتهم من المشاركة في المؤتمر والفعاليات المرافقة له.    

ومؤتمر "صحافيون في مرمى النيران" ليس الأول، بل هو الرابع، حيث تمكنت النقابة من عقد ثلاثة مؤتمرات سابقة في جنيف، وبروكسل ومجلس العموم البريطاني. وأهمية إنعقاده في فلسطين تكمن في: أولا فضح وتعرية دولة الإستعمار الإسرائيلية أمام ممثلي الإتحاد الدولي للصحافيين، الذين يمثلون ما يزيد عن 800 ألف صحافي حول العالم؛ ثانيا إطلاع ممثلو الإتحاد على الواقع عن كثب وعلى الأرض دون وسائط فنية أو تقريرية، ومشاهدة الحقيقة، كما هي؛ ثالثا تجييش قادة السلطة الرابعة للوقوف صفا واحدا للدفاع عن الصحافيين الفلسطينيين، الذين يتعرضون لإنتهاك حرياتهم الشخصية والمهنية والإنسانية من قبل جيش الإستعمار الإسرائيلي؛ رابعا إسناد ودعم القضية الفلسطينية، كقضية تحرر وطني، ونشر الحقائق والوثائق حول همجية ودونية دولة الإستعمار الإسرائيلية، ورفضها وتبديدها لخيار السلام؛ خامسا تحفيز ممثلو الإتحاد الدولي على ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وفق القرارات الأممية ذالت الصلة بحماية الصحفيين: 2222 (2015)، و1738 (2006) وغيرها من القرارات المتعلقة بحماية الصحافيين الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان الأممي ومنظمة اليونيسكو. 

المؤتمر والفعاليات المرافقة له شكل تظاهرة دولية هامة في فلسطين، وأعطى مصداقية لدور الإتحاد الدولي للصحافيين ولجنته التنفيذية في دعم الصحافي الفلسطيني، الذي يتعرض من قبل جيش الموت الإسرائيلي والأجهزة الأمنية على مدار الساعة لعمليات تنكيل وحرمان من ممارسة دوره المهني، وتحول بينه وبين الوصول إلى المعلومة والصورة الحقيقية لما يجري من إنتهاكات خطيرة بحق المواطنيين الفلسطينيين العزل والأبرياء، وبحق عملية السلام على الأرض حيث شاهد حوالي أربعون صحافيا من قيادات الإتحادات والنقابات القومية والأممية الخطر الداهم للمستوطنات الإستعمارية على مستقبل عملية السلام في فلسطين، وأثر ذلك على حياة المواطنيين الفلسطينيين. 

التظاهرة الإعلامية العالمية على أرض فلسطين خطوة هامة للإمام تسجل في سجل النقابة ورئيسها أبو بكر، ومطلوب المراكمة عليها، وتطوير المشاركة الأممية في تسليط الضوء على معاناة الشعب والقيادة الفلسطينية نتاج جرائم الحرب الإسرائيلية، والإسهام في إعادة الإعتبار لقضية السلام والتسوية السياسية، والحؤول دون التهديد الإسرائيلي والأميركي للأمن والسلم الإقليميين والعالميين. 

[email protected]

[email protected]     

التعليقات