أسرى فلسطين: استهداف الأطفال بأوامر من المستوي السياسي والأمني للاحتلال

رام الله - دنيا الوطن
أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي يتتهدف الأطفال الفلسطينيين بالقتل والاعتقال بشكل متعمد بل وبأوامر مباشرة من المستوي السياسي والأمني، حيث تواصل قوات الاحتلال عمليات اطلاق النار والاعتقال والتنكيل بحقهم بشكل يومى.

الباحث " رياض الأشقر" الناطق الإعلامي للمركز أوضح في تقرير بمناسبة يوم الطفل العالمي الذى يصادف العشرين من نوفمبر بأنه على الرغم من أن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل، شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم وتوفير فرص النماء والنمو، وقيّدت هذه المواثيق سلب الأطفال حريتهم، وجعلت منه "الملاذ الأخير ولأقصر فترة ممكنة"، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي جعلت من اعتقال الأطفال الفلسطينيين هدفا أولياً ، واقدمت على اعتقال الالاف منهم منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وأضاف "الأشقر" بأن الاحتلال لم يكتفى باعتقال الأطفال وتعذيبهم بل تعمد اصدار احكام قاسية وانتقامية بحقهم، ولم يكن الطفل "محمد عبيدات "16 عاما" من جبل المكبر في القدس هو الاول الذى يفرض عليه حكم قاسى بالسجن لمدة 25 عام، ولن يكون الاخير في ظل استمرار الاحتلال في انتهاك حقوق الاطفال الفلسطينيين، والضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية التي تحرم اللجوء لاعتقال الاطفال الا في اضيق الحالات.

280 طفل بالسجون

وأفاد "الأشقر" بان الاحتلال صعد بشكل كبير من استهداف الاطفال بالاعتقال خلال انتفاضة القدس، حيث وصلت حالات الاعتقال بين الأطفال خلال الثلاثة اعوام الى ما يزيد عن (4700) حالة اعتقال .

فيما تعرض جميع من اعتقل منهم الى الاعتداء بالضرب المبرح حين الاعتقال، والزج بهم في ظروف قاسية، في مراكز التوقيف والتحقيق ومارس بحقهم كل أشكال الانتهاك والتعذيب والضغط النفسي والجسدي.

ولا يزال الاحتلال يعتقل في سجونه 280 طفل، الامر الذى دفع الاحتلال لافتتاح اقسام جديدة لهم في سجن مجدو وعوفر، بينما يتواجد عدد منهم في مراكز التحقيق والتوقيف في ظروف قاسية للغاية، وبرزت في الشهور الاخيرة ظاهرة فرض الاعتقال الإداري على الاطفال القاصرين وكذلك الاحكام المرتفعة التي ترافقها غرامات مالية باهظة.

انتهاكات مستمرة

وتواصل ادارة السجون اجراءاتها التنكيلية والتعسفية بحق الأطفال الاسرى وابرزها عمليات الاقتحام والتفتيش لغرفهم واقسامهم في مجدو وعوفر والتي كان اخرها اقتحام الوحدات الخاصة لقسمي الأشبال ( 3 و4) في مجدو والاعتداء عليهم ورشهم بالغاز وعزل عدد منهم وتفتيش غرفهم وتخريب اغراضهم الشخصية.

فيما يحرم الاحتلال العشرات من الاطفال من زيارة ذويهم او من زيارة المحامي الخاص بهم، اضافة الى استمرار المعاملة السيئة من قبل السجانين الذين يتعاملون مع الأطفال كإرهابيين ويوجهون لهم الشتائم والتهديدات بشكل مستمر .

أطفال جرحى ومرضى

وأشار "الاشقر" الى ان الاحتلال لم يتورع عن اعتقال العديد من الأطفال وهم مصابين بعد اطلاق النار عليهم، بل ومارس بحقهم التحقيق وهم مصابين قبل ان يتم نقلهم الى العلاج، وواصل التحقيق معهم وهم غرف المستشفيات بشكل غير إنساني .

كذلك اعتقال أطفال مرضى دون مراعاه لظروفهم الخاصة، من بينهم الأسير الطفل "أنس عدنان حمارشه" ( 17 عاماً) من جنين والذى اعتقل رغم معاناته من مرض نادر يدعى "بيرثيز" ويعرف بـ" تآكل عضلة الفخد "، وهو يحتاج إلى متابعة مستمرة ورعاية صحية دائمة، ورغم ذلك تعرض للتحقيق في سجن الجلمة في ظروف صعبة وحكم عليه الاحتلال بالسجن عامين .

وناشد مركز أسرى فلسطين المجتمع الدولي الذى حدد هذا اليوم للطفل ومتابعة الخروقات بحقه، ان يتحمل مسؤولياته، تجاه اطفال فلسطين، وما يتعرضون له من جرائم فاقت كل الحدود،  وإلزام الاحتلال بتطبيق المواثيق والاتفاقيات الخاصة بالأطفال  لوضع حدّ لمعاناتهم المتفاقمة بشكل يومي .

التعليقات