المفتي العام: هذا حكم الجمع بين الصلوات في سجون الاحتلال

رام الله - دنيا الوطن
أصدر سماحة الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية/ رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، فتوى بخصوص حكم الجمع بين الصلوات من قبل الأسرى داخل سجون الاحتلال، هذا نصها:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

 فالأصل أن تؤدى الصلوات في أوقاتها، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه، أنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أي الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «‏الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا» ‏[صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال].‏

غير أن الله تبارك وتعالى شرع الرخص، ومن ضمنها الجمع بين الصلوات، فالجمع بين الصلاتين لعذر رخصة من الله تعالى، وسع بها على عباده، ورفع عنهم الحرج، وللفقهاء فيما يتعلق بالجمع في المطر آراء عدة، وقد تعرض مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين في قراره رقم 2/145 بتاريخ 27/10/2016م، إلى مسألة مشابهة أو قريبة لمسألة جمع الصلوات في السجون، ورجح جواز الجمع بعذر المطر والبرد الشديد في مصليات العمل؛ إذا وجدت المشقة والحرج، أما الماكثون في بيوتهم فلا يجمعون لعذر المطر أو البرد الشديد لانعدام المشقة والحرج بحقهم، فالجمع رخصة شرعت للتيسير ورفع الحرج، لا للتهاون بواجب أداء الصلاة في وقتها.

 وعليه؛ فلا مانع من جمع الأسرى للصلوات عند الحاجة الملحة، بسبب البرد الشديد أو غيره، نظراً للظروف الصعبة التي يعيشونها، ويؤخذ بالرخصة في مثل هذا الحال للحاجة الملحة من غير تهاون في أداء الصلاة على وقتها عند انتفاء دواعي الجمع، والله تعالى أعلم.

التعليقات