المطالبة بتكريم مؤلف كتاب (د. حيدر عبد الشافي – الرجل والقضية)

المطالبة بتكريم مؤلف كتاب (د. حيدر عبد الشافي – الرجل والقضية)
رام الله - دنيا الوطن
طالب صحفيون وكتّاب بتكريم كتاب (د. حيدر عبد الشافي – الرجل والقضية)، ومؤلفه الكاتب الأستاذ/ نعمان فيصل الذي بذل فيه جهدا كبيرا، داعين الى الاحتفاء بهذا الإنجاز الرائع.

فقد اكد الكاتب توفيق أبو شومر صدور الكتاب بانها مثل جهداً كبيراً، وقدم مرجعاً فريداً عن زعيم فلسطيني شاهداً على القضية الفلسطينية عبر حقبة طويلة وهامة من التاريخ الفلسطيني.

 وقال شومر: (بصدره العاري، وبلا أجهزة غوص، أو قياس للأعماق، وبلا أرشيف وطني، غامر شاب في مقتبل العمر، فقام بمهمة توثيقية انتحارية، غاص في بحر الذكريات الفلسطينية الزاخر، معتمداً على أكسجين رئتيه الخاص، لكي يُنقّب في بحر الوطنية الفلسطيني الزاخر، فعثر على دُرّة مكنونة من دُرر البحر لم تكن هذه الدّرة النفيسة سوى سيرة المناضل الراحل د. حيدر عبد الشافي، لم يكتف الباحث الغوّاص نعمان فيصل بهذه الدرة الخام، بل قام بإعادة تشكيلها في معمله الخاص، أعاد إليها بريقها السالف، بما نثره عليها من أريج الحكايات، وتفاصيل الذكريات، وقصص البطولات، ثم نظم منها قلادة وطنية، وعلقها صفحات مضيئة في ساحات الوطن، في صورة كتاب، عددُ صفحاته ألف ومائتا صفحة، صاغ منها شعاراً تحريضياً لشبابنا الفلسطينيين يقول: غوصوا في بحركم .. ما أكثر الدُرر واللآلئ في أعماق بحرنا الفلسطيني !! إن التضحيات الوطنية، ليست بالدماء والعرق فقط، بل تكون كذلك بتوثيق بطولاتهم، كي تكون باعثاً على التفوق والنبوغ والعطاء ورمزاً للتواصل بين الأجيال).

كما طالب الإعلامي الصحفي/ "هشام ساق الله" بتكريم الكتاب ومؤلفه الأستاذ نعمان فيصل من قبل كل المستويات في السلطة الفلسطينية، عندما قال: (إن ما نتج هو إنجاز وطني بإمتياز، فالكتاب يتضمن كل المراحل التاريخية التي مر بها شعبنا ويؤرخ لنضال شعبنا الفلسطيني من خلال مناضل كبير بحجم الأخ الدكتور حيدر عبد الشافي، واقترح أن يصبح الكتاب مقرر لطلاب الجامعات الفلسطينية، فالدكتور حيدر عبد الشافي قامة وطنية وتاريخية ينبغي أن يتم تدريس حياته، وخاصة أن الكتاب مكتوب بطريقة أكاديمية وعلمية ورائعة يمكن أن يستفاد منه، وأتمنى أن يتم منح جائزة خاصة لهذا المناضل والباحث المثابر الأستاذ نعمان فيصل أو جائزة من وزارة الثقافة أو الرئاسة الفلسطينية فهذا الكتاب يستحق الرعاية والتكريم).

وقال الكاتب عاطف المشهراوي: (يعتبر الكتاب وثيقة تاريخية وإنسانية تحتوي على نتاج تجربة الدكتور حيدر عبد الشافي عبد الشافي وحصاد فكره وثمرة أرائه، وتحمل كل التقدير للجهود التي بذلها، فالكتاب يستحق الرعاية والتكريم والحفاوة، حيث جاء نشر الكتاب بلغة أدبية راقية وأسلوب قوي في تأدية المعاني، ومنهج علمي موضوعي واضح، وتبويب حسن، وأستطاع الكاتب نعمان فيصل أن يوصف المواقف والمحطات في حياة الدكتور حيدر، كما ونجح الكاتب فيصل في قراءتها قراءة تحليلية علمية بكل صراحة وموضوعية، وربطها بالواقع الفلسطيني الراهن متوخياً الدقة مع النزاهة في قالب سهل وسلس؛ لاستشراف المستقبل واستخلاص العبر، ما يجعل منه مرجعاً تاريخياً وسجلاً وطنياً فلسطينياً صافياً حافلاً بالعطاء والنضال والتضحية).

مقتطفات من الكتاب:

يقول الكاتب نعمان فيصل في كتابه:" د. حيدر عبد الشافي – الرجل والقضية" ص56: (كانت التوجهات الفكرية لدى الدكتور حيدر عبد الشافي تحكمها الأفكار الديمقراطية، كمبدأ وسلوك اجتماعي في التواصل مع الناس على اختلاف طبقاتهم وفئاتهم بدون قيود، وظهر أثر ذلك في كل عمل تولاه طوال حياته، إذ كانت تحدوه الرغبة، ويدفعه الحب، ليس مكرهاً ولا مجبراً ولا مضطراً، وربما هذا هو الذي يميزه عن الكثيرين).

ويقول فيصل في الكتاب ص60: (لم يعترف الدكتور حيدر عبد الشافي بأنه سياسي، رغم أنه يقوم بعمل سياسي كبير، فهو يؤمن أن السياسة لا أخلاق لها، ويصر على أنه رجل مبادئ؛ لأنه آمن أن السياسة لا يجب أن تنفصل عن علم الأخلاق)

ويقول فيصل ص72: (خاض الدكتور حيدر عبد الشافي المعركة السياسية والدبلوماسية مع الإسرائيليين - باعتباره كبير المفاوضين الفلسطينيين - بكفاءة، وأدار الحوار مع الوفد الإسرائيلي بمسؤولية عالية، وانتصرت إرادة المفاوض الفلسطيني في معركة التمثيل الفلسطيني المستقل، الأمر الذي كانت ترفضه إسرائيل بشدة. في حين أنه أدرك مبكراً أن الإسرائيليين يتفاوضون فقط لأجل التفاوض، وليس للتوصل إلى حلول إستراتيجية للقضية بملفاتها الجامعة، كما كان اكتشاف الدكتور حيدر مبكراً لطبيعة الدور الأمريكي المنحاز لإسرائيل، ليمثل إشارة قوية على وعيه وإدراكه الكبيرين).

ويقول فيصل في ص84: (كان الدكتور حيدر عبد الشافي سابقاً لعصره، وقارئاً ماهراً لمفاصل الصراع، وكيفية مواجهته، فالدعوة التي يطلقها الفلسطينيون اليوم بترتيب البيت الفلسطيني، كان هو من أوائل من دعا إليها، باعتبارها أسلوباً عملياً، يساعد الفلسطينيين على تعبئة طاقاتهم، وتنظيم أنفسهم، وما زالت هذه الدعوة قائمة حتى الآن، كما كان دائماً يؤمن بالمشاركة في اتخاذ القرارات، وعلى أهمية النهج الديمقراطي، والقرار الموحد بمشاركة الكل الوطني).

كما وأوضح الكاتب نعمان فيصل أن الدكتور حيدر كان معروفاً بأنه لا يرضى بالظلم، ولا السكوت عليه، وكان لا يقبل الهزيمة، فهو من القلائل الذين لا يعلنون الاستسلام أبداً، وكان مشهوراً بعناده وجرأته في قول الرأي والتمسك به، ولا يتراجع عن موقفه السليم، فالدكتور حيدر، ومن خلال كونه رئيساً للوفد الفلسطيني المفاوض في مدريد وواشنطن مع الجانب الإسرائيلي، كان مدافعاً عنيداً عن القضية الفلسطينية، وعن منظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

نفي انتماء الدكتور حيدر عبد الشافي للشيوعية:

لعلَّ من الأشياء التي ظلت خافية عن المواطن الفلسطيني والعربي حقيقة الايديولوجية التي حملها عبد الشافي حين نفى الكاتب نعمان فيصل في الكتاب ص75 انتماء الدكتور حيدر للشيوعية حين قال الأستاذ فيصل: (إنصافاً للتاريخ وتجلية للموضوع، ففي حقيقة الأمر أن الدكتور حيدر عبد الشافي لم يكن شيوعياً، وهذه من المحطات التي ظلت خافية عن المواطن الفلسطيني في حياته، وقد أوضح هو بنفسه بالقول الفصل حقيقة أيديولوجيته الوطنية الجامعة لكل مفردات الحركة الوطنية الفلسطينية، وبيّن الأستاذ فيصل في الكتاب: أن الدكتور حيدر لم يكن منتمياً لأي تيار أو فصيل لا فكرياً ولا تنظيمياً، وظل كما هو أقرب إلى روح الناس منه إلى تنظيم أو فكر محدد المعالم. لأنه آمن أن الشعب أكبر من الكيانية التنظيمية، فانحاز إلى روح الشعب وطموحه.

موقف الدكتور حيدر من اتفاق أوسلو:

ذكر الكاتب نعمان فيصل في كتابه (د. حيدر عبد الشافي – الرجل والقضية) ص892: أن الدكتور حيدر لم ينتظر طويلاً بعد إعلان اتفاق أوسلو، فوجه انتقاداً لاتفاق أوسلو الذي توصلت إليه منظمة التحرير مع إسرائيل، مشككاً في إمكانية إحلال سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وبيّن فيصل في الكتاب أيضاً: الإصرار الدؤوب للدكتور حيدر في مفاوضات واشنطن التي قادها على أن جميع المناطق المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس يجب أن تكون خاضعة لسلطة حكومة فلسطينية مؤقتة، وكذلك رأي الدكتور حيدر في نصوص اتفاق أوسلو الغامضة، ولفت فيصل في الكتاب إلى رأي الدكتور حيدر الذي لم يكن يؤمن بأن روحية جديدة بدأت تتشكل في المنطقة، بل كان يرى أن لا مبرر للتفاؤل، حيث القدس والاستيطان وحق العودة جوهر القضية غير مدرجة في اتفاق أوسلو.

وأوضح الكاتب نعمان فيصل في كتابه (د. حيدر عبد الشافي الرجل والقضية) ص896: أن الدكتور حيدر لم يكن نادماً على مشاركته في هذه العملية؛ كرئيس للوفد الفلسطيني المفاوض في واشنطن لأن الوفد بقيادة عبد الشافي غير مسؤول عن العيوب الموجودة في الاتفاقية، والتي خلت من أبرز القضايا الأساسية التي يجب أن نظل كفلسطينيين متمسكين بها.

الكتاب والمؤلف:

يقع كتاب (د. حيدر عبد الشافي – الرجل والقضية) في 1227 صفحة، ويتضمن ست فصول، وملحق للصور بالألوان. وهو عمل تطوعي للكاتب، وهو أول كتاب يصدر عن الدكتور حيدر بهذا الحجم الكبير، ورفض الكاتب نعمان فيصل منذ أن بدأ العمل في هذا الكتاب احتواءه أو رعايته من أي جهة، وأعلن أن ريع هذا الكتاب سيذهب إلى المؤسسات التي تُعنى بالأطفال الفقراء والمحتاجين. وقد استغرق هذا العمل ثلاث سنوات من العمل المتواصل، وقد قدم لهذا الكتاب الدكتور رياض الزعنون وزير الصحة الفلسطيني الأسبق. وكانت أهم مصادر للكتاب هي: المقابلات والوثائق والجرائد، وخاصة (جريدة القدس) لتوثيق العديد من فصول الكتاب، وخاصة الفصل المتعلق بالمفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية.

وفي مساء يوم الإثنين الموافق 22/10/2018 وبدعوة من رجل الأعمال أنور فيصل ورعايته توهجت جمعية الشبان المسيحية بمهرجان ثقافي كبير، لم تشهد مدينة غزة مثيلاً له، شهد التوقيع على الكتاب، حيث تميز هذا المهرجان بقوة الحشد قياساً للنخبة التي حضرت، والإعداد والتنظيم، وتحدث في الحفل: مؤلف الكتاب الكاتب أ. نعمان فيصل، د. رياض الزعنون وزير الصحة الأسبق، وأ. فريح أبو مدين وزير العدل الأسبق، الروائي غريب عسقلاني الأمين العام المساعد لاتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين السابق ، وأ. راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وأ. عيسى سابا مدير معهد كنعان الإنمائي وعضو الهيئة الإدارية بجمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة، وكان عريف الحفل الإعلامي أ. سليم أبو عمرو.

أما مؤلف الكتاب فهو الأستاذ/ نعمان عبد الهادي فيصل، من مواليد حي الشجاعية بمدينة غزة في 6 آب/ أغسطس 1976، وهو من أسرة غزية، فوالده هو المربي الأستاذ المرحوم عبد الهادي فيصل، وعمه رجل الأعمال المشهور في الولايات المتحدة الأمريكية هو أنور نعمان فيصل، والذي أسس ورأس المركز الثقافي الفلسطيني للسلام بمدينة بوسطن، وهو أيضاً الذي قام بتمويل طباعة كتاب (د. حيدر عبد الشافي - الرجل والقضية) على نفقته الخاصة. نال الأستاذ نعمان فيصل درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة الأزهر، وكان الأول على دفعته، وله أربع مؤلفات وهي: الانقسام الفلسطيني في عهد الانتداب البريطاني وفي ظل السلطة الوطنية الفلسطينية (دراسة مقارنة). وأعلام من جيل الرواد من غزة هاشم: منذ أواخر العهد العثماني وحتى القرن العشرين. وصفحات منسية في تاريخ الصحة الفلسطينية: حوار مع الدكتور رياض الزعنون أول وزير صحة فلسطيني. وظلال السنين في غزة هاشم.