المطران: "المسيحية الحقة تحثنا على ان يكون انحيازنا للمظلومين وليس للظالمين

رام الله - دنيا الوطن
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم وفدا ارثوذكسيا من الولايات المتحدة الامريكية ضم عددا من الإباء الكهنة وأبناء الكنيسة الارثوذكسية التابعين للابرشية الارثوذكسية المسكونية والتي يرأسها رئيس الأساقفة ديمتريوس .

وقد استقبلهم أولا في كنيسة القيامة ومن ثم في البطريركية مرحبا بزيارتهم ومتمنيا لهم حجا مباركا الى الأماكن المقدسة في فلسطين.

قال المطران في كلمته بأن زيارتكم الى هذه البقعة المقدسة من العالم انما تأتي تأكيدا على تشبثنا بمكانة فلسطين الروحية باعتبارها مهد المسيحية وحاضنة اهم مقدساتها .

ولكن ما نود ان نقوله لكم بأن فلسطين الأرض المقدسة هي ليست فقط المقدسات والمزارات الشريفة التي نفتخر بوجودها في بلادنا فحسب بل فلسطين هي أيضا الانسان والشعب المناضل والمكافح من اجل حريته وانعتاقه من الاحتلال لكي يعيش بأمن وسلام مثل باقي شعوب العالم .

نتمنى من الكنيسة الارثوذكسية في أمريكا كما وغيرها من الكنائس بألا تتأثر بالدعاية الصهيونية المغرضة التي يقوم بها هناك اللوبي الصهيوني ومعه القوى الماسونية الشريرة والمجموعات المتصهينة التي تدعي المسيحية زورا وبهتانا .

المسيحية الحقة تحثنا على ان يكون انحيازنا للمظلومين وليس للظالمين ويؤسفنا ويحزننا ان نرى في عالمنا بأن هنالك أشخاصا يقفون الى جانب الظالم والمستعمر والمحتل ويبررون سياساته وممارساته وقمعه وظلمه واستبداده .

المسيحية الحقة تعلمنا ان ندافع عن كل انسان مظلوم بغض النظر عن انتماءه الديني او خلفيته القومية او الاثنية او لون بشرته .

انني اطالبكم واطالب كنيستكم والكنائس المسيحية في أمريكا بضرورة ان تتبنى مسألة الدفاع عن القضية الفلسطينية ومواجهة اللوبي الصهيوني الذي يحرض على شعبنا ويسيء لكفاح انساننا من اجل الحرية والكرامة .

الفلسطينيون هم دعاة حق وعدالة وهم شعب مثقف يعشق هذه الأرض وينتمي اليها وعندما تدافعون عن فلسطين وتتبنون قضيتها العادلة انما تدافعون عن المسيحية في مهدها وقيامتها كما وتدافعون عن اعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث .

ندرك جيدا ان هنالك نفوذا كبيرا للماسونية الشريرة والصهيونية الحاقدة داخل بعض الكنائس في أمريكا وفي غيرها من الاماكن وهذا النفوذ وهذه التأثيرات هي التي تكون سببا في بعض الأحيان امام حالة الصمت التي نشهدها ونلحظها تجاه ما يحدث في منطقتنا وفي بلادنا المقدسة بنوع خاص .

ان الماسونية الشريرة والصهيونية الحاقدة انما لا تريد للكنائس ان يكون لها دور في قضايا العدالة في عالمنا ، لا يريدون للكنائس المسيحية ان يذكروا فلسطين وآلام أبنائها وان يتحدثوا عن معاناة شعبنا ولا يريدون للكنائس المسيحية ان تتحدث عن الكوارث التي حلت بمنطقتنا العربية بسبب السياسات الامريكية الغاشمة والخاطئة الهدامة.

انظروا الى سوريا وما حل بها ، انظروا الى العراق واليمن وليبيا ، انظروا الى هذا المشرق العربي الذي تسوده حالة الفوضى وعدم الاستقرار حيث الحروب وثقافة العنف والموت منتشرة في كل مكان .

وان السياسة الغربية الخاطئة تجاه منطقتنا هي التي تعزز هذه الفوضى الخلاقة ونحن نعرف جيدا من الذي يغذي الإرهاب بالمال والسلاح ومن الذي يستفيد منه .

نطالب الكنيسة الارثوذكسية في أمريكا كما وكافة الكنائس المسيحية هناك بأن تكون اجندتها اجندة الانجيل فحسب بعيدا عن الاجندات السياسية فليس مطلوبا من المرجعيات الروحية المسيحية في أمريكا إرضاء هذه الجهة السياسية او تلك بل هدفنا يجب ان يكون أولا مرضاة الله وان نقوم بواجبنا الإنساني والأخلاقي والروحي .

ان دفاعكم عن فلسطين وشعبها المظلوم انما هو تجسيد لقيم الانجيل والمسيحية الحقة فمن آمن بالمسيحية ورسالتها كان منحازا لقضايا العدالة ومدافعا عن حقوق الانسان ورافضا للعنصرية والظلم حيثما كانت واينما وجدت .

قدم للوفد بعض المنشورات الروحية كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات .