المطران عطا الله حنا : نقول لشعبنا الفلسطيني فلتكن معنوياتكم عالية وارادتكم صلبة

المطران عطا الله حنا : نقول لشعبنا الفلسطيني فلتكن معنوياتكم عالية وارادتكم صلبة
المطران عطالله حنا
رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم لدى استقباله وفدا من شخصيات مدينة نابلس "بأننا كفلسطينيين نحن أصحاب اعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث ومن واجبنا جميعا ان نكون موحدين وعلى قلب رجل واحد لان وحدتنا هي قوة لنا في نضالنا من اجل الحرية" .

وأضاف: "اعداءنا الذين نكبوا شعبنا وسرقوا أراضينا واستهدفوا اوقافنا وعقاراتنا يريدوننا اليوم ان نكون في حالة تيه وضياع وتفكك وتشرذم وخلل وضعف ، انهم يريدون سرقة ثقافتنا والنيل من معنوياتنا كما انهم يتمنون ان نكون غارقين في ثقافة الإحباط واليأس والاستسلام والقنوط ولذلك فإنني اود ان أقول لشعبنا الفلسطيني وخاصة لشريحة الشباب بأن معنوياتنا يجب ان تكون عالية ولا يجوز لنا ان نستسلم لما يرسم لنا من مشاريع ومخططات واجندات معادية لشعبنا ولقضيتنا العادلة" .

وتابع: الاحتلال الاقصائي يستهدفنا وهذا الاحتلال يسعى لشطب وجودنا وإلغاء حقوقنا وابتلاع مدينة القدس بشكل خاص ، وفي الوقت الذي فيه تُستهدف فلسطين ويُستهدف شعبها الأعزل نرى ان بعض الأقطار العربية تسير بخطى تطبيعية مشبوهة تسيء الينا والى قضيتنا والى مدينة القدس بشكل خاص التي تتعرض خلال السنوات الأخيرة لحملة غير مسبوقة هادفة للنيل من مكانتها وطابعها وتاريخها وتراثها وهويتها العربية الفلسطينية" .

وقال: "أقول لشعبنا الفلسطيني ( بأنه لا يحك جلدك الا ظفرك) ولا تتوقعوا ان يأتينا النصر من أي جهة خارجية في هذا العالم ، فالحرية لا تقدم لطالبيها على طبق من ذهب بل هنالك تضحيات يجب ان تقدم في سبيل الوصول الى هذه الحرية المرجوة والمبتغاة".

وأردف: "علينا ان نكون على قدر كبير من الوعي في زمن يراد فيه لنا ان نكون تائهين ضائعين لا حول لنا ولا قوة ، علينا ان نكون متحلين بالصدق والاستقامة والوطنية الصادقة في هذا الزمن الرديء الذي كثر فيه المنافقون والمتآمرون والمتخاذلون".

وتابع: "يجب ان نميز ما بين الخيط الأبيض والخيط الأسود ويجب ان نميز ما بين العدو والصديق لكي نتمكن من السير الى الامام بخطى حثيثة خدمة لوطننا وشعبنا وقدسنا ومقدساتنا".

وأكد أن أمام الشعب الفلسطيني لا توجد هنالك مستحيلات فنحن قادرون على الانتصار ومن قال بأن النكبات والنكسات التي تعرضنا لها يجب ان توصلنا الى الاستسلام والضعف والقنوط والقبول بهذا الامر الواقع الذي نراه امامنا .

وأضاف: "نحن قادرون على الانتصار عندما تكون بوصلتنا في الاتجاه الصحيح وعندما نكون على قدر كبير من الوعي والحكمة والمسؤولية والرصانة" .

وتابع: "نحن قادرون على ان نحقق الوحدة المرجوة والبعض يظن انها امرا مستحيلا في ظل ما وصلنا اليه من تكريس للانقسامات والخلافات" .

وأضاف: "بإمكاننا ان ننهي الانقسامات وبإمكاننا ان نصل الى الوحدة المنشودة ولكن هذا يحتاج الى ان نضع مسألة الوطن أولا وقبل كل شيء ، فلسطين هي اكبر منا جميعا وهي اهم من الأحزاب والفصائل والتيارات السياسية" .

وتابع: "عندما وجدت الأحزاب والفصائل والتيارات السياسية وجدت من اجل خدمة الوطن والقضية وتحرير فلسطين ، وليس من اجل ان تكون سببا في الانقسامات والتصدعات".

وأوضح: "عندما يضع الجميع فلسطين بالدرجة الأولى على اجندتهم حينئذ يمكننا ان نصل الى المصالحة المنشودة والى الوحدة التي نتمناها جميعا ، اما الاجندات الشخصية والحزبية والفصائلية وغيرها من المشاريع والاجندات المشبوهة فلن توصلنا الى الوحدة وانهاء الانقسامات" .

وأضاف: "ضعوا أولا مصلحة الوطن لان الوطن بحاجة الى كل واحد منا ، ولا تكونوا جزءا من أي نوع من الانقسامات او التصدعات في مجتمعنا الفلسطيني" .

وأكد ان وحدتنا تخيف اعدائنا ولذلك فإننا نرى ونلحظ بأن جهات خارجية هي التي تغذي الانقسامات الداخلية والمستفيد الحقيقي من هذه الانقسامات انما هو الاحتلال الذي يسعى لتصفية القضية وابتلاع مدينة القدس بشكل كلي .

وختم: "فلتكن معنوياتكم عالية وارادتكم صلبة ولا بد للحق السليب ان يعود الى أصحابه في يوم من الأيام ومهما طال الزمان فلن يضيع حق وراءه مطالب" .