الشاب "محمود شبلي".. اقتتالُ إخوةٍ أعاده إلى نقطة الصفر

الشاب "محمود شبلي".. اقتتالُ إخوةٍ أعاده إلى نقطة الصفر
رام الله - دنيا الوطن
في زاويةٍ صغيرةٍ وسط مساحةٍ من الدمار الهائل، في إحدى أحياء مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان، يقف الشاب محمود شبلي، أمام طاولةٍ صغيرةٍ يبيع عليها القهوة والبسكويت للمارّة، يحمل من خلالها الأمل بعودة الحياة إلى المخيم، بعد أيامٍ من المعارك العنيفة التي شهدها المية ومية قبل أسابيع قليلة.

محمود الذي ترك المدرسة وهو في الصف السادس ابتدائي، كان يعمل قبل اندلاع الاشتباكات بأقلّ من شهرين في تنجيد المفروشات، لكنّ الأزمة الاقتصادية المستشرية في لبنان وعدم توفّر الأشغال، دفعته لأن يلجأ لبيع القهوة في المخيم!

لكن.. لم يكفِ ذلك الشاب ابن الثلاثة وعشرين ربيعاً أن يكون في حالةٍ من التعبّ والإرهاق النفسيّ لعدم توفّر فرص العمل، وانتشار البطالة، لتأتي تلك الأيام الحالكة وتسلب برصاصها وقذائفها منزل عائلته ومنزله الذي كان يُعدُّه ليكون مملكة الزوّجية، وتغتال بحقدها ما بناه من آمال، وتُعيده 10 سنواتٍ إلى الوراء!

ويقول محمود لشبكة العودة الإخبارية «تعب كلّّ تلك السنين ذهب هباءاً منثوراً! ما ذنبي أنا كشاب في أوّل عمري، ألا يحقّ لي أن أبني مستقبلي كباقي شباب العالم؟!».

ويضيف محمود «كلّ ما نريده هو أن نعيش بسلامٍ وأمان بعيداً عن الاقتتال، يكفينا أننا لاجئين وقد حرمنا من العيش بكامل حقوقنا الإنسانية، لذلك دعونا نعيش بسلام أو اتركونا نهاجر!»..

فوراء الحربِ دمارٌ نفسيّ لا يعرفه إلاّ من شرب من كأسه.. ووراء الحربِ كلفةً أخرى وأحزان لا تُطبّبها بيانات التطمين ولا كلمات المؤاساة، خاصةً لمن قد مسّتهم الحرب بضربةٍ موجعة!

التعليقات