بيان جماهيري صادر عن مكتب التعبئة و التنظيم - إقليم لبنان بمناسبة الاستقلال

رام الله - دنيا الوطن
بيان جماهيري صادر عن مكتب التعبئة و التنظيم لحركة فتح - إقليم لبنان بمناسبة إعلان الاستقلال.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني والعربي المناضل.

ليس جديدا ما يحصل من عدوان إسرائيلي غاشم وآثم على أبناء شعبنا في قطاع غزة ، وقصف الاحياء السكنية بعشرات المباني المدنية بما فيها عمارات  سكنية وعدة منازل ومؤسسات مدنية واعلامية ، الامر الذي أدى الى سقوط عشرة شهداء خلال اقل من 24 ساعة وجرح العشرات من المواطنين في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي والإنساني وقرارات الشرعية الدولية.
   اننا اذ ندين بأقسى وأشد العبارات الرافضة و المستنكرة لهذا العدوان البربري من قبل الاحتلال الصهيوني الغاشم على اهلنا في فلسطين عموما وفي غزة هاشم على وجه الخصوص ، ونعتبره عدوانا همجيا مُبيتاً يسعى لفرض حل سياسي على أبناء شعبنا في قطاع غزة ، بالوقت ذاته نطالب المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم المعتدي لوقف هذا العدوان ، و هنا يهمنا ان نوضح ما يلي :

-        إن الإدارة الأمريكية ساعدت الاحتلال الإسرائيلي كثيرا في الفترة الماضية من خلال القرارات التي اتخذتها ضد الفلسطنيين من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ومساعدتها في عمل قانون القومية اليهودية ، تمهيدا للقضاء على مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

-          ان جرائم الحرب الاسرائيلية والعدوان المتصاعد ضد شعبنا ، واستهداف قطاع غزة المحاصر عسكريا بشكل متواصل يهدف الى جر المنطقة نحو مزيد من العنف وعدم الاستقرار، وان هذه الجرائم تأتي بعد ابرام اتفاق التهدئة بين "حماس" و"إسرائيل"  لتؤكد الأخيرة انها دولة مارقة لا تلتزم بأي اتفاق وتتحلل من التزاماتها متى تشاء كعادتها. وهذا يدل ايضا ان البحث عن الهدوء مقابل الهدوء وكل هذه الصيغ لا يمكن ان تمر أو ان تشكل حصانة الا العودة الى الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام. فليس من صالح حركة حماس أو أي فصيل آخر عقد هدنة مع الاحتلال بشكل منفرد ، وأن التهدئة مع الاحتلال الاسرائيلي يجب أن تكون بموافقة الجميع وبتوقيع منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وليس مع فئة هنا أو هنالك.

-         أن قانون القومية اليهودية هو الأخطر على فلسطين ، حيث إنه يأتي رفضاً لكل المواثيق والقرارات الدولية و يحدد ملامح الدولة اليهودية بشعارها وشكلها ، و أنه حتى تلك اللحظة لا يوجد حدود لدولة "إسرائيل" المزعومة ، ولا حتى في هذا القانون لأنهم يحلمون بتكوين دولة ممتدة من النيل إلى الفرات.  لذا فاننا نرفض كل انواع التهويد التي تمارسها قيادة العدو الاسرائيلي بحقنا اهلنا ومقدساتنا ،  ومنها المصادقة الاخيرة لكنيستهم على قانون القومية اليهودية ، والذي يصف فلسطين بأنها دولة يهودية ، ويجعل العبرية لغة أساسية ، مهمشا اللغة العربية وجعلها اللغة الثانية ، وهذا خرقا لكل قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية بمواثيقها وأعرافها .

   وفي هذا المضمار فاننا في مكتب التعبئة و التنظيم لحركة فتح – اقليم لبنان نؤكد على ما يلي :

- ان العدوان الاسرائيلي الغاشم على الجزء الجنوبي من دولة فلسطين المتمثل بقطاع غزة يعيد الامور الى مسلسل الدم والدمار وتقطيع أوصال الوطن ، وهو ما حذرنا منه كحركة فتح مرارا وتكرارا.

- إن الاولوية الان تكمن في وقف العدوان الاسرائيلي ومن ثم التوجه الى وحدة حقيقية لصيانة الجبهة الداخلية الفلسطينية وحمايتها ، خاصة ان هناك العديد من الاجندات الاقليمية التي تلعب بالساحة الفلسطينية بطريقة تضر بالقضية والمشروع الوطني الفلسطيني وليس آخرها صفقة ترامب الخاسئة المشبوهة حول القدس وفلسطين.

- ضرورة الوحدة في مواجهة العدوان الاسرائيلي الهمجي ضد ابنا شعبنا في قطاع غزة ، وهذا لن يكون الا بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ، وفوراً ، فلا خيار ولا بديل لوقف هذا العدوان ضد ابناء شعبنا في غزة الا العودة الى مربع المصالحة وتمكين الجبهة الداخلية لمواجهة كل التحديات التي تقف امام مشروعنا الوطني الفلسطيني .

- مطالبتنا المجتمع الدولي للضغط على "اسرائيل" ولجمها من أجل منعها من التمادي بعملياتها الارهابية بحق أبناء شعبنا في الضفة وغزة والقدس ، وبرفع الحصانة السياسية والقانونية عن "اسرائيل" والتدخل الفوري لوقف عمليات القتل والتصعيد ، و بضرورة اتخاذ موقف أممي حاسم تجاه الاعتداءات الاسرائيلية ، وبتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا، ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة ، واتخاذ تدابير جدية لمحاسبة "إسرائيل" ومساءلتها على خروقاتها وانهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره على أرضه ومقدساته .

- مطالبتنا اجتماع مجلس الجامعة العربية بأخذ قرارات عملية ترتقي الى مستوى هذا العدوان الوحشي والجرائم الاسرائيلية ، وأن يكون هناك جهد وصوت عربي موحد لتوصيل رسالة عربية موحدة من جامعة الدول العربية تؤكد رفضها الكامل لهذا العدوان وضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني .
   وفي هذا اليوم الفلسطيني التاريخي ، يوم اعلان الاستقلال ، فإننا نحيي قيادة شعبنا ومرجعيته فلسطينيا وعربيا ودوليا ، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا منظمة التحرير الفلسطينية ، وعلى رأسها الاخ الرئيس محمود عباس "ابو مازن " حيث ان هذه القيادة التاريخية الأمينة والمؤتمنة على شعبنا وثوابته الوطنية تحركت على الصعيدين العربي والدولي ومنذ اللحظات الاولى لوقف هذا العدوان ، وتعمل جاهدة على الحفاظ على شعبنا ووحدة مؤسساته وجغرافية الوطن ، وتقوم بإفشال المؤامرة بفصل قطاع غزة عن الضفة تمهيدا لما يسمى ب "صفقة القرن" المزعومة ، اذ ان الاحتلال يسعى لقيام دويلة مسخ في قطاع غزة تحت الحصار والتهديد والابتزاز الاسرائيلي المستمر ، فيما يخطط لإبقاء الضفة الغربية والقدس تحت سيطرته ووقف اي مشروع لقيام دولة فلسطينية .

   ايضا ، بمناسبة اعلان الاستقلال ، نؤكد على قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية التي استندت عليها قيادتنا في هذا الإعلان الهام والمصيري في حياة شعبنا وقضيته المركزية ، والذي اقرته القيادة الفلسطينية اثناء انعقاد جلسة المجلس الوطني الفلسطيني في الخامس عشر من تشرين الثاني من العام 1988 ، كما نؤكد على حق شعبنا في تقرير المصير واقامة دولتنا الفلسطينية المستقة وعاصمتها القدس الشريف ، وبالوقت ذاته فاننا نحذر من المخططات التي تسعى سلطات الاحتلال البغيضة لتحقيقها والتي تهدف لعقد هدنة شاملة مع حركة حماس لتؤسس لانفصال تام بين قطاع غزة والضفة من جهة ، وإضعاف أبناء شعبنا ومؤسساته في القطاع .

   كما اننا ندعو جميع قوى وفصائل العمل الوطني والاسلامي الفلسطيني الى ضرورة التصدي بشكل جماعي للمخططات الاسرائيلية والامريكية وعدم اعطاء "اسرائيل" فرصة التفرد في فرض املاءاتها سواء في القطاع او جميع انحاء الوطن المحتل ، فرغم  المجازر  والإرهاب الإسرائيلي  والقمع والاعتقال والاستيطان والحصار لم يفقد شعبنا  الفلسطيني إيمانه الراسخ بحقه في العودة ، ولا إيمانه الصلب بحقه في الاستقلال ولم يتمكن الاحتلال من طرد الفلسطيني من وعيه وذاته ، ولقد واصل نضاله الملحمي ، وتابع بلورة شخصيته الوطنية من خلال التراكم النضالي المتنامي .ولن يكون حل معاناة ابناء شعبنا في القطاع عن طريق قتل الاطفال والابرياء الآمنين وانما من خلال انهاء الاحتلال برمّته واستمرار الحراك الدبلوماسي على الصعيدين العربي والدولي في مجلسي الامن وحقوق الانسان للوصول الى سلام شامل وعادل وتوفير حماية دولية لجميع ابناء الشعب الفلسطيني في جميع انحاء الوطن.

التعليقات