المطران حنا: المسيحيون في مشرقنا العربي ليسوا أقليات في اوطانهم

رام الله - دنيا الوطن
عُقدت في مدينة مونتريال الكندية ندوة حول الحضور المسيحي في منطقة الشرق الأوسط " واقع وتحديات " بمشاركة عدد من رجال الدين والشخصيات الاكاديمية والعلمية والثقافية والإعلامية وقد كانت هنالك مشاركة للمطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في هذه الندوة عبر وسيلة الفيديو كونفرنس وذلك من القدس الشريف .

قال المطران في كلمته بأن المسيحيين في مشرقنا العربي هم متمسكون بإيمانهم وتراثهم واصالتهم وانتماءهم لاوطانهم ، ان الالام والجراح والمعاناة التي تعرض لها المسيحيون في منطقتنا لم ولن تجعلهم يفقدوا بوصلتهم التي ستبقى دوما بوصلة ايمانية روحية إنسانية أخلاقية وطنية .

ستبقى أجراس كنائسنا تقرع في مشرقنا العربي رغما عن كل آلامنا واحزاننا ومعاناتنا وستبقى كنائسنا صروحا للمحبة والدعوة الى تكريس ثقافة العيش المشترك والتآخي الديني بين كافة مكونات اوطاننا .

اود ان اطرح امامكم مسألة المطرانين المخطوفين في سوريا وضرورة الاهتمام بهذا الملف الذي يبدو ان البعض قد نسيوه فهذا موضوع يعنينا بشكل مباشر واستمرارية اختطاف المطرانين انما هي إساءة لهذا الحضور المسيحي وتطاول على رموزه الدينية والكنسية والروحية ، وفي الوقت الذي فيه نطالب بالحرية للمطرانين المخطوفين فإننا نطالب أيضا بتحرير كل المخطوفين ونعرب عن تضامننا مع ضحايا الإرهاب والحروب والعنف في منطقتنا .

نتضامن مع سوريا في محنتها ونتضامن مع العراق في آلامه وجراحه ومعاناته كما ونتضامن مع ليبيا واليمن ومع احبائنا في مصر العزيزة على قلوبنا ونؤكد رفضنا للارهاب والعنف أيا كان لونه وايا كان شكله ، هذا الإرهاب الذي استهدف المسيحيين كما استهدف غيرهم من المواطنين ، أما فلسطين الأرض المقدسة فستبقى جرحنا النازف ويؤسفني ويحزنني ان هنالك بعضا ممن يحاولون تهميش القضية الفلسطينية ولا يريدون ان يسمعوا عنها شيئا متناسين بأن فلسطين هي مهد المسيحية وهي البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر.

أقول لكافة الكنائس والمسيحيين بأن تضامنكم مع فلسطين في محنتها انما هو تضامن مع المسيحية في مهدها وتضامن مع اعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث.

المسيحيون في فلسطين اصبحوا قلة في عددهم ونسبتهم هي 1% ولكن هذه القلة ليست اقلية فنحن لسنا اقلية ونرفض ان ينظر الينا كذلك لأننا مكون أساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني ولان وطننا هو وطن السيد المسيح الأرضي وارضنا المقدسة هي ارض الفداء والقداسة والمهد والقيامة والنور كما هي ارض يتوق شعبها الى ان ينال حريته وان تتحقق العدالة فيها بأبهى صورها في بلادنا المقدسة .

دافعوا عن فلسطين فهذا واجب مسيحي وواجب أخلاقي وانساني ودافعوا عن عراقة الحضور المسيحي في هذا المشرق العربي هذا الحضور الذي أُستهدف من قبل جماعات دموية لا إنسانية ولا حضارية تلقى دعما وتمويلا من قبل اطراف معروفة في الغرب.

ان الأسلحة والقذائف المستوردة من الغرب هي التي تدمر بلداننا وهي التي تيتم أطفالنا وهي التي تقتل شبابنا وابناءنا ، انهم يصدرون الينا أسلحة الموت دون أي وازع أخلاقي او انساني ونحن بدورنا نقول بأننا نريد ان نعيش بسلام في هذا المشرق بعيدا عن الحروب والقتل والتنكيل واستهداف الكرامة الإنسانية .

المسيحيون الفلسطينيون يفتخرون بانتماءهم لفلسطين ارضا وقضية وشعبا وهوية وتراثا واصالة ، فالقضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعا والجرح الفلسطيني هو جرحنا جميعا كما ان تطلع شعبنا نحو الحرية هو تطلعنا جميعا .

نرفض العنصرية بكافة اشكالها والوانها ونؤمن بأن الانسان خُلق على صورة الله ومثاله لكي يكون أداة للخير والمحبة والرحمة والسلام .

ان الحفاظ على الحضور المسيحي في بلادنا وفي مشرقنا يحتاج أولا الى حل عادل  للقضية الفلسطينية فالقضية الفلسطينية هي مفتاح السلام في منطقتنا ، كما انه يحتاج الى ان يتوقف تصدير أسلحة الدمار والموت الى منطقتنا حيث تُدفع مئات المليارات من الدولارات من اجل الدمار والخراب في منطقتنا بدل من ان تستعمل من اجل البناء والرقي والتطور .