مفوضية المنظمات الشعبية والكتّاب يعقدون ندوة في ذكرى استشهاد الرمز ياسر عرفات في الأزهر

مفوضية المنظمات الشعبية والكتّاب يعقدون ندوة في ذكرى استشهاد الرمز ياسر عرفات في الأزهر
رام الله - دنيا الوطن
نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، من خلال مفوضية التعبئة والتنظيم و المنظمات الشعبية والجماهيرية، والمكتب الحركي المركزي للكتّاب والأدباء والاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، ندوة تحت عنوان ( ياسر عرفات ثقافة وطن) في جامعة الأزهر، قاعة هاني الشوا، في الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد الرئيس أبو عمار، وبحضور عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض التعبئة والتنظيم بالمحافظات الجنوبية، أحمد حلس، ومحافظ شمال قطاع غزة صلاح أبو وردة، ومفوض المنظمات الشعبية والجماهيرية في الهيئة القيادية الدكتور حيدر القدرة، ومسئولة الاتحاد العام للمرأة الدكتورة أمال حمد، وأعضاء من الهيئة القيادية العليا، وأعضاء الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين، وأمناء سر المكاتب الحركية وقيادات أكاديمية وكتّاب ومثقفين ومهتمين.

وافتتح الندوة مدير عام مكتب عبدالله الحوراني، ونائب أمين سر المكتب الحركي المركزي للكتّاب، الباحث والكاتب ناهض زقوت، الذي رحب بالحضور، وملقياً الضوء على أهمية الذكرى ودور الخالد ياسر عرفات في الثقافة الوطنية، ومفتتح الندوة بتقديم المقرئ ماهر أبو جلمبو لتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، والوقوف دقيقة صمت على روح الشهيد الرئيس ياسر عرفات وشهداء فلسطين، وقراءة الفاتحة. 

وفي كلمة حركة فتح أكد عضو لجنتها المركزية أحمد حلس على دور الرئيس الشهيد ياسر عرفات في الحركة الوطنية، ومعتبراً أنه هو مؤسس ورمز من رموزها في ستينيات القرن الماضي، وأن الرمزية الوطنية التي نالها الزعيم عرفات، نابعة من فعله الحثيث في الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي وفي جميع مناحي الحياة، حتى أن أبو عمار صار شخصاً يعني كل فلسطيني في كل أماكن تواجده.

وعرج حلس على الوضع الراهن، بقوله أن المصالحة استراتيجية وطنية لا يمكن الاستغناء عنها مهما ضاقت احتمالات تنفيذها، لأن الوحدة الوطنية هي المدخل الحقيقي والأقل كلفة لمواجهة المخاطر والتحديات الراهنة، وأن القيادة الفلسطينية وخاصة الرئيس محمود عباس معنيون بإنهاء حالة الانقسام، كما كانت الوحدة الوطنية ميراث الرمز عرفات الأقوى، واحدى أهم وصاياه في حياته وبعد استشهاده، وطالب الكل الوطني بضرورة العمل بجد وانتماء لإنهاء هذه الحالة البغيضة من حياة شعبنا، والذهاب إلى وحدة وطنية حقيقية، مبنية على الانتماء للوطن وليس الفصيل أو الجماعة.

وشدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على أن القيادة لن تقبل بالصفقات المشبوهة، ولن تمر مهما كلفت التضحيات، لأن هذه المشاريع ستكون على حساب الثوابت الوطنية، وتشكيل كيان سياسي منفصل في قطاع غزة مرفوض ومدان، ولأنه لا
دولة بدون غزة، ولا دولة في غزة، ولذا على الكل الوطني أن يلتف حول القيادة التي تكمل مشوار الخالدين من الشهداء، وتسعى لقطاف ثمارهم بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.

من جهته أكد أمين سر المكتب الحركي المركزي للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، الأستاذ الدكتور محمد صلاح أبو حميدة على دور الرئيس الرمز ياسر عرفات في الفعل الثقافي ودعمه للكتّاب والأدباء والصحفيين لم يكن بعيداً عن دعمه لكل شرائح المجتمع الفلسطيني، وأنه شكل حالة نهوض واضحة في المستوى الثقافي، ولم يغفل دور المثقفين في العمل السياسي، وخاض معاركه مسلحاً بالوعي الأدبي والإبداعي، وخاض المفاوضات مشفوعاً بمشورة المثقفين وأصحاب الأقلام المبدعة. 

وطالب أبو حميدة إلى التمسك بنهج ياسر عرفات بعد تحوله إلى رمز عالٍ يضيء الطريق للأجيال القادمة، وفعل الكثير وناضل من أجل فلسطين حتى بذل الروح أمام العالم وهو محاصر على مدار ثلاثة سنوات، لكي يتراجع عن الثوابت ويكسب حياته، إلا أنه رفض كل العروض واستمر في كفاحه المشروع حتى استشهاده.

وبرهن الأمين العام المساعد لاتحاد الكتّاب والأدباء الروائي عبدالله تايه، على تمسك الرئيس الشهيد ياسر عرفات بمبادئ الوطن، مدافعاً عن كل فئاته، ولو كان مختلفاً مع البعض بالرأي والمواقف، إلا أنه وضع في دائرة اهتمامه المثقفين والكتّاب والأدباء، الذين قال لهم يوماً :" أنا أتعلم منكم"، بهذه الروح
استطاع ياسر عرفات أن يكسب لصفه حتى أولئك الذين يرفضون بعض قراراته، فكان الاختلاف على القرار وليس على ياسر عرفات ، وهذا ما أكتسبه بفعله الوطني الخالص، إذ أنه أول رئيس عربي يقر قانون المطبوعات والنشر بدون رقابة، وهو
الذي مكّن للمثقفين والأدباء والفنانين والمبدعين بشتى مناحي ابدعهم في الواقع الفلسطيني، ومثال ذلك محمود درويش الذي قربه إليه وعرض عليه عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واهتم بطباعة الأعمال الأدبية والإبداعية، ولم يبخل على اتحاد الكتّاب يوماً بدعمه، وهو الذي كان الحريص على
اجرى الانتخابات في الكتّاب تحت إشرافه وبحضوره شخصياً.

كما تطرق الأستاذ الدكتور إبراهيم أبراش رئيس مجلس أمناء جامعة الأزهر، في كلمته إلى كفاءة ياسر عرفات السياسية والعسكرية والأمنية، ونجاحه في تحقيق وحدة وطنية طويلة بطول فترة وجوده في المستوى العام، ولم يسجل عليه أنه تنازل
عن الوحدة الوطنية، ولم يخسر معارضيه ولم يبعدهم عنه لتشتيت القرار الفلسطيني، بل كان المختلفون معه تحت مظلته، وإن ابتعدوا فكراً ورأياً وقراراً عنه، بدليل التحولات الكبرى التي أصبحت في الواقع الفلسطيني، فاستطاع الرئيس عرفات أن
يواصل مشواره الوطني رغم وعراته ومحطات كثيرة مرهقة إلى أن استشهد من أجل الثوابت الوطنية.

وقال إبراش كاريزما عرفات لعبت دوراً كبيراً في حالة الالتفاف من حوله، وهو مخلص في قرارة نفسه مع فلسطين، وانتمائه لا أحد ينكره، الانتماء عنده نابع من إيمانه بحق شعبه في الخلاص من الإحتلال، وهذا المنهج السليم الذي يجب أن نتمسك
به، والرئيس محمود عباس يتحمل ضغوطات هائلة وجبارة من أجل تمسكه بهذا النهج، وعدم قبوله بصفقة العصر كما يسمونها.

وفي كلمة القوى الوطنية والإسلامية أكد محمود الزق عضو المكتب السياسي في جبهة النضال الشعبي وسكرتيرها في قطاع غزة، أن ياسر عرفات يعني باختصار شديد الوطن، فاسمه التصق بكل ذرة تراب من أرض فلسطين، ووضع على صخرة، وحملها كل جبل، ولا يستطيع أحد أن يتنكر لياسر عرفات في تاريخ فلسطين المعاصر، فهو صاحب الفكرة، وهو سيد الثورة، وباني أول حجر في الدولة، ودوره في حياة جيلنا وأجيال من
بعدنا لن تمحوه السنين القريبة، ولن تنساه الذاكرة.

ووجه الزق رسالة شديدة اللهجة لأصحاب المشروع البديل للمشروع الوطني الفلسطيني، داعياً إياهم إلى التخلص من عقد البدائل، والعودة إلى الصف الوطني، ووضع حد للتدخلات التي تمارسها بعض الدول العربية وفي الإقليم، فأن ياسر عرفات
استشهد من أجل وحدة القرار الوطني، وعدم ارتهانه في يدٍ غير يد الفلسطيني، وطالب بإنهاء الانقسام والتخلي عن المصالح الصغيرة، والبناء على نضال شعب أطلق ثورته من أجل الخلاص من الاحتلال، وليس بناء كيانات سياسة وجغرافية عاجزة ومحاصرة وهزيلة.

وفي الندوة عرض فيلم خاص عن الرئيس الشهيد ياسر عرفات من انتاج جامعة الأزهر.

وانتهت الندوة بقصيدة شعرية ألقتها الشاعرة المبدعة كفاح الغصين، والتي خصصتها للرمز الخالد ياسر عرفات.