جولة التفوق..!!

جولة التفوق..!!
جولة التفوق..!!

بقلم/ عاهد عوني فروانة

جولة جديدة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية في غزة شهدت تصعيدا اكبر مما رأيناه في المرات السابقة، تميزت هذه الجولة بأن المقاومة الفلسطينية تفوقت بشكل لافت من خلال ذكائها في استخدام ما لديها من امكانيات وان كانت لا تقارن بحجم ما يمتلكه الاحتلال، فاستطاعت توظيف قدراتها العسكرية في الميدان بصورة ذكية وجماعية جعلت الاحتلال يذهب الى قصف المباني والمنشات المدنية لتشكيل ضغط على الحاضنة الشعبية وبالتالي الضغط على الفصائل للقبول بالتهدئة.

ربما منح القدر المقاومة الفلسطينية فرصة التفوق المعنوي منذ البداية حينما تم افشال عملية التسلل التي قامت بها قوات الاحتلال شرق خان يونس مما ادخل الاحتلال في دوامة كبيرة رغم الثمن الكبير بارتقاء عدد من الشهداء، ولم تترك المقاومة للاحتلال فرصة التقاط الانفاس فقامت بمباغتته باطلاق صاروخ الكورنيت على باص الجنود شرق غزة ومن ثم تبعه اطلاق دفعات كبيرة من الصواريخ والتي تحدت القبة الحديدة وخاصة في منطقة عسقلان واوقعت قتلى واصابات هناك، وتوظيف ذلك من خلال صورة اعلامية مميزة احرجت الاحتلال.

الان وبعد العودة الى حالة التهدئة كما كان متوقعا، تدور العديد من التساؤلات واهمها هل سيقبل نتنياهو وليبرمان ان تقف الامور عند هذا الحد ويتحملان الضغط الداخلي المتوقع والذي يتهمهما بالفشل ازاء قطاع غزة خاصة مع الحديث عن تبكير موعد الانتخابات، مقابل تعزيز علاقاته مع بعض الدول العربية والتي شهدت نموا كبيرا في الاونة الاخيرة، اضافة الى ان هذه الجولة من الممكن ان يستثمرها من اجل تعزيز الانقسام الفلسطيني من خلال القول للداخل الاسرائيلي بان معاناة غزة الانسانية هي التي تجعل التصعيد يكون بين كل فترة واخرى، وهو ما سيستلزم المزيد من التسهيلات الانسانية من خلال قطر والامم المتحدة.

في المجمل الاوضاع في قطاع غزة ستظل متوترة طالما ان هناك حلول جزئية تتم دون الوصول الى حل شامل والمتمثل في تحقيق المصالحة الفلسطينية والذي يتطلب من جميع الاطراف التنازل من اجل ابناء شعبنا وحماية لقضيتنا الوطنية وعدم استفراد العدو بكل منطقة لوحدها.

التعليقات