القدس: طواقم هيئة الأعمال الخيرية تحط الرحال في مدرسة "الإطارات" بالخان الأحمر

القدس: طواقم هيئة الأعمال الخيرية تحط الرحال في مدرسة "الإطارات" بالخان الأحمر
القدس: طواقم هيئة الأعمال الخيرية تحط الرحال في مدرسة "الإطارات" بالخان الأحمر
رام الله - دنيا الوطن
كانت المدرسة المختلطة أو مدرسة "الإطارات" كما اصطلح على تسميتها في تجمع الخان الأحمر البدوي الواقع شرقي القدس، وجهة هيئة الأعمال الخيرية التي حطت طواقمها رحالها فيها فقدمت العشرات من الأجهزة اللوحية الذكية لطلبتها، في إطار عدة تدخلات إنسانية نفذتها هناك للتخفيف من معاناة العائلات البدوية المهددة بالاقتلاع من مساكنها البدائية.

وبحسب مفوض عام الهيئة في فلسطين، إبراهيم راشد، فإن الهيئة حرصت على تقديم 80 جهازا لوحيا متطورا إلى طلبة الصفوف الأساسية العليا في الخان الأحمر، من أجل الإسهام في تطوير ومهارات هؤلاء الطلبة، بما ينسجم مع توجهات وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في رقمنة التعليم.

وأكد راشد، أن الهيئة تواصل دعمها للشعب الفلسطيني في كافة القطاعات، ولا سيما قطاعي الصحة والتعليم، وفي إطار هذا التوجه قدمت الأجهزة اللوحية لطلبة مدرسة الخان الأحمر ممن يحملون أمنيات بسيطة في العيش بأمن وسلام والحصول على تعليم آمن.

وأضاف: "إننا تطلعنا إلى تنفيذ تدخل إنساني عاجل من قبل هيئة الأعمال الخيرية لإغاثة العائلات البدوية المنكوبة في الخان الأحمر الواقعة على الطريق السريع شرقي مدينة القدس، وحرصنا في وقت سابق على تزويد القاطنين فيها بمساعدات عينية من شأنها أن تعينهم على تحمل ظروف الحياة الصعبة في تلك القرية التي يعيش فيها نحو 200 فلسطينيا من البدو معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن ممن يعيشون في مساكن بدائية من الخيام والأكواخ، وجميعهم من قبيلة الجهالين البدوية، فيما تكتسب القرية أهميتها الإستراتيجية من كونها تربط شمال الضفة الغريبة بجنوبها".

وأشار راشد، إلى سلسلة التدخلات الإنسانية التي تنفذها الهيئة في العديد من التجمعات البدوية على امتداد الضفة الغربية والقدس، ضمن فلسفتها الرامية إلى تعزيز صمود القاطنين فيها في مواجهة شظف الحياة.

ووفق عيد الجهالين، الناطق باسم تجمع الخان الأحمر، فإن المدرسة التي استهدفت هيئة الأعمال الخيرية طلبتها بالأجهزة اللوحية المتطورة، شكلت على مدار السنوات الأخيرة عنوانا لصمود تجمعات البدو شرقي القدس، وأطلق الاحتلال عدة تهديدات بهدمها، في إطار سعيه المتواصل لترحيل السكان لصالح المستوطنات ولصالح مشروع القدس الكبرى المسمى مشروع "E1".

وتابع، "هذه المدرسة تقع في التجمع البدوي على الطريق الواصل بين القدس والبحر الميت، وإسرائيل تريد أن تخلي السكان لتنفيذ مشروع استيطاني كبير، لكننا لن نرحل وسيبقى أبناؤنا يتعلمون حتى على ركام المدرسة".

وبين، أن مدرسة "الخان الأحمر" تضم نحو 170 طالبا وطالبة، وتشتهر بمدرسة "الإطارات" كونها شيدت من إطارات المركبات الفارغة، وتفتقر كما كل التجمعات البدوية في المنطقة للكهرباء، لكن صفوفها مضاءة بواسطة الطاقة الشمسية.

وأوضح الجهالين، أن الاحتلال كان أخطر هذه المدرسة المشيدة من الطين والإطارات بالهدم منذ تأسيسها عام 2009، بحجة البناء في منطقة مصنفة "ج" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، حسب اتفاق أوسلو، مضيفا: "إن المنطقة ج تشكل 61% من المساحة الكلية للضفة الغربية".

ولفت، إلى أن المدرسة تقع إلى الشرق من مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق القدس، وهي إحدى أكبر مستوطنات الضفة الغربية، وعلى أراضي المشروع الاستيطاني الكبير البالغة مساحته 12 كيلومترا مربعا، والمعروف باسم "E1" ويهدف إلى ربط المستوطنة بالقدس الغربية.

وجرى توزيع الأجهزة اللوحية على طلبة المدرسة، بمشاركة طاقم هيئة الأعمال الخيرية، ورئيس هيئة شؤون الجدار والاستيطان، الوزير وليد عساف، ومحافظ بيت لحم، اللواء كامل حميد، ومسؤولة ملف المساعدات الإنسانية في مؤسسة الرئاسة، اللواء رائدة الفارس، ومدير عام الميدان والمتابعة في وزارة التربية والتعليم العالي، أيوب عليان، ومدير عام دائرة العمل الشعبي في هيئة شؤون الجدار والاستيطان، عبد الله أبو رحمة، وعدد من المتضامنين، وممثلين عن تربية ضواحي القدس.

وأشاد عساف، بالدعم النوعي الذي قدمته هيئة الأعمال الخيرية لصالح طلبة مدرسة الخان الأحمر، والذي يندرج في إطار سلسلة المبادرات والمشاريع المهمة التي تنفذها الهيئة بالشراكة مع الجهات المختصة في السلطة الوطنية، للإسهام في تعزيز الصمود الوطني والتنمية الشاملة.

وأضاف، إن هذه الأجهزة تأتي كجزء من الدعم النفسي للطلبة، وكجزء من التعليم التقني، ولتمكين الأطفال من ممارسة حياتهم بمستوى تعليمي جيد، خاصة وأن هذه المدرسة تشكل عنوانا للصمود، والطلبة فيها يعانون من ضغوط نفسية كبيرة جدا، وظروف تعليمية صعبة بسبب ظروف الاحتلال، والتهديد الدائم بالتهجير القسري وهدم المدارس.

وأكد عساف، أنه رغم إعلان حكومة الاحتلال في الواحد والعشرين من الشهر الماضي عن قرار تأجيل هدم قرية الخان الأحمر الفلسطينية، "لفحص بدائل أخرى"، يواصل الفلسطينيون الاعتصام المفتوح في هذا التجمع البدوي، في ظل غياب مطلق للثقة في الاحتلال وممثليه، مضيفا: "سنبقى متيقظين وسنواصل الاعتصام في الخان الأحمر حتى تأكيد خبر تجميد الهدم".

من جهته، قال محافظ بيت لحم: "إن لمبادرة هيئة الأعمال الخيرية هذه دور كبير في تمكين أطفالنا المحرومين من كل وسائل الترفيه والتعليم التقني، من التعلم والدفاع عن حقوقهم ورفع صوتهم بأحدث الوسائل التقنية بلغة العصر".

ووصف حميد، هيئة الأعمال الخيرية بأنها شريك إستراتيجي للسلطة الوطنية بكافة مؤسساتها، ولا تتوانى للحظة واحدة عن القيام بدورها في تعزيز صمود المواطنين خاصة في التجمعات المستهدفة من قبل الاحتلال.

بدوره، شكر مدير عام الميدان والمتابعة في وزارة التربية، القائمين على هذا المشروع، وتحديدا هيئة الأعمال الخيرية والتي قال، إنه تربطها علاقات نوعية مع وزارة التربية، وله الكثير من الإسهامات في هذا القطاع.

وقال عليان، إن تقديم الأجهزة اللوحية الذكية لطلبة مدرسة الخان الأحمر، يأتي منسجما بشكل كامل مع المشاريع التي تقوم بها وزارة التربية، وفي المقدمة منها رقمنة التعليم، وتمكين الطالب من إجادة استخدام هذه الأجهزة في العملية التعليمية.

ويقع تجمع الخان الأحمر على الطريق الواصل بين القدس والبحر الميت، وفي الخامس من أيلول الماضي، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية هدمه وإخلاء العائلات البدوية فيه.