عطا الله حنا: يؤسفنا ويحزننا احتدام ظاهرة العنف في المدينة المقدسة

عطا الله حنا: يؤسفنا ويحزننا احتدام ظاهرة العنف في المدينة المقدسة
رام الله - دنيا الوطن
 قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح اليوم لدى لقاءه مع عدد من ابناء الرعية الارثوذكسية في القدس بعد الانتهاء من القداس الإلهي بأنه يؤلمنا ويحزننا ما نلحظه في مدينة القدس من ازدياد لمظاهر العنف والطوش والنزاعات والتي تؤدي في بعض الأحيان الى استعمال الأسلحة والأدوات الحادة مستهدفة بعض الأشخاص وكان اخرهم الشاب الذي قتل يوم امس في احدى ضواحي القدس .

نلحظ في الآونة الأخيرة ازديادا في ظاهرة استعمال الأسلحة والأدوات الحادة واحتداما للخلافات والتشنجات بين بعض العائلات وهنا لابد من القول بأن حل أي خلاف لا يمكن ان يكون من خلال اللجوء الى العنف او الى القتل لان العنف يولد العنف والقتل يولد القتل ويؤدي الى تأزيم الخلافات والنزاعات .

هنالك خطر كبير محدق بالسلم الأهلي في مدينتنا المقدسة وهنالك جهة واحدة مستفيدة من هذه الحالة وهي الاحتلال الذي يريدنا كفلسطينيين ان نكون في حالة تصادم ونزاع وخلاف لكي يتسنى له تمرير مشاريعه في مدينتنا المقدسة .

اننا نؤكد امامكم وامام كافة أبناء القدس بأنه لا يجوز القبول بهذه الحالة المزرية التي وصلنا اليها فكيف يمكن لنا ان ندافع عن القدس وان نحافظ على المقدسات والاوقاف في ظل ازدياد مظاهر العنف والقتل في مجتمعنا المحلي .

كيف يمكن لنا ان نكون أقوياء في دفاعنا عن قدسنا ومقدساتنا والخلافات الاجتماعية والعائلية والشخصية تزداد وتحتدم يوما بعد يوم مؤثرة على السلم الأهلي في مجتمعنا وعلى العلاقة الطيبة التي يجب ان تكون بين كافة المواطنين .

انني ادعو المرجعيات الروحية والهيئات الوطنية والأهلية وكافة الشخصيات الاعتبارية كما وادعو أيضا المؤسسات التعليمية بكافة مستوياتها لكي تقوم بدورها المأمول في توعية ابناءنا وتكريس قيم المحبة والاخوة والرحمة فيما بينهم بعيدا عن العنف وبعيدا عن استعمال الوسائل الحادة والأسلحة في حل الخلافات .

ننظر بقلق شديد الى ما حدث يوم امس في عدد من احياء القدس وهذه الظاهرة نلمس وجودها في الآونة الأخيرة وبكثرة ويجب العمل على معالجتها من خلال مبادرات خلاقة يقوم بها المخلصون من أبناء شعبنا وذلك من اجل الحفاظ على السلم الأهلي وصون وحدة شعبنا وخاصة في مدينة القدس في ظل ما تتعرض له من سياسات احتلالية غاشمة .

اما مسألة تسريب العقارات والاوقاف لجهات استيطانية فهي مسألة في غاية الخطورة وعلينا كمقدسيين ان نتصدى لهذه الظاهرة التي يقوم بها اشخاص فقدوا انسانيتهم ووطنيتهم واصبحوا أدوات مسخرة في خدمة الاحتلال واجنداته وسياساته .

ان سياسات الاحتلال تستهدفنا جميعا كفلسطينيين وخاصة في مدينة القدس وعلينا جميعا ان نتحلى باليقظة والوعي والحكمة والرصانة والمسؤولية والاستقامة لكي نتمكن من ان ندافع عن مدينتنا ونحافظ على اوقافنا وعقاراتنا .

فالقدس ليست سلعة معروضة للبيع ولا يحق لاحد ان يفرط بشبر من مدينتنا المقدسة لانها ليست ملكا شخصيا لاحد فهي جزء من تاريخ وتراث وهوية مدينتنا .

القدس امانة في اعناقنا ويجب ان نحافظ عليها بكافة الوسائل المتاحة وعلينا ان نكون موحدين في مواجهة المؤامرة الكبرى التي تستهدف مدينة القدس بشكل خاص كما انها تستهدف القضية الفلسطينية بشكل عام .