في ذكرى استشهاد أبو عمار

في ذكرى استشهاد أبو عمار
بقلم: عبد الله عيسى
رئيس التحرير

كان الحملُ ثقيلاً جداً على كاهلِ أبو عمار في حياته قبل إقامة السلطة وبعدها، وكان حلمه، إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بل إن هاجسه الدائم، هو إقامة دولة، مردداً مقولته: "ما أريده دولة مستقلة وعاصمتها القدس، حتى وإن كان بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية لا يرتقون إلى مستوى المسؤولية، فإنني سأقيم الدولة بالجميع، وعندما تُقام الدولة، أصلحوا من بعدي ما ترونه مناسباً".

كنتُ أختلف شخصياً مع الرئيس الراحل في هذه المسألة، وأرى أن يكون البنيان سليماً منذ البداية، حتى لايصبح للفساد قوة وبراثن ليس من السهل محاربتها، ومثلي مثل الكثير من الفلسطينيين، الذين كانوا يعيشون على أمل إقامة الدولة، صُدموا بالواقع المرير بعد إقامة السلطة، وأصبحتُ أعبر عن الصدمة بين الأحلام والواقع، بآراء تنتقد أداء السلطة الفلسطينية كثيراً، لدرجة أنني أنفقت من وقتي جهداً كبيراً في محاربة الفساد، وكنت أجد أحياناً، مؤازرة من الرئيس عرفات، وأحياناً أخرى ليس كذلك.

وكانت فكرتي عند تأسيس صحيفة "دنيا الوطن" خلال انتفاضة الأقصى، أن السلطة تواجه صعوبات كثيرة في محاربة الفساد، وإذا كان الإعلام الفلسطيني بمجمله لا يتطرق لهذا الفساد، ارتأيت أنه لا بد من وجود صحيفة مستقلة، تكشف وتضغط على هؤلاء الفاسدين، بهدف محاكمتهم، ورحب أبو عمار حينها بالفكرة، ولم يعترض عليها، رغم كثرة الشكاوى التي كانت تصله على "دنيا الوطن" عندما كانت تنشر موضوعاً عن أحد الفاسدين.

وبعد استشهاد أبو عمار، وقفت "دنيا الوطن"، وأنا شخصياً مدافعاً بقوة عن الرئيس الراحل وزوجته السيدة سهى عرفات، وابنته زهوة، وما زلت كذلك.

التعليقات