زهرات مدرسة الثغرة بطوباس تتنافس على نثر أوراق ملونة

زهرات مدرسة الثغرة بطوباس تتنافس على نثر أوراق ملونة
رام الله - دنيا الوطن
تنافست زهرات مدرسة الثغرة الأساسية المختلطة في طوباس على نثر أوراق ملونة، خلال عرض تراثي احتفالًا بتدشين مدرستهن اليوم، في الحي الواقع شرق المدينة.

واختارت زهرات لم يكملن العاشرة ارتداء الزي الطوباسي التقليدي: الينانس وملاحقه، ورحن يستقبلن الضيوف، ولم يستطعن إخفاء فرحهن بمدرستهن الجديدة.

وحملن تحت سماء ملبدة بالغيوم، وعلى إيقاع السلامين الوطنيين لفلسطين وألمانيا، أوعية فخارية، وصدحت أصواتهن بنشيد الأمل.

ونقلت الحلقة السادسة عشرة من سلسلة (نور) لوزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، أجواء افتتاح المدرسة، التي تبرع بالأرض المقامة عليها أبناء المرحومين أحمد وحامد أبو مدراج.

وقال وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم: نسابق اليوم قطرات المطر في مسيرة الخير، ونؤكد أن طوباس محافظة الفرح، وهي التي تمنحنا "هرمون"الإرادة.

وتابع: يتفاخر الاحتلال بهدم مدارسنا وحصارها كما في مسافر يطا، وجب الذيب، والخان الأحمر، وإبزيق، والساوية اللبن وهي ليست مفاعلات نووية، أو قواعد عسكرية، أو منصات صواريخ.

ومضى صيدم: رغم كل ما نعانيه نفكر ونخطط للتعليم المهني، ونفتتح مدارس بتربع سخي من المجتمع المحلي، ونحتفل بمشاغل التعليم المهني، ونوقع اتفاقية جائزة البحث العلمي التي مولها د. سالم أبو خيزران، ونتيقن من أن أقلام رصاصنا ستكون أقوى من رصاصهم.

وأنهى: أصر مهندسونا على صناعة الفرح في هذه المدرسة، واستغلوا كل مساحتها، واستثمروا سطحها كمعلب لأطفالنا.

وقال قائد منطقة طوباس العقيد حاتم واكد، نيابة عن محافظ طوباس الأغوار الشمالية، إن المدرسة الجديدة، التي مولتها حكومة ألمانيا الاتحادية، تثبت إصرار شعبنا على الحياة.

وأضاف: إن أبناء طوباس بأيديهم البيضاء يقدمون لمدينتهم معاني الوفاء، ويأتي افتتاح المدرسة بعد أقل من ساعة من وضع حجر الأساس لمدرسة جميلة أبو خيزران.

وقال مدير تربية طوباس سائد قبها إن المدرسة وضعت حدًا لفترة صعبة، عاشها التلاميذ، بفعل تلقيهم حصصهم في بناء مستأجر لنحو 14 عامًا.

وأشار إلى أن المدرسة الجديدة ستعقبها مؤسسات تعليمة أخرى في طمون ووادي الفارعة، في وقت يلاحق الاحتلال طلبة إبزيق، ويحرمهن من تلقي تعليمهم، ويفكك غرفًا متنقلة لهم ويصادرها.

وعبر رئيس بعثة ممثلية ألمانيا الاتحادية لدى السلطة الوطنية كريستيان جلاكيس عن فرحه بالمدرسة، التي أكد أن مسؤولية معلميها لا تنحصر في تعليم الطلبة فحسب، بل بتأمين السعادة لهم.

وقال: رغم ظروف الحياة الصعبة، تشرع المدرسة نوافذ المستقبل لتلاميذها، في وقت تؤكد ألمانيا أنها ماضية في دعم التعليم في فلسطين.

وسرد نائب رئيس بلدية طوباس محمد أبو خضر سيرة أبناء المدينة البررة الذين تبرعوا بتأسيس مدارس على نفقتهم وآخرهم د. سالم أبو خيزران، وعلي انجميل وإخوانه، وأبو علي نافز، وأحمد صبري أبو محسن، وعواد قويدر، وعدنان مجلي.

وقال مدير عام الأبنية المدرسية فخري الصفدي إن مدرسة الثغرة تتميز  بباب مستقل لكل غرفة، وحدائق خاصة، ومسرح، وملعب، ومكتبة، وطاقة نظيفة، ومدرج للأنشطة، وهي بناء مقاوم للزلازل. 

وأضاف إن المدرسة هي واحدة من 10 مدارس مولتها ألمانيا بالمواصفات ذاتها، في وقت تنفذ الوزارة دراسة لتتبع آثار التصاميم والبيئة الجديدة على التحصيل.

ولم تخف مديرة المدرسة هيلدا أبو محسن سعادتها، وقالت: كنا في شقة مستأجرة بدأت بـ 15 طالباً، ولم تكن هناك طاولات للمعلمات، واليوم انقلبت الصورة 180 درجة، وقفز عدد الطلبة إلى 142 و خمس معلمات ونصف مركز، وندرس حتى الرابع الأساسي.

وتابعت: لكل صف مدخل ومغسلة مستقلة، ونظام ليزرع كل طالبة بيده، وهناك مساحات للعب، والفن، والرسم، والرياضة، والمسرح، والموسيقى.

وقالت أبو محسن: نأمل أن تنعكس البيئة الجديدة على أطفالنا، ونواصل مع المهندسة الألمانية سونيا تنفيذ مسابقة لاختيار أجمل طائر يرسمه أطفالنا ليكون شعار المدرسة، ولنطير به عاليًا.

وأنهت: غرس الورود والأشجار، وسنواصل عملنا لتكون الثغرة خضراء طوال العام، وعزفنا في نهاية حفلنا نشيد مدرستنا.

بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية إلى أن حلقات نور القادمة ستسلط الضوء على مسيرة البحث العلمي التي أطلقتها التربية والتعليم ورعاها د.سالم أبو خيزران.