بمناسبة الذكرى 64 لانطلاق الثورة الجزائرية فلسطين تحتفي، وتحتفل

" بمناسبة الذكرى 64 لانطلاق الثورة الجزائرية المجيدة"
فلسطين تحتفي، وتحتفل
بقلم:أ.د. جمال أبو نحل
إن العلاقة بين الشعبين الحبيبين، الجزائري، والفلسطيني، ليست علاقة عابرة، أو علاقة جسدية أو عضوية فقط!، وإنما هناك علاقة ارتباط روحي، وعقلي، ووجداني، وقلبي، وتاريخي، فالجزائر قدمت أكثر من مليون ونصف المليون شهيد في ثورتها ضد الاستعمار المجرم؛ وكانت ولا تزال الداعم والسند القوي، والثابت الوحيد للقضية الفلسطينية، والشريان الحيوي المحوري غير المتغير، في المجموعة، وفي كل بقاع الأرض، والعالم، وتأتي علينا اليوم مناسبة عزيزة علي قلوبنا جميعاً وهي الذكرى الرابعة والستين لانطلاق الثورة الجزائرية العظيمة؛ ولذلك لابد أن تحتفل، وتحتفي فلسطين في هذه المناسبة الكبيرة؛ وعودةً للوراء نستذكر البطولات في حرب الجزائر؛ وهي الحرب التي اندلعت في الفاتح من نوفمبر 1954 بمشاركة أكثر من الف مقاتل من المجاهدين الجزائريين الأبطال كان بحوزتهم القليل من العُدة والعتاد العسكري؛ أمام بطش وجبروت فرنسا الطاغية في ذلك الوقت والمستبدة؛ والتي قامت بقمع الثورة الجزائرية واعتقال وسجن وقتل ألاف الجزائريين في محاولة فاشلة لإحباط الثورة في الرابع من نوفمبر سنة 1945م، وسقط الشهداء الأبطال في ميدان الشرف قُرب مستغانم. وحاولت فرنسا عبر إرسال الكثير من الإمدادات العسكرية إلى الجزائر لإخماد الثورة في مهدها؛ ولكن شرارة الثورة الجزائرية انطلقت بهمة الأحرار الثوار الأبطال الفدائيين فلا يمكن للشعوب إذا هبت إلا أن تنتصر. وتوالت المعارك، وكانت منها معركة "غار بو جليدة"، وفي الثالث عشر 1954م شرعت فرنسا بقصف جوي بالطائرات لمواقع المجاهدين في الأوراس؛ ويرتقي شهيداً بطلاً أحد مفجري الثورة الجزائرية باجي مختار ويستشهد قرب سوق أهراس؛ ليستشهد بعده بلقاسم قرين في 29 نوفمبر 1954م، ويصدر بعد ذلك بيان من جمعية العلماء الجزائريين دعوا فيه إلى الالتفاف حول الثورة الجزائرية؛ وفي 22 ديسمبر 1954 فرنسا تشن حملة اعتقال واسعة استهدفت مناضلي الشعب الجزائري، ورغم القتل والبطش والاحتلال الفرنسي وشلال الدم الطاهر المتدفق من خاصرة الشعب الجزائري البطل المقدام، إلا أنهم قرروا كّنس الاحتلال ويلقنوه درساً كبيراً في التاريخ، بأن مصير قوة أي احتلال مهما كانت قوية فمصيرها الرحيل والانكسار، و إلي مزابل التاريخ، ويخلد التاريخ الشهداء البررة في أنصع صفحاته المشرقة والمشرفة وليكونوا أحياءً عند ربهم يرزقون.
إن فلسطين لن تنسي حبيبتها، وأختها شقيقة، وتوأم روحها الجزائر، التي فتحت أبواب العالم والصين لمنظمة التحرير الفلسطينية، ووفرت للثورة الفلسطينية المال، والسلاح من خلال الأراضي الجزائرية؛ وحينما استقلت الجزائر، قال الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين رحمه الله مقولة خُلدّت في أجمل سجلات الشرف والكرامة؛ فقال رحمه الله: " إن تحرير الجزائر ناقص حتى تتحرر فلسطين، ففلسطين كالإسمنت الذي يلحم الموقف العربي أو الديناميت الذي يفجرها... ونحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة؛ لذلك حقاً وواجباً علي الشعب الفلسطيني وقيادتهِ أن تحتفل اليوم بذكري الثورة الجزائرية، والتي شكلت أفضل مثال للفلسطينيين، كما أن الثورة الفلسطينية انطلقت من مبادئ الثورة الجزائرية؛ ونذكر ذلك للتاريخ وللأجيال القادمة، فالجزائر هي أول من افتتحت أول مكتبة فلسطينية في العالم عام 1963م، وفيما بعد فتحت كلياتها وجامعتها للطلبة الفلسطينيين للتعليم مجاناً؛ ومن الجدير ذكره هنا أن الجزائر حتي اليوم، تسخر كل امكانيتها للشعب الفلسطيني، وخاصة وسائل اعلامها المختلفة في دعم ومساندة القضية الفلسطينية، ونجد الصحف الجزائرية كما هو شعب الجزائر الحبيب فلسطين عندهم حاضرة في قلوبهم وعقولهم وأرواحهم، وكذلك تجد قضية فلسطين وبخاصة قضايا الاسرى الفلسطينيين الأبطال المعتقلين بسجون الاحتلال الصهيوني المجرم وقضية القدس لا تكاد تغيب عن الصحف الجزائرية والاعلام الجزائري بصورة دائمة ويومياً، وفي الذكري العطرة لانطلاقة الثورة الجزائرية المجيدة نقول الرحمة لشهداء الجزائر، وفلسطين، وكل التحية للجزائر الشقيق الحبيب حكومة وشعباً، وعاشت ذكري انطلاق الثورة الجزائرية الخالدة.
الكاتب الباحث الصحفي والمفكر العربي والإسلامي المحلل السياسي
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
الأستاذ الجامعي غير المتفرغ والمفوض السياسي والوطني
التعليقات