العلم يفضح كهنة "المدينة المقدسة" ويكشف سر "بوابة الجحيم" قبل 2000 عام

العلم يفضح كهنة "المدينة المقدسة" ويكشف سر "بوابة الجحيم" قبل 2000 عام
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
تمثل الخرافات والأساطير إرثا تاريخيا تتناقله الشعوب جيلا بعد جيل، ولا تسمح لأحد بالاقتراب منه أو المساس به، إذ أنه يمثل جزءا أصيلا من هويتها وثقافتها لا ينفك عنها، حتى أتى العلم الحديث ليكشف القناع عن زيف بعض هذه الأساطير، ويقدم تفسيرا علميا بسيطا ينسف تلك الخرافات، وهو ما حدث مؤخرا مع أسطورة "المدينة المقدسة" و"بوابة الجحيم".

الممر

قبل أكثر من 2000 سنة، وفي مدينة "هيرابوليس" الرومانية القديمة والتي تعني "المدينة المقدسة" باليونانية، كان الاعتقاد السائد بوجود ممر يقود إلى العالم السفلي "الجحيم"، وكان لابد من تقديم القرابين على أعتابه؛ ليبقى مغلقا واتقاء لشره المستطير على حد زعمهم.

معجزة

كان الكهنة "المخصيون" يسوقون القرابين المتمثلة في مجموعة من الثيران القوية الشديدة، ويدخلون بها الممر الحجري عند حلول الفجر، ثم يؤدون الطقوس الخاصة وما تلبث تلك الثيران أن تخر صريعة، وينسحب الكهنة من الممر دون أن يصاب أحدهم بأي أذى.

دراسة حديثة

يكشف الباحثون من جامعة "دويسبورغ – إيسن" الألمانية النقاب عن سر بوابة الجحيم في هيرابوليس، وأن هذه "المعجزات" لها تفسير علمي واضح.

قالت الدراسة إن المدينة الواقعة جنوب غرب الأناضول في تركيا الآن، تقع في واحدة من أكثر المناطق نشاطا جيولوجيا في البلاد، حيث ينبعث من شقوقها باستمرار ثاني أكسيد الكربون البركاني.

وكشفت نتائجها أن الغاز يتبدد خلال اليوم، قبل أن يتجمع بكثافة ليلا، مشكلا ما يشبه البحيرة الكربونة على حد تعبيرهم عند بوابة الممر.

السر

عند الفجر وقت تأدية الطقوس، يكون غاز ثاني أكسيد الكربون في أعلى درجات كثافته وأشدها تركيزا من أي وقت؛ مما يؤدي إلى قتل الحيوانات وحتى البشر في غضون دقائق معدودة. فما السر في بقاء الكهنة على قيد الحياة؟

تذكر الدراسات أن الكهنة كانوا "طوالا" بما يكفي للحفاظ على رؤوسهم فوق مستوى البحيرة الكربونية، مما يتيح لهم التنفس بسهولة، في الوقت الذي تفقد فيه القرابين حياتها اختناقا؛ لوجودها داخل نطاق غاز ثاني أكسيد الكربون.

وقال الدكتور "هاردي بفانز" عالم الأحياء والبراكين الذي قاد الدراسة: إن الكهنة كانوا على علم بهذا السر القاتل، ويحتفظون به لأنفسهم؛ مما يضفي عليهم رهبة وغموضا وقوة عبر تلك الكرامات والمعجزات الزائفة.

التعليقات