مركز الميزان يستنكر استخدام القوة المميتة بحق الأطفال شرقي القطاع

رام الله - دنيا الوطن
قال مركز الميزان لحقوق الإنسان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل الاستخدام المفرط للقوة والقوة المميتة في تعاملها مع الأطفال الفلسطينيين، وتقتل ثلاثة أطفال لمجرد اقترابهم من السياج الفاصل شرق دير البلح وسط قطاع غزة، وأعاقت الطواقم الطبية ومنعتها من الوصول إلى الأطفال المصابين لحوالي ساعتين من الزمن ما يؤكد تعمد القتل وحرمانهم من أي فرصة لإنقاذ الحياة. وتثبت هذه الجريمة وغيرها من جرائم القتل عدم اكتراث قوات الاحتلال بحياة المدنيين وعدم احترامها وتحللها من أبسط قواعد القانون الدولي ولاسيما قاعدة التمييز والتناسب.

وبحسب توثيق مركز الميزان فقد أطلقت طائرة استطلاع حربية إسرائيلية، صاروخاً واحداً على الأقل تجاه ثلاثة أطفال كانوا بالقرب من السياج الفاصل جنوب شرق دير البلح.

وتفيد التحقيقات الميدانية أن طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني توجهت للمكان بعد تلقيها إشارة عن وجود مصابين محتملين وتوقفت بالقرب من شارع جكر مقابل بوابة كيسوفيم، وبعد لحظات أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار في المكان ولم تسمح لطواقم الإسعاف القيام بواجبها، وبعد حوالي ساعة من التوقف والانتظار أبلغ الارتباط الفلسطيني طاقم الإسعاف بالانسحاب من المكان لرفض قوات الاحتلال السماح لهم بالدخول الى المنطقة، وبعد انسحاب طاقم الإسعاف إلى مركز اسعافات خان يونس، أبلغ الارتباط الفلسطيني طاقم الإسعاف بالسماح لهم بالدخول والبحث في المنطقة عن المصابين، وعليه توجهت ثلاثة سيارات اسعاف وتوقفت عند شارع جكر مقابل بوابة كيسوفيم وبحثت في المكان شمال البوابة وتمكنت طواقم الإسعاف من العثور على جثث (3) أطفال مصابين بشظايا بجميع انحاء الجسم، على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي الفاصل وشاهد أحد المسعفين بالقرب من أحدهم حفرة بقطر (4) انش، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وأعلنت مستشفى شهداء الأقصى عن أسماء الشهداء الأطفال الثلاثة بعد التعرف على هويتهم وهم: خالد بسام محمود أبو سعيد (14 عاماً)، وعبد الحميد محمد عبد العزيز أبو ظاهر (13 عاماً) ومحمد إبراهيم عبد الله السطري (15 عاماً)، وجميعهم من سكان قرية وادي السلقا جنوب شرق دير البلح.


وأعرب عن استنكاره الشديد لاستهداف المدنيين العزل لاسيما الأطفال، واعاقة عمل الطواقم الطبية بالرغم من التزامهم بالحيادية الطبية، فإنه يكرر إدانته واستنكاره لسلوك قوات الاحتلال، وتعمدها إيقاع الأذى في صفوف المدنيين دون اكتراث بقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان.

 وتشير تجربة المنظمات الحقوقية إلى فشل النظام القضائي داخل دولة الاحتلال في الوفاء بالواجبات القانونية بإجراء تحقيقات نزيهة ومهنية تحترم المعايير الدولية. وتشير التجارب في كل المرات السابقة إلى أن الإعلان عن فتح تحقيق في حالات قتل المدنيين ولاسيما الأطفال لا تعدو كونها تدبيراً لاحتواء ردود الفعل.

ويجدد مركز الميزان مطالبته المتكررة بضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل والفاعل لوقف انتهاكات قوات الاحتلال، والعمل على تطبيق العدالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين، واتخاذ الخطوات الكفيلة بضمان احترام دولة الاحتلال لالتزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي، والعمل على ضمان مسائلة ومحاسبة كل من يشتبه في تورطهم بانتهاك قواعد القانون الدولي.