عطا الله حنا:" القدس تمر بكارثة حقيقية في ظل ازدياد الصفقات المشبوهة"

عطا الله حنا:" القدس تمر بكارثة حقيقية في ظل ازدياد الصفقات المشبوهة"
رام الله - دنيا الوطن
 قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس  لدى استقباله صباح هذا اليوم وفدا من شخصيات ووجهاء مدينة بيرزيت بأن مدينة القدس تمر بظروف كارثية في غاية الصعوبة والدقة والخطورة ونحن نشهد في كل يوم وفي كل ساعة مشاريع استيطانية احتلالية جديدة في المدينة المقدسة هدفها هو سرقة مدينة القدس والاستحواذ عليها وطمس معالمها وتزوير تاريخها وتغيير ملامحها.

القدس في خطر شديد وما تتعرض له مدينة القدس اليوم لا يمكن وصفه بالكلمات فكل شيء فلسطيني مسيحي او إسلامي مستهدف ومستباح في هذه المدينة المقدسة التي يراد لها ان تتحول الى مدينة يهودية صهيونية إسرائيلية على حساب شعبنا الفلسطيني وعلى حساب المسيحيين والمسلمين الذين تحتضن مدينة القدس اهم مقدساتهم ومعالمهم الدينية والتراثية والوطنية .

اما ظاهرة تسريب العقارات والاوقاف للاحتلال فهي ظاهرة خطيرة كما انها ليست ظاهرة جديدة العهد فالعملاء والمرتزقة والخونة كانوا موجودين دوما وهؤلاء هم الذين باعوا ضميرهم وانسانيتهم واخلاقهم ووطنهم وقدسهم بحفنة من دولارات الخيانة والعمالة .

هؤلاء كانوا موجودين دوما وكان لهم دور سلبي في كل ما له علاقة بالقضية الفلسطينية ومدينة القدس بشكل خاص ولكن ما نلحظه خلال الفترة الأخيرة ان هنالك تسريبات غير مسبوقة لعقارات واوقاف وممتلكات التي كانت فلسطينية مسيحية وإسلامية وبين ليلة وضحاها انتقلت الى المستوطنين الذين استولوا عليها بعد ان سُربت اليهم من قبل هؤلاء الأشخاص الذين نعرفهم جيدا ونعرف من هي الجهات التي تدعمهم وتتستر على افعالهم لا بل الاسوء من هذا وذاك ان هنالك من يبررون هذه الأفعال التي لا يمكن تبريرها بأي شكل من الاشكال .

لست من أولئك الذين يستعملون اوصافا قاسية ولكن بالنسبة لهؤلاء السماسرة والعملاء والأدوات المستخدمون في تسريب عقاراتنا واوقافنا فإن هؤلاء يمكن تشبيههم بيهوذا الذي خان معلمه بثلاثين من الفضة اما هؤلاء فقد خانوا وطنهم وخانوا بلدهم وقدسهم ومقدساتهم مقابل ملايين من دولارات الخيانة والعمالة .

ان هذه الظاهرة خطيرة جدا والدور الذي يقوم به هؤلاء السماسرة والعملاء والمرتزقة بكافة مسمياتهم واوصافهم انما هو دور خطير للغاية ولذلك وجب علينا كفلسطينيين ان نفكر وان نقول ما العمل امام هذه الظاهرة الخطيرة ؟

هل ما هو مطلوب منا الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار مع كل جريمة تسريب تحدث، هل ما هو مطلوب فقط اطلاق الشعارات التي تتحدث عن عروبة وفلسطينية القدس؟

اين هي الأموال العربية التي كان من المفترض ان تستعمل من اجل صمود الشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس ؟

لماذا نرى ان المليارات تغدق بغزارة على الحروب والإرهاب والدمار في منطقتنا بينما لا يقدم للقدس شيئا واذا ما قدم فهو يقدم بالقطارة .

من الذي أوصل مدينة القدس الى ما وصلت اليه ؟ وقد بتنا نلحظ الاعلام الإسرائيلية في البلدة القديمة ترفرف فوق المنازل المسربة وفي عدة احياء .

من الذي يتحمل مسؤولية هذا التقصير وهذه التسريبات وهذه الخيانات العظمى التي ترتكب بحق القدس ؟

نعتقد بأننا كفلسطينيين يجب ان نفكر بجدية بهذه المسألة اذا ما اردنا ان تكون القدس عاصمة لنا ويجب ان نفكر في إيجاد الحلول واعتقد بأن وجود مرجعية وطنية في القدس من شأنه المساهمة في الوصول الى هذا الحل المنشود .

ما يحدث في القدس انما هو امر خطير للغاية ويجب علينا جميعا ان نتحمل مسؤولياتنا والمسؤولية الملقاة على عاتقنا ليست مقصورة فقط بفضح أسماء هؤلاء المتورطين بل يجب اتخاذ المبادرات الوقائية الهادفة لوقف هذه الظاهرة المأسوية والتفكير بشكل جدي ماذا يجب ان نفعل لكي نستعيد ما سرب من عقارات.

ادعو المثقفين والمفكرين والوطنيين الفلسطينيين الى ان يفكروا وبعمق في أوضاع مدينة القدس بعيدا عن الشعارات البراقة التي حتى اليوم لم تعيد أي عقار مسرب ولم تحمي القدس من هذه الظاهرة الخطيرة .

اخبار نسمعها وتتداولها وسائل التواصل الاجتماعي بأن هنالك مفاجآت سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القادمة.