عطا الله حنا: "القدس أمانة في أعناقنا ويجب أن ندافع عنها"

عطا الله حنا: "القدس أمانة في أعناقنا ويجب أن ندافع عنها"
رام الله - دنيا الوطن
 قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم بأن المسيحيين في هذا المشرق العربي لن يتخلوا عن انتماءهم للمسيحية المشرقية التي بزغ نورها من هذه الأرض المقدسة كما انهم لن يتخلوا عن انتماءهم لاوطانهم رغما عن كل الظروف والمآسي التي حلت بهذا المشرق والتي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه من دمار وخراب وتشرذم وتفكك .

المسيحيون في هذه المنطقة العربية لن يتخلوا عن قيمهم ولن يبادلوا الشر بالشر والضغينة بالضغينة والكراهية بالكراهية وسيبقى خطابنا دوما خطاب المحبة التي من اجلها تجسد المخلص وقدم كل ما قدمه للإنسانية .

وقال سيادة المطران صباح هذا اليوم لدى استقباله وفدا من الكنيسة السريانية الارثوذكسية في المانيا حيث استقبلهم في كنيسة القيامة قال بأن المسيحيين في هذه الأرض المقدسة يفخترون بانتماءهم للكنيسة الأولى التي شيدت في هذه الأرض كما انهم يفتخرون بانتماءهم للكنيسة الام كما يسميها القديس يوحنا الدمشقي ولكنهم في نفس الوقت هم فلسطينيون يفتخرون بانتماءهم لفلسطين ويفتخرون بانتماءهم للشعب الفلسطيني المناضل والمقاوم والمكافح من اجل الحرية .

سيبقى انحيازنا دوما للحق ولن تنحرف بوصلتنا رغما عن كل ما يحيط بنا من مآس وتحديات وصعاب .

من كانت بوصلته هي بوصلة الايمان والقيم الروحية والأخلاقية النبيلة كان منحازا لقضايا العدالة والدفاع عن حقوق الانسان ، فالمسيحية تحثنا دوما على ان ننحاز الى المظلومين وليس الى جانب الظالمين ومن ينحاز الى الظالمين على حساب المظلومين انما فقد بوصلته ونحن ندعو له بالهداية لكي يعود الى رشده فيكتشف بأن الموقف الحق هو ان نكون الى جانب المظلومين وان نطالب بأن ترفع المظالم عنهم لكي يعيشوا بحرية وكرامة .

ان شعبنا الفلسطيني تعرض للمظالم وللنكبات والنكسات والتي أدت الى تشريد هذا الشعب وما اكثر المآسي الإنسانية التي عانى منها شعبنا الفلسطيني خلال عشرات السنين المنصرمة ولذلك فإنني أقول لكم ما أقوله لكافة المسيحيين الذين يأتون الينا من مختلف اصقاع العالم بأنه من واجبنا جميعا ان ننادي بالحرية للشعب الفلسطيني وان نرفض الاحتلال وقمعه وعنصريته وان ندافع عن القدس المستهدفة والمستباحة والتي يراد لها ان تتبدل معالمها وان يطمس طابعها وان يزور تاريخها .

ادعو الكنيسة السريانية في العالم ان تكون كما كانت دوما لسان حال باسم كافة المظلومين والمعذبين في هذه الأرض ونحن نثمن عاليا المواقف التي تصدر عن غبطة البطريرك الحالي وتلك التي كانت تصدر عن المثلث الرحمات البطريرك الراحل.

ان صوتنا المسيحي في هذا المشرق العربي يجب ان يكون صوتا نبويا لا يأخذ بعين الاعتبار اية ضغوطات او ابتزازات او اجندات سياسية فموقفنا يجب ان يكون واضحا ورسالتنا يجب ان تكون واضحة المعالم أيضا .

وفي دفاعنا عن الحق لا يجوز ان نتردد او ان نخاف من اية جهة سياسية ظالمة في هذا العالم لان هدفنا هو ليس إرضاء جبابرة وسياسيي هذا العالم بل هو أولا وقبل كل شيء إرضاء الله .

دافعوا عن فلسطين وقضيتها العادلة وشعبها المظلوم ودافعوا عن القدس التي تسرق منا في كل حين ودافعوا عن هذا المشرق العربي الذي استهدفه الإرهاب والعنف والحروب بهدف تدميره واضعافه وتقسيمه وتفكيكه .

نتضامن مع اخوتنا المطارنة المخطوفين في سوريا كما ومع سائر المخطوفين ونصلي من اجل سلام سوريا والعراق كما ونصلي من اجل ليبيا ومن اجل أطفال اليمن الذين يذبحون ويقتلون دون أي وازع أخلاقي او انساني .

وضع سيادته الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس من استهداف للشعب الفلسطيني ومن استهداف يطال مقدساتنا واوقافنا بشكل عام والاوقاف المسيحية بشكل خاص .

القدس امانة في اعناقنا كمسيحيين ومسلمين وعلينا ان نكون موحدين في دفاعنا عن القدس وفي دفاعنا عن فلسطين وعن هذا المشرق العربي الذي يستهدفه الإرهاب العابر للحدود .

معا وسويا ندافع عن اوطاننا وعن قدسنا ومقدساتنا ومعا وسويا نكرس ثقافة العيش المشترك بعيدا عن الخطاب التحريضي الذي يثير الفتن ويحث على الكراهية والتعصب والقتل والعنف .