الحكومة الأردنية ترفض تهديدات وزير إسرائيلي بتقليص حصة الأردن المائية

الحكومة الأردنية ترفض تهديدات وزير إسرائيلي بتقليص حصة الأردن المائية
رام الله - دنيا الوطن
أعربت مصادر حكومية أردنية، عن رفضها للتهديد الإسرائيلي بتقليص حصة الأردن من المياه وفق الاتفاقيات المشتركة، رداً على قرار المملكة بالغاء الملاحق الخاصة بمنطقتي الباقورة والغمر، وحمل سياسيون بشدة على التهديدات الإسرائيلية ضد الأردن.

وأكد مصدر وزاري، أن العلاقة المائية بين الأردن وإسرائيل تقوم على اتفاقيات تختلف عن تلك المرتبطة باتفاقية السلام، والأردن "ملتزم بتلك الاتفاقات".

وأشار المصدر، في تصريحات لموقع صحيفة (الغد)، أمس رداً على تصريحات وزير الزراعة الإسرائيلي اوري ارئيل، إلى أن الأردن مارس حقه بالغاء ملاحق الباقورة والغمر، وذلك مدرج في الاتفاقية الموقعة بين الجانبين الأردني والإسرائيلي العام 1994.

وكان الوزير الاسرائيلي المذكور هدد بتصريحات له عبر إذاعة إسرائيلية أمس، بتقليص المياه عن العاصمة عمان "من أربعة أيام إلى يومين"، وذلك احتجاجاً على إلغاء الأردن ملحقي الباقورة والغمر في اتفاقية السلام.

وزعم المذكور بأن الأردن بحاجة إلى إسرائيل أكثر من حاجة إسرائيل للأردن"، مطالباً رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو "بإقناع جلالة الملك بالعدول عن قراره"، كما قال.

من جانبه، أكد مصدر مسؤول في وزارة المياه والري أيضاً، التزام الأردن باتفاقية وادي عربة، في محورها المتعلق بالمياه.

وقال المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه: "إن الأردن ملتزم بملحق الاتفاقية المتعلق بالمياه، وبما يتوافق مع قرار جلالة الملك عبد الله الثاني بإعلانه عن إنهاء اتفاق أردني إسرائيلي، كان يقضي بتأجير أراض أردنية للجانب الإسرائيلي في منطقتي الباقورة والغمر، اللتين استردتهما الأردن إبان توقيع اتفاقية السلام بين الطرفين في العام 1994". 

وتمحورت المادة 6 من اتفاقية وادي عربة حول المياه بين الطرفين الأردني والإسرائيلي، لتؤكد حق الطرفين في تخصيصات عادلة، إذ نصت  على ما يلي "يتفق الطرفان بشكل متبادل بتخصيصات عادلة لكل منهما وذلك من مياه نهري الأردن واليرموك ومن المياه الجوفية لوادي عربة، وذلك بموجب المبادئ المقبولة والمتفق عليها وحسب الكميات والنوعية المبينة في الملحق رقم (2) والتي سيصار إلى احترامها والعمل بموجبها على الوجه الأتم". 

إلى ذلك، عبر سياسيون عن عدم تفاجئهم بردة الفعل الإسرائيلية التي عبر عنها وزير الزراعة، ورأوا أنها "ردة فعل بلا سياق، ولم تكن مفاجئة".

وقال وزير الشؤون السياسية السابق بسام حدادين لـ"الغد" أمس، بأن هذا الوزير "يعيش بعقلية البلطجة ويتجاهل توقيع حكومة بلاده على معاهدة السلام الموقعة مع الاردن".

وأشار إلى أن حدة التصريحات الإسرائيلية "تكشف عن عقلية الهيمنة والاستغلال التي تعشش في عقلية الاحتلال"، موضحاً أن اتفاقية السلام "لا تحتاج إلى تفسير فهي تفسر نفسها بنفسها، ولا تستطيع أية جهة كانت منع الأردن من ممارسة حقوقه على أراضيه المنصوص عليها بالاتفاقية وملحقاتها".

من جانبه، قال وزير الزراعة الأسبق سعيد المصري: إن الرد الإسرائيلي "لم يكن مفاجئاً، ويعبر عن العقلية التي تعيش فيها إسرائيل بخرق اتفاقاتها مع الأردن"، وأضاف "هذا ليس الخرق الأول الذي تتخذه إسرائيل في الأمور المتعلقة بالاتفاقيات المائية أو السياسية".

وأكد المصري "أننا يجب أن نقف إلى جانب جلالة الملك، في هذا الموقف الاستثنائي"، موضحاً أن الإسرائيليين "لم يعتادوا من العرب إلا على المواقف الضعيفة، فكان الحسم وعودة الأراضي الاردنية".

وأشار إلى أن الاتفاقية المائية "لا علاقة لها ببروتوكولات أراضي الغمر والباقورة، وعلى إسرائيل أن تحترم اتفاقاتها مع الأردن".

وكان الملك، أعلن أول من أمس، عن عدم تجديد ملحق الاتفاقية التي تسمح لإسرائيل بتأجير منطقتي الغمر والباقورة من الأردن لمدة 25 عاماً، وأشار جلالته إلى "أننا نمارس سيادتنا الكاملة على أرضنا، إن أولوياتنا في هذه الظروف الإقليمية هي حماية مصالحنا، والقيام بكل ما هو مطلوب للأردن والأردنيين".

وقال الملك إن "موضوع الباقورة والغمر على رأس أولوياتنا منذ فترة طويلة"، موضحاً أن الباقورة والغمر "أراض أردنية، وستبقى أردنية ونحن نمارس سيادتنا بالكامل على أراضينا"، حيث تنتهي المدة القانونية للتأجير مساء الخميس المقبل.

التعليقات