أفلام سينما المرأة تناقش قضايا النساء والمجتمع

أفلام سينما المرأة تناقش قضايا النساء والمجتمع
رام الله - دنيا الوطن
في إطار السعي لإيجاد سينما خاصة بالمرأة، وللمرأة والرجل معا، وتعزيز مكانة المرأة في المجتمع، وتغيير الصورة النمطية، التي تظهرها ضعيفة لا تقوى على فعل ما يفعله الرجل بسبب تكوينها، أطلقت مؤسسة شاشات لسينما المرأة مشروعا لإنتاج عشرات الأفلام من النساء للنساء في شكل خاص، والمجتمع الفلسطيني في شكل عام.

ويهدف المشروع أيضا الى إظهار مكامن القوة لدى المرأة، وقدرتها على صناعة التغيير في المجتمع، وبث روح التفاؤل والأمل والعمل الدؤوب من أجل تحقيق الأهداف التي ترسمها النساء في مجتمع يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي، والانقسام الفلسطيني البغيض، اللذين طال أمدهما كثيرا، ما يجعل تعزيز ثقافة التمسك بالهوية الوطنية والثقافة الفلسطينية، وتعزيز قيم حقوق الانسان، وفي مقدمها حقوق المرأة، قيمة إنسانية ووطنية عليا.

وفي هذا السياق عرض نادي الاعلام الاجتماعي-فلسطين في المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية أفلام من انتاج مؤسسة شاشات سينما المرأة. حيث تأتي هذه العروض مشروع "يلا نشوف فيلم"، الذي تنفذه مؤسسة شاشات سينما المرأة، بالشراكة مع جمعية الخريجات الجامعيات في غزة ومؤسسة عباد الشمس؛ لحماية الانسان والبيئة، بتمويل رئيس من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج "تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين"، ودعم مساند من مؤسسة CFD السويسرية، وممثلية جمهورية بولندا في فلسطين. 

ويهدف المشروع الى اطلاع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة والقدس على معالجات فيلمية لكثير من القضايا والمشكلات التي تعاني منعا بعض الفئات والشرائح، بخاصة النساء، وفلسطينيي القدس المحتلة، وقطاع غزة.

ويسعى المشروع الى خلق حال من النقاش والتفاعل المتبادل حول هذه القضايا والمشكلات والمفاهيم، المغلوطة أحيانا، وتعزيز حرية الرأي  والتفكير والاعتقاد، وتعزيز مجموعة من القيم الإنسانية، المتمثلة في قبول الأخر كما هو، والتسامح والمسئولية المجتمعية والسلم الأهلي.

وأشرف على عرض الأفلام مجموعة من الناشطين والصحافيين وأعضاء نادي الاعلام الاجتماعي- فلسطين، ومهتمين بالسينما والأفلام وصناعة التغيير.

وخلال الشهور الثلاثة الماضية، تم عرض عشرين فلما مختلفا في مقار عدد من مؤسسات المجتمع المدني في مدينة غزة،  ومخيم النصيرات وجباليا للاجئين، بحضور فئات وشرائح مختلفة، بخاصة النساء.

ومنها فيلم موطني الذي سلط الضوء على حياة فلسطينيين يعيشون في مناطق مختلفة من مدينة نابلس، في البلدة القديمة، والمخيم، والحارات والضجيج الممتع الذي أدمنوه ولم يعودوا قادرين على العيش من دونه، وتمسك كبار السن ببيوتهم القديمة.

وأظهر الفيلم وجهان مختلفان لنابلس، نرى الوجه الجميل في تمسك الناس ببيوتهم القديمة، على رغم الحداثة وأصوات الأطفال في الصباح والعلاقات مع الجيران والأصدقاء، ووجه آخر مخيف يتمثل في الانفلات الأمني واستخدام السلاح غير المرخص وعدم الشعور بالأمان.

 تحدث الحاضرون عن صورتين مختلفتين عن نابلس البساطة والجمال والنظافة والهدوء، ونابلس الفوضى واطلاق الرصاص وأثارت  مشاعر الحنين للجزء الثاني من الوطن، وصوت أغنية موطني التي حركت مشاعرهم وأثارت مشاعر وحس وطني جميل.

وفيلم صدى الصمت للمخرجة وفا نصار والذي تناول  قصة عائلة الاب فيها عاطل عن العمل يستغل فرصة عدم وجود الام في البيت ويعتدي على ابنته جنسيا.

وأظهر الفيلم سلوك الأخ الصغير، الذي لاحظ ما يحدث، وأظهر ردات فعل متنوعة، من بينها مضايقة أخته الصامتة والخائفة طول الوقت ومحاولات الابنة مصارحة الام، إلا أنها لم تجد  الفرصة المناسبة.

وانتهى الفيلم بمشهد يُظهر الأخ الأصغر يدخل الغرفة أثناء اعتداء والده على أخته، ثم ينتقل الفيلم الى المشهد الأخير، إذ يمسح الطفل الرأس من رسم لرجل شرير، كانت شقيقته رسمته في وقت سابق.

وعقب انتهاء العرض، تحدث الحاضرون عن أهمية اعلاء الصوت في كل مناحي الحياة للتعبير عن الحقيقة وإن الصمت يؤدي الى التمادي، بل تكرار الخطأ.

وأشارت إحدى الحاضرات الى أن النهاية كانت مؤلمة، لأن الطفل اضطر الى ارتكاب جريمة لحماية أخته.

وفي فيلم آخر للمخرجة غادة الطيراوي "فرط رمان الدهب" تروي سيدة كبيرة في الفيلم قصة شعبية لفتاة فلسطينية عاشت الخوف والمعاناة جراء التحرش الجنسي، واختارت الصمت طريقا لها.

وتقاطع سرد القصة الشعبية مع حديث مع نساء عِشن الخوف والواقع المؤلم بسبب صمتهن وعدم الحديث عما يتعرضن له من تحرش وخوف وألم وقلق دائم.

لكن في النهاية أخذت النساء القرار الصائب بالخروج عن الصمت، على رغم من الألم، وعلى حد قول إحداهن: "احكي حتى لو لنسيم الهوا".

وأظهر الفيلم معاناة بعض الفتيات من التحرش داخل العائلة الواحدة، وقسوة ما عانته من خوف وصمت رهيب.

من جانب آخر، تحدثت فتاة أخرى في الفيلم عن إرغامها على ترك المدرسة، والزواج من ابن عمها، وتهديدها بالقتل، وطلاق أمها اذا لم تفعل.

وانتهى الفيلم نهاية شبه مفتوحة تحض الفتيات على كسر الصمت وتحدى الخوف.

وعقب انتهاء العرض، تحدث الحاضرون عن حاجة الفتيات الواضحة للثقة من أطراف عدة كي تستطعن كسر الصمت والتحلي بالشجاعة اللازمة للتخلص من هذا الواقع المرير.

وقال الحاضرون والحاضرات إن الصمت يؤدي الى التمادي، بل تكرار الخطأ، وعلى الفتيات الواعيات توعية من هن أقل وعياً لحمايتهن من الخوف والصمت.

وقالت أخرى: "كوني شجاعة فنتيجة الصمت كارثية".

وأضافت أخرى: "ابحثي عن أي شخص يسمعك، المهم اخرجي عن صمتك واصرخي في وجه المعتدي".

وأشار احد الحاضرين الى أن دور المؤسسات الاهلية والأحزاب في التغيير المجتمعي والتنمية المجتمعية يجب أن يبرز في مقاومة كي الوعي، ودعم النساء لحمايتهن، فالمرأة الفلسطينية رائدة النضال ولها بصمة كفاحية مشرفة تستحق عليها الاحترام والتبجيل، وليس التهميش والقمع.

وقال آخر إن صمت الفتيات ليس غريبا في مجتمع ذكوري، على رغم التطور ووجود المرأة في الكثير من المجالات.

أما فيلم  "رهف"  للمخرجة فادية صلاح الدين تناول قصة حياة فتاة لم يحالفها الحظ بالزواج، ما جعلها تتوقف عن الحياة وتستسلم في سجنها في انتظار نصيبها الزواج من دون جدوى.

وأظهر الفيلم فتاة جميلة دأبت على تزيين نفسها للعريس المحتمل، من دون أن يُعجبوا بها، والانصراف، لتعود تتجمل ثانية، حتى بلغت سن الشيخوخة.

وعقب انتهاء العرض، تحدث الحاضرون عن أن الزواج هو الحياة بالنسبة لذوي أي فتاة في المجتمعات العربية بشكل عام.

وقالت إحدى الحاضرات إن الحياة ليست زواج فقط، بل على المرأة أن تفتح عينيها على العالم الخارجي، وترى الفرص الكثيرة المقدمة اليها، ولا تبقى رهينة انتظار الزوج والنصيب.

وأشارت عضو هيئة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية اعتماد عثمان الى أن المرأة يجب عليها أن تناضل وتقاوم الأهل أو الزوج أو المجتمع لتنتزع حقوقها وتحقق طموحها.

وفي نفس العرض عُرض فيلم  "ريموت كنترول" للمخرجة دارا خضر والذي تناول قصة ندى الفتاة الجامعية، التي تحصل على منحة دراسية وتكون بين خيار ترك المنحة أو ترك الشريك. لتصل، في نهاية المطاف، الى قرارها بترك الشريك لتحقيق ذاتها ومساعدة أهلها.

وعقب انتهاء عرض الفيلم، قارن الحاضرون بين رهف في الفيلم الأول المستسلمة والخانعة لقرارات الأهل، وبين ندي الطموحة القوية التي قررت التمسك بحلمها وحلم أهلها بالحصول على المنحة.

وقالت فريال بكر احدي الأعضاء الناشطات في الاتحاد إن ندي في فيلم "ريموت كنترول" نموذج جميل للفتاة القوية المتمسكة بأحلامها على رغم كل الظروف.

وأشارت بكر الى ان النساء في شكل عام بحاجة لرؤية نماذج مختلفة من خلال السينما الفلسطينية لإحداث التغيير ودفع المرأة لتحقيق ذاتها.

وقالت إحدى المشاركات إنها لم ترَ أفلام سينما من قبل، وتتمنى أن يتم عرض الفيلمين في منطقتها المهمشة.

أما فيلم  "منشر غسيلو" قصة فتاة تحاول تغيير طريقة لبسها لتحمي نفسها من التحرش ولكن دون جدوى.

وأظهر الفيلم محاولات عبثية لمنع التحرش اللفظي بها بتغيير طريقة لبسها الا ان هذا لم يجدي نفعا حيث ولبست النقاب ورغم ذلك تحرش بها وعلى حد قوله "المهم الحشوة"

وعقب انتهاء العرض، تحدث الحاضرات عن المجتمع العربي بشكل عام والغزي بشكل خاص ومدى الاضطهاد الذي تعانيه المرأة على كل المستويات.

وقالت إحدى الحاضرات أن المجتمع يفرض علينا أشياء كثيرة لا نرضى عنها ولكن نحن جزء منه ولا نستطيع محاربته.

وأشارت أخرى الى ان الفتاة في مجتمعنا تولد وتبدأ العائلة والمدرسة والمجتمع برسم شخصيتها والتأثير عليها وزرع الخوف في داخلها من العيب وكلام الناس وعلى الفتاة ان تكون واثقة قوية لتحمي نفسها ولترتدي ما شاءت

ومن جهة أخرى قالت احدى الحاضرات أن المتحرش يرى ضوء أخضر قبل أن يبدأ وهاجمت الفتاة وردت عليها المناقشة وأخريات من الحضور بأن طريقة اللبس حرية شخصية والتحرش جريمة يعاقب عليها القانون.

وتم عرض "فستان أبيض" قصة فتاة صغيرة تستنتج مما تسمعه أن اذا تزوجت سيحبها أمها وأبيها وستصبح سعيدة.

وقالت احدى الحاضرات أن الفيلم الأول يشبه الفيلم الثاني في أن الضحية تستقبل أفكار من حولها وتحاول التعايش معها.

وأشارت أخرى الى أن الكثير من العائلات مازالت تتعامل بأسلوب عائلة رند وتُسقط أفكار مشابهة

وقالت أخرى أن المجتمعات العربية بشكل عام تربط حياة الفتيات ومدى سعادتهم بالزواج

وفي عرض لفيلم  "ريف بالأسود" الذي تناول قصة طفلين يقومان بحرق الخردة للحصول على المعادن، وفيما يملأ الدخان والرماد الأسود المكان.

وعقب انتهاء العرض، تحدث الحاضرات عن كثير من الاعمال التي تضر بالبيئة بحجة كسب الرزق.

وقالت إحدى الحاضرات إن عمل الأطفال غير قانوني، وهم يعملون في أعمال خطرة، ويلحقوا الضرر بالبيئة والمصلحة العامة من أجل مصلحتهم الخاصة.

وأشارت أخرى الى أن هذه الممارسات تؤذي الانسان والأرض والهواء.

من جهة أخرى، قالت احدى الحاضرات "هاتوا المسئولين يشوفوا الفيلم"، حيث أن الفيلم يظهر خروق كبيرة للقانون من تلوث بيئي وأطفال غير مؤهلين يعملون في عمل خطر.

وتناول الفيلم الثاني "شكله حلو وبس" النفايات المترامية على شاطئ بحر غزة ومياه الصرف الصحي التي يتم ضخها إلى مياه البحر المتوسط.

وقالت احدى الحاضرات إن الفيلم الأول يشبه الثاني في أن العبث بالبيئة واضح من قِبل المواطنين والبلديات وصنّاع القرار.

وأشارت أخرى الى أن البحر قلب غزة وعينيها ويجب المحافظة عليه.

وقالت أخرى إن صنّاع القرار بحاجة لرؤية الفيلم أكثر منا، وهم من يضعوا القوانين ويشرّعوا للحد من هذه الممارسات.

أما فيلم "بقايا" حكاية رجل أسس مشروع لألعاب الأطفال "ملاهي" ووجد بقايا طائرة فقام بتحويلها الى مطعم بجوار الملاهي ليجلب الزبائن الراغبين في الترفيه عن أنفسهم، لكن مع اندلاع الانتفاضة انتهى المشروع، وانتهى حلمه وبدأت رحلة المعاناة والبطالة.

وأظهر الفيلم مقاطع للملاهي المهملة التي توقفت عن الدوران بعدما كانت تنبض بالحياة.

وعقب انتهاء العرض، تحدث الحاضرون والحاضرات عن تجارب شخصية لهم أو لأصدقائهم تلاشت أحلامهم فيها، وضاع مجهود عمرهم بسبب الأوضاع السياسية والعسكرية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.

وقالت إحدى الحاضرات إن الكثير من الشباب الذين هاجروا وتركوا البلد عانوا من تجارب مشابهة.

وأشارت أخرى الى ان على الفلسطيني ان يكون أكثر قوة وأكثر صبرا، ومن جهة أخرى قال اخر "هاي ضريبة إنك فلسطيني".

وتناول الفيلم الثاني الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا في القدس، حيث سرقة الاراضي واغتصابها بحجة توسيع الشوارع وجدار الفصل العنصري الذي يُدمي الأراضي الفلسطينية ويقسمها ويقطع على الفلسطيني كل سبل الحياة.

وقال احد الحاضرين إن الفيلم يجب تعميمه على المدارس ورياض الأطفال ليرى الأطفال ويكبروا على الحقيقة، وأما المسئولين فهم على دراية كاملة بما يحدث.

وأشارت أخرى الى ان نقطة قوة تحسب للفيلم هي ان الفيلم، على رغم مدته القصيرة، يحكي معاناة شعب في دقيقتين ونصف، لكن في الوقت نفسه القضية تحتاج لافلام أطول وتركيز أكثر.

وقالت أخرى أن للفلسطيني الحق في حياة كريمة على أرضه، وليس من حق أحد أن يمس هذا الحق.

وفيلم "الأرض بتتكلم عربي" الذي تناول الحقيقة المرة والتطهير العرقي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلي على أرض فلسطين.

وعرض الفيلم مواد سينمائية من الأرشيف وشهادات من عدد من فلسطيني ما قبل العام 1948.

وعقب انتهاء العرض، تحدث الحاضرون والحاضرات عن فلسطين التاريخية التي لا يمحيها احتلال ولا تطهير عرقي طالما الشباب الفلسطيني مؤمن ومتمسك ببلاده فلسطين.

وقالت إحدى الحاضرات اليهود جماعات متفرقة، جمعت الدعم من البريطانيين والاميركان وبدأوا بالهجرة وكرسوا الأموال والجهود.

وأشارت أخرى الى ان الأرض كانت تتكلم العربية وكان اهل فلسطين يسكنون فلسطين وطردهم من بلادهم وقتلهم فيها لا يغير هذه الحقيقة.

وفي عرض فيلم  "رقصة في الظل" قصة الفتاة أماني التي تحاول اثبات نفسها من خلال ريشتها على لوحة الرسم على رغم الصعوبات الصحية التي تواجهها جراء اصابتها بمرض الصرع.

وعرض الفيلم مقاطع صوتية للفتاة وهي تُلقي الشعر عن حالتها وكيفية مواجهتها مرضها وعملية التفريغ النفسي من خلال الرسم والابداع الفني.

وعقب انتهاء العرض، تحدث الحاضرات عن جمال الصورة والصوت والتحدي في عيني أماني وجمال الطريقة التي تفرغ بها.

وقالت إحدى الحاضرات إنه عند اجتماع الفن والمرض لدى المرأة نرى هذا الكم من الجمال والتحدي والكبرياء.

وأشارت أخرى الى أن المجتمع لا يتقبل مرض المرأة ولا يدعمها، بل يقف عقبة، مشيرة الى تجربة امرأة تعرفها مصابة بمرض مشابه.

وفيلم "أولادي حبايبي" تناول قصة ردينة الام لأربعة أطفال التي واجهت كل المجتمع لتمارس حقها في الإنجاب بحجة انه لا يحق لها الانجاب بسبب ما تعانيه من مشاكل، حيث تعاني من شلل نصفي.

وعاشت ردينة فترات عصيبة من الخوف والقلق خلال فترة حملها.

وعقب انتهاء العرض، تحدث الحاضرات عن تجارب شخصية لهن في مواجهة ضغوط المجتمع والعمل على تغيير أوضاعهن.

وقالت إحدى الحاضرات: إدعمي نفسك بنفسك لا تنتظري دعما من أحد.

وأشارت أخرى إلى أنه في ظل العادات والتقاليد المجتمعية فإن الرجل يدفع للمرأة الفي دينار للزواج منها، ويظل يتحكم فيها حتى آخر لحظة في حياتها.

وقالت أخرى إن الإعاقة كانت وما تزال دافعا للعمل والإصرار على الوصول الى الهدف.

وفي عرض الفيلمين الأخيرين  "هش" و"علينا يا مندلينا"، تناول الفيلم الأول "هش" قصة الفتاة في مجتمعنا حيث تلاحقها الانتقادات والتدخلات والحشرية المزعجة بالإضافة الى مواجهة مجتمع ذكوري يزيد "الطين بلة" بالنسبة لفتاة لا تريد أكثر من غرفة هادئة.

وعرض الفيلم مقاطع لسيدتين لا تتوقفان عن نقد النساء في المجتمع ولا ترضيان عن أي تصرف تقوم به أي امرأة.

وعقب انتهاء العرض، تحدثت الحاضرات عن أهمية الثقة بالنفس والشخصية القوية لتحدي هذا المجتمع. 

وقالت إحدى الحاضرات إن تجربتها الشخصية في مثل هذه المواقف تستدعي منها أن لا تعطي بالاً لكلام الناس وتستمر في البحث عن ذاتها ولا تأبه بأعداء النجاح.

وأشارت أخرى الى أن المرأة القوية هي التي تنجح، أما الضعيفة فتذوب في المجتمع، وطالما المرأة ترى نفسها في المكان والاتجاه الصحيح، فلا يجب أن تخاف أو تتردد.

وختمت بمثل شعبي "اربط اصبعك  مليح لا بدمي ولا بقيح".

وتناول الفيلم الثاني "علينا يا مندلينا" قصة شباب يتباهون بكثرة العلاقات مع الفتيات.

وكما تناول الفيلم التحليل الخاطئ الذي يدور في عقول الشباب تجاه فتيات يقمن بتصرفات تلقائية وعادية والادعاءات الكاذبة والمحرفة، وتأليف القصص والمواقف كي يبدو الشاب بطلا أمام أصدقائه المتلهفين لقصص مثيرة، ومبالغات تعكس جهلا وعدم معرفة بالآخر الانثى، والعقد الداخلية والنقص نتيجة الفصل الحاد بين الجنسين.

وعقب انتهاء العرض، تحدثت الحاضرات عن النقص الذي يشعر به ذلك الشاب الذي نسج قصص من خياله عن علاقات وهمية مع فتيات.

وقالت إحدى الحاضرات إن هذا التباهي الكاذب ليس إلا فراغاً داخلياً وتفاهة.

وأشارت أخرى إلى أن قلة الوعي والفصل الحاد بين الجنسين يخلق فجوة حافلة بقصص من الخيال لعلاقات غير موجودة. 

وقالت أخرى إن الشباب المثقف الواعي ليس بحاجة لاختلاق قصص.