المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي يحث المسلمين لشد الرحال إلى القدس

المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي يحث المسلمين لشد الرحال إلى القدس
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
 حث المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، خلال دورته الثالثة والأربعين، والمنعقدة في مقر المجلس الرئيسي بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، اليوم السبت، بحضور 60 من أعضاء المجلس من كبار العلماء والشخصيات والقيادات الإسلامية، المسلمين إلى قصد المسجد الأقصى المبارك بأعداد كبيرة من مختلف الجنسيات التي يستطيع اصحابها دخول فلسطين، وتقديم رسالة إلى المحتل، وإلى العالم أجمع أن الأقصى محل اهتمام عموم المسلمين.

واستنكر المجلس في أعمال الدورة التي شارك فيها وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، التطورات الخطيرة التي تمر بها فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد وغير المسبوق، الذي يستغل الظروف الراهنة واختلال موازين القوى التي تمر بها المنطقة.

وخرج اجتماع رابطة العالم الإسلامي بالعديد من التوصيات التي تناولت العديد من قضايا الساعة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية؛ حيث أكد المجلس بتوصياته على أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى، وأنه لا يمكن التفريط في القدس والمسجد الأقصى، وأن تسمية القمة العربية الاخيرة المنعقدة بمدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، بقمة القدس، جاء تأكيداً لمكانة المدينة ومركزية القضية لدى المسلمين.

ودان المجلس خطط إسرائيل وممارساتها المتصاعدة في الآونة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق باقتحامات المسجد الأقصى المتكررة بصورة تعسفية وصلت إلى حد إغلاقه أمام موظفيه ورواده المسلمين، مما اضطر المسلمين لإقامة صلواتهم على أعتاب أبوابه، وكذلك محاولات منع رفع الأذان فيه، وفي غيره من المساجد .

وأكد المجلس إسلامية وعروبة مدينة القدس بالاستناد إلى حقائق الواقع وشواهد التاريخ، وأن المسجد الأقصى المبارك بيت عبادة للمسلمين له حرمته وقدسيته التي يجب أن تصان وتحفظ، وأن فرض سياسة الأمر الواقع بتهويد القدس وتهجير أهله ومنعهم من دخول المسجد الأقصى وإحداث الحفريات والتغييرات الديموغرافية في محيطه يعد تجاوزاً واضحاً للمواثيق والقرارات الدولية، الأمر الذي يستوجب انحيازاً دولياً للعدالة الثابتة بدل عن المصالح المتغيرة.

وناشد المجلس الدول الإسلامية وحكومات الدول المنحازة للسلام بوضع حد للعدوان الإسرائيلي على شعب فلسطين وأرضه والمقدسات الدينية، وتوفير الأمن والحماية لهم، ووقف الانتهاكات والمضايقات المستمرة، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين.

ودعا المجلس إلى ضرورة تنفيذ اتفاقات المصالحة الفلسطينية لتحقيق الوحدة الوطنية، وإنهاء حالة الانقسام الداخلية، للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، واستعادة قوة الموقف الوطني الفلسطيني في مطالبه المشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ورفع الحصار الجائر عن غزة، وإعادة إعمارها بعد الاعتداءات الغاشمة المتكررة.

وحث المجلس الدول الإسلامية والهيئات والمنظمات الإنسانية على تقديم كافة أنواع الدعم والمساعدات اللازمة للشعب الفلسطيني، موصياً الجهات الإعلامية والتعليمية في العالم الإسلامي بمزيد من الاهتمام والعناية بالتعريف بالقدس والمقدسات الإسلامية في فلسطين.

وأشاد ادعيس بكلمته، بجهود رابطة العالم الإسلامي في خدمة الإسلام والمسلمين ولما لها من مكانة عالمية في السعي لحل قضايا المسلمين في شتى أنحاء العالم، مشيداً بالدورة الثالثة والأربعين للمجلس. 

 وقدم ادعيس لرئيس رابطة العالم الإسلامي والحضور شرحًا تفصيلياً عن المخاطر المحدقة بالقدس في ظل المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في المدينة، مؤكدًا على الدعوة التي أطلقها الرئيس محمود عباس للعرب والمسلمين لزيارة القدس لحمايتها من أخطار التهويد، ولدعم الصمود الفلسطيني فيها.

وأضاف ادعيس، أن المجلس بتوصياته يعتبر رسالة مهمة لتذكير المسلمين بالمقدسات وما تتعرض له من انتهاكات إسرائيلية، وهو أيضاً مناسبة لتذكير المسلمين بواجبهم الديني والإنساني تجاه القدس ومقدساتها، مشيراً إلى أن المرحلة الآن تستدعي من جميع الدول الشقيقة مواصلة العمل ودعم حقوقنا في الحرية والاستقلال، وحشد الدعم اللازم للمسجد الأقصى لمواجهة الهجمة الإسرائيلية عليه.

وكان مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، قد ترأس اجتماعات الدورة الثالثة والأربعين إلى جانب أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى.

التعليقات