حديقة الآغا خان تفتح أبوابها في كندا

حديقة الآغا خان تفتح أبوابها في كندا
حديقة الاغا في كندا
رام الله - دنيا الوطن
افتتحت اللفتنانت حاكم ألبرتا لويس ميتشل، ورئيسة وزراء ولاية ألبرتا راشيل نوتلي، وسمو الآغا خان، مؤسس ورئيس شبكة الآغا خان للتنمية، مؤخراً حديقة الآغا خان الجديدة في ألبرتا، وتعتبر هذه الحديقة الإسلامية الأكثر شمولية في العالم، فضلاً عن كونها أول حديقة من نوعها في غرب كندا.

قام سو الآغا خان بتقديم الحديقة كهدية لجامعة ألبرتا احتفالاً بمرور أكثر من 40 عاماً على الشراكة بين شبكة الآغا خان للتنمية وجامعة ألبرتا.

هذا وتواكب الأعمال في الحديقة، والتي تم الانتهاء منها مؤخراً، الذكرى السنوية الخمسين بعد المئة للكونفدرالية الكندية، إضافة إلى الاحتفال باليوبيل الماسي لسمو الآغا خان – مرور 60 عاماً على تسلمه مقاليد الإمامة (الزعيم الروحي) للمجتمع الإسلامي الشيعي الإسماعيلي.

تقدم حديقة الآغا خان مبدأ التعددية الذي كرّسه سموّه طوال حياته. وفي المساحة المستوحاة من التراث المغولي والتي تبلغ 4.8 هكتار، يأخذ تصميم المشهد الإسلامي التقليدي ميزات معاصرة تلفت الأنظار. وتتضمن الحديقة بعضاً من أفضل مشاهد العمارة الإسلامية في العالم، بما في ذلك تاج محل وضريح همايون في الهند، وتتخللها معالم كندية مميزة، بدءاً من أسرّة الورود البرية في ألبرتا وصولاً إلى الأعمال الحجرية الكندية.

من جانبها، أكدت صاحبة الفخامة رئيسة وزراء ألبرتا راشيل نوتلي خلال حفل الافتتاح على توافق القيّم بين الجامعة وشبكة الآغا خان للتنمية، معبّرةً عن شكرها لسموّه على قيادته وسخائه، واصفةً الحديقة بأنها "واحة وعلامة ترحيب من ألبرتا بالعالم"، قائلةً "نحن نقف معكم لبناء عالم عادل وأكثر شمولية". في حين عبّر سمو الآغا خان خلال الحفل عن سعادته في رؤية الحديقة تؤتي ثمارها، مشيراً إلى أن المكان، الذي مر عليه تاريخ طويل، قد تحوّل إلى حديقة إسلامية، الأمر الذي يذكّرنا بمفهوم الإدارة الجيدة للأرض، إضافة إلى "مسؤوليتنا تجاه احترام وحماية وتقاسم هدايا العالم الطبيعي". وبالنظر إلى الدور الذي قد تلعبه هذه المساحات الخضراء، تحدث سموه عن الحديقة واصفاً إياها بمثابة فضاء اجتماعي لممارسة "التعلم والمشاركة والرومانسية والدبلوماسية، إضافة إلى كونها مكاناً للتأمل في مصير الجنس البشري".

الجدير بالذكر أن المهندس المعماري توماس وولتز المختص بالمناظر الطبيعية، والذي يعمل في شركة هندسة المناظر الطبيعية ذات الشهرة العالمية "نيلسون بيرد وولتز" وبالتعاون مع صندوق الآغا خان للثقافة (إحدى وكالات شبكة الآغا خان للتنمية) قام بتصميم الحديقة، والتي باتت تقدم مثالاً مذهلاً عن فن العمارة الإسلامية، والتي من خلالها يتم استكشاف الجمال وحدود النباتات والضوء والماء، إضافة إلى الهندسة والتماثل والتكيّف والنطاق البشري.

ويتم تسليط الضوء على صفاء الطبيعة من خلال كل عنصر من عناصر التصميم بما في ذلك طرقات الغابات المنعزلة، والتراسات المصنوعة من الغرانيت والحجر الجيري، والبرك الساكنة التي تنعكس على سطحها سماء المروج الطبيعية، فضلاً عن شلالٍ تنهمر مياهه على الحجر المزخرف. وتحيط بساتين الفاكهة ببحيرة كالا الضخمة، علماً بأن الحديقة تحتوي على ما يزيد عن 25 ألف من الأشجار، والشجيرات، والنباتات المعمّرة، والنباتات السنوية ونباتات الأراضي الرطبة، والتي تم اختيارها لتوفير العطور والجمال والقدرة على البقاء في مناخ ألبرتا القاسي. بالإضافة إلى وجود اثني عشر من المرشّات والنوافير المائية حول الحديقة، والتي استغرقت 18 شهراً لإنشائها.

تعتبر الحديقة بمثابة مركز للبحوث والتعلم، حيث تستضيف أيضاً مجموعة متنوعة من الفعاليات بما في ذلك البرامج التعليمية والمعارض والعروض والحفلات، فضلاً عن عروض الأفلام والأحداث الثقافية. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الزوار السنوي للحديقة النباتية في جامعة ألبرتا (من 75 ألف إلى 160 ألف زائر)، ما سيعود بفائدةٍ اقتصادية على المنطقة بأكملها ويضفي أهمية كبيرة على المشهد المعماري والثقافي.

تُعد الحديقة واحدة من المبادرات العديدة التي طوّرها سمو الآغا خان في كندا لصالح جميع الكنديين، بما في ذلك المعالم المعمارية الحائزة على الجوائز مثل متحف الآغا خان ومنتزه الآغا خان في تورنتو، ووفد الإمامة الإسماعيلية والمركز العالمي للتعددية في أوتاوا، إضافة إلى المراكز الإسماعيلية في برنابي وتورنتو. أصبح منتزه الآغا خان في تورنتو حالياً مركزاً للبرامج الثقافية المبتكرة.

يأتي حفل افتتاح حديقة الآغا خان كجزءٍ من زيارة لمدة خمسة أيام قام بها سمو الآغا خان إلى كندا، حيث توجه بعد ذلك إلى "كالغاري" و"فانكوفر" لتلقي درجة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة كالغاري، والجامعة البريطانية في كولومبيا، إضافة إلى جامعة سيمون فريزر، وذلك تكريماً لمساهماته في الإنسانية وقيادته الأخلاقية الاستثنائية للعالم.