حنا: ظاهرة العمالة وتسريب العقارات في القدس انما هي ظاهرة مسيئة لشعبنا

رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة اليوم وفد من شخصيات ووجهاء بلدة العبيدية (قضاء بيت لحم) والذين قاموا بجولة في البلدة القديمة من القدس شملت زيارة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وتحمل هذه الزيارة الطابع التضامني التفقدي للمدينة المقدسة في ظل ما تتعرض له من هجمة شرسة هادفة الى طمس معالمها وتغيير ملامحها. 

وقد استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الوفد في كنيسة القيامة في القدس القديمة مرحبا بزيارتهم حيث وضعهم في صورة ما تتعرض له المدينة المقدسة من سياسات احتلالية غاشمة تستهدف الحجر والبشر وكذلك الانحياز الأمريكي للاحتلال والذي تجلى مؤخرا بنقل السفارة الامريكية للقدس واغلاق القنصلية في القدس الشرقية واعتبارها جزءا من السفارة .

تحدث المطران في كلمته عن سياسة تسريب العقارات والاوقاف في مدينة القدس هذه الظاهرة الخطيرة والمسيئة والتي ليست ظاهرة جديدة فقد ابتدأت هذه التسريبات منذ عام 48 ولكننا نشهد خلال السنوات الأخيرة سلسلة تسريبات جديدة وقد نشرت بعض وسائل الاعلام انه خلال الأيام القادمة سيتم الإعلان عن تسريبات وبيوعات وصفقات في اكثر من مكان في مدينة القدس .

ان هؤلاء الذين يبيعون اوقافنا ويسربون عقاراتنا انما هم أدوات مسخرة في خدمة الاحتلال ويبدو ان هنالك شبكة متورطة وهي التي تخطط لمثل هذه الأفعال المشينة وقد باع هؤلاء ضميرهم وانتماءهم بحفنة من دولارات الخيانة الملوثة بالعمالة وانعدام القيم الإنسانية والأخلاقية النبيلة .

ان هؤلاء السماسرة والعملاء قد فقدوا بصرهم وبصيرتهم وفقدوا انسانيتهم وانتماءهم لبلدهم وهم لا يفكرون الا بالمال وبحساباتهم البنكية وبالملايين التي يكدسونها على حساب القدس وابناءها وهويتها العربية الفلسطينية .

اذكر قولا مأثورا كانت تردده جدتي عندما كنا صغارا " مال الوقف بهد السقف " وهؤلاء الذين يسربون العقارات ويقبضون الملايين بسبب خيانتهم لن يهنئوا بهذا المال لانه مال حرام ومال خيانة وعمالة وتفريط بالقدس وعقاراتها ومقدساتها .

ولكن في المقابل يجب ان نقول بأن هؤلاء الأشخاص هم قليلي العدد وهم مربوطون بجهات معادية واجندات مشبوهة وهم مسخرون في خدمة الاحتلال وسياساته ، وهؤلاء لا يمثلون شعبنا ولا علاقة لهم بانتماء هذا الشعب لهذه الأرض المقدسة.

ان هؤلاء لا يبيعون فقط اوقاف القدس وعقاراتها وانما أيضا يسيئون لشعبنا فاخبار البيوعات والتسريبات انتشرت في سائر ارجاء العالم وهذا امر يسيء لقضيتنا ولقدسنا ولشعبنا وخاصة امام اصدقاءنا مؤيدي قضيتنا في سائر اقطار العالم .

يجب ان نوضح للعالم بأسره بأن ظاهرة العمالة الموجودة في مجتمعنا الفلسطيني المحلي هي ظاهرة خارجة عن السياق الوطني وهؤلاء لا يمثلون الا انفسهم ومن جندهم ومن يستعملهم في خدمة مصالحه واجنداته .

يجب ان يدرك الجميع وفي مقدمتهم شعبنا الفلسطيني واصدقاءنا في سائر ارجاء العالم بأن هذه الظاهرة المسيئة الموجودة في مجتمعنا انما هي حفنة من المرتزقة والعملاء المستخدمين كأدوات في تمرير المشاريع الاحتلالية الاستعمارية في ديارنا وهؤلاء هم غرباء عن ثقافة شعبنا وهويته الوطنية .

لا يجوز ان يؤدي وجود هذه الظاهرة المسيئة الى حالة احباط ويأس وقنوط عند أبناء شعبنا فالاحتلال يحاربنا بشكل مباشر كما انه يحاربنا عبر وكلاءه وممثليه وادواته بسائر مسمياتهم واوصافهم .

لا يجوز لنا ان نستسلم للاحباط والقنوط واليأس امام هذه المظاهر السلبية التي نلحظ وجودها في مجتمعنا وخاصة في مدينة القدس.