اكتشاف نيزك جديد في الجنوب المغربي من قبل حسناء الشناوي اوجهان

اكتشاف نيزك جديد في الجنوب المغربي من قبل حسناء الشناوي اوجهان
رام الله - دنيا الوطن
 كان ذلك خلال رحلتها الأخيرة، التي نُظمت منذ أسبوعين في منطقة بوكراع، حينما اكتشفت الباحثة والبروفيسور حسناء الشناوي أوجهان ، وهي الجيوكيميائية وأول عالمة مغربية في مجال علم النيازك ودراسة الكواكب، أستاذة جامعية في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ومديرة مختبر GAIA ، وبعد أبحاث مهمة رفقة فريق من طلبتها، آخر سقوط نيزكي لوحظ في المغرب وتحديدا في غرب "غلتة زمور".

وتعد العديد من القطع الصغيرة من هاته الصخرة القادمة من خارج كوكب لأرض، والتي تأتي من حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، بإظهار المزيد من الأسرار للعلماء فيما يتعلق بتاريخ وتكوين نظامنا الشمسي أو للرد ببساطة على بعض الأسئلة المشروعة التي نسألها لأنفسنا كبشر على الأرض.

وتقوم حاليا البروفيسور الشناوي، وهي أيضًا منسقة مركز أبحاث الموارد التربوية وحماية البيئة في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وعضو دائم في "جمعية النيازك العالمية"، بإجراء العديد من الاختبارات كما سوف تمضي إلى تسمية هذا النيزك، حيث تناضل هاته العالمة من اجل أن تحمل هاته الاكتشافات التي تم إيجادها على أراضينا، أسام مغربية، وبفضل أعمالها فإن جميع النيازك التي لوحظ وقوعها في المغرب تحمل أسماء أماكن مغربية.

إن اكتشاف هذه الصخرة، من قبل البروفيسور الشناوي في المغرب، يضع في الواجهة من جديد مكانة بلادنا كمكان مميز ووحيد يتلقى العديد من النيازك وكما تقول البروفيسور حسناء الشناوي: "المغرب هو فعلا جنة الباحثين في هذا المجال فهو من أغنى دول العالم  بالنيازك "

ويعرف المغرب سقوط  النيازك بصفة متكررة وبشكل مهم من حيث الكمية والنوعية، فيمكننا أن نذكر على سبيل المثال نيزك بنجرير في نوفمبر 2004، تامداخت في دجنبر 2008 وتيسنت في يوليو 2011 وايزرزار في اكتوبر 2012، تيغرت في يوليو 2014، تنجداد في سبتمبر 2014 وسيدي علي واعزا في يوليو 2015، خنك لجواد في يوليو 2017.

علاوة على ذلك ، فإن البروفيسور الشناوي، فقد درست وصنفت العديد من النيازك المغربية، ولاسيما التسع نيازك المذكورة آنفا وعلى وجه الخصوص نيزك "تيسنت" ، الذي يعتبر من قبل المجتمع العلمي، خامس سقوط ملاحظ من النيازك المريخية في العالم.

وقد تم نشر بحثها حول هذا الموضوع في اهم  مجلة عالمية في مجال للعلوم "Science"، وهي المنشور المرموق المعروف كمرجعية دولية يثبت حقيقة أصل كل النيازك المريخية ووجود السوائل على المريخ.

يعتبر المجتمع العلمي هذه المرأة اللطيفة، الرقيقة من حيث المظهر وذات العيون التي تلمع فضولا علميا وصرامة ورغبة في البحث، من إحدى أهم الباحثات العالميات في مجال علم النيازك وعرفانا وتقديرا لعملها الرائع فقد منح اسم "الشناوي" لأحد الكويكبات في شهر نوفمبر 2017.

ولا شك، أن البروفيسور حسناء الشناوي اوجهان، تشكل قيمة فعلية وفخرا للمغرب وإفريقيا بل لكل العالم العربي والمجتمع العلمي.

للتذكير :

حسناء الشناوي اوجهان، هي عالمة مغربية، متخصصة في الجيولوجيا الكيميائية ودراسة النيازك وعلم الكواكب وهي بروفيسور في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في قسم الجيولوجيا بكلية العلوم عين الشق ومديرة مختبر GAIA ومنسقة  مركز أبحاث الموارد التربوية وحماية البيئة

وهي أول امرأة تحمل درجة الدكتوراه الدولة في علم النيازك في المغرب والدول العربية، حصلت على الدكتوراه الأولى من جامعة بيير وماري كوري من  باريس 6 في فرنسا في جيوكيمياء الغازات النادرة سنة 1992.

وقد فازت بالعديد من الجوائز من اجل بحوثها بما في ذلك جائزة "بول دوaتو-إميل بلوت" في علم دراسة الكواكب التابعة لأكاديمية العلوم ومعهد فرنسا في نوفمبر 2009 ودرع القناة المغربية الأولى التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون SNRT في برنامج "متألقات" في مارس 2016.

تم اختيارها من قبل البرنامج الأمريكي "برنامج القيادة الدولي للزوار IVLP" ، "ابتكارات النساء في العلوم والهندسة"، برنامج WISE في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أبريل 2013. وقد حصلت على جائزة من وزارة الخارجية الأمريكية سنة 2014 في "جائزة المرأة للعلوم" وفي أبريل 2016، تم اختيارها لبرنامج القيادات العلمية الإفريقية (بريتوريا).

هي مؤلفة العديد من المقالات البحثية ذات المستوى العالمي بما في ذلك مقالة في المجلة العلمية المرموقة "Science" وناشرة لكتاب عن التراث الجيولوجي للمغرب، وقامت بتنشيط عددا كبيرا جدا من المؤتمرات المتخصصة والعامة في المغرب وعدة دول في العالم.

كانت العضو الأول و الوحيد المنتخب من بلد عربي وأفريقي، من اللجنة المرموقة لتسمية النيازك التابعة لجمعية النيازك سنة 2005 لفترتين حتى عام 2010، ثم العضو العربي والإفريقي الوحيد في مجلس الجامعة العالمية لنيازك منذ إنشائها في عام 1933 وهي منذ سنة 2017 ، عضوة منتخبة دائمة في تلك الجمعية.

أدخلت حسناء الشناوي دراسة النيازك والفوهات النيزكية إلى المغرب والدول العربية، حيث قامت بتصميم وحدة دراسية الكيمياء الجيولوجية وكيمياء الكون والتي تدرس في جميع الجامعات المغربية لطلاب علوم الأرض و الكون.

تشرف على العديد من رسائل الدكتوراه حول هاته البحوث في المغرب وأفريقيا، كما شاركت في تأسيس مبادرة لترويج علوم الكواكب والنيازك في إفريقيا حيث تحاول نقل التجربة المغربية في هذا المجال قاريا.

وقد درست وصنفت عدة نيازك في المغرب، بما في ذلك آخر عشر نيازك المراقبة من بينها النيزك الشهير "تيسنت"، وهو السقوط الخامس الملاحظ لنيزك مريخي في العالم.

نظمت العديد من المؤتمرات العلمية في الدار البيضاء بما في ذلك الدورة 77 من المؤتمر السنوي لجمعية "النيازك" في سبتمبر 2014، الذي عقد لأول مرة في بلد عربي ومسلم بمشاركة 420 باحث وباحثة من كل أنحاء العالم من  الوكالة الفضائية ناسا