الهباش: أُطلعنا على اتفاق غير مكتوب بين نتنياهو وحماس لإبقاء غزة خارج سيطرة السلطة

الهباش: أُطلعنا على اتفاق غير مكتوب بين نتنياهو وحماس لإبقاء غزة خارج سيطرة السلطة
قاضي قضاة فلسطين - محمود الهباش
رام الله - دنيا الوطن
قال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية، محمود الهباش، إن الوزير الاسرائيلي السابق أوفير بينيس أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "هناك اتفاق غير معلن وغير مكتوب بين حماس ونتنياهو على أن تبقى غزة خارج سيطرة السلطة الفلسطينية".

وأضاف الهباش، لتلفزيون (i24news) الإسرائيلي: "حركة حماس تتحمل مسؤولية عدم وجود رؤية للمصالحة، وهي تفضل أن تذهب باتجاه مصالحة مع اسرائيل على المصالحة مع ابناء شعبها ومنظمة التحرير الفلسطينية، ويفترض أن نذهب جميعًا الى ترتيب بيتنا الفلسطيني الداخلي وبعدها نبحث عن معالجة القضايا مع الآخر والقضايا الخارجية؛ ولكن للأسف المصالحة مجمدة".

واعتبر الهبّاش أن هناك رغبة لدى حماس أن تفتح قناة تفاوضية مع اسرائيل منذ فترة طويلة، وعلل ذلك بأنها "لا ترغب بأن تكون جزءًا من منظمة التحرير، وتريد أن تكون بديلًا لمنظمة التحرير أو أن تستحوذ عليها بالكامل باعتبار أن منظمة التحرير تحظى بشرعية عربية ودولية وفلسطينية".

وأشار الهباش، إلى أن الهدنة بين حماس واسرائيل تتيح لاسرائيل تنفيذ مصالحها باستمرار وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية والتهدئة في حدود قطاع غزة، بينما تواصل حماس عملها بإنشاء "دويلة فلسطينية لها في قطاع غزة"، على أن تكون اسرائيل أكبر المستفيدين والداعمين.

ووصف الهبّاش رسائل حركة حماس إلى الجانب الإسرائيلي بأنها "نذير شؤم ونذير سوء يهدف اسرائيلياً إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تمزيق أجزائها على المستويين السياسي والجغرافي". 

وبما يخص المصالحة الفلسطينية، أشار الهباش، إلى أن القيادة الفلسطينية لم تعارض يومًا من الأيام التهدئة ضمن الاطار الوطني. يجب أن يكون هذا قرار وطني وليس قرار فصائلي؛ لأن أي قرار فصائلي بهذا المستوى لا يقود الا لتمزيق الموقف الفلسطيني الجماعي العام، فقرار السلم أو الحرب لا يمكن أن يأتي بقرارات اجتزائية وإنما كقرار وطني، وعنوان القرار الوطني منظمة التحرير الفلسطينية".

وأكد أن الأولوية في قطاع غزة هي "عودة القطاع الى الدائرة الوطنية الفلسطينية وخلاص قطاع غزة من السيطرة المنفردة لحركة حماس. حماس لا تفضل ذلك".

وأشار إلى اتفاق بين رام الله والقاهرة على أن "الأولوية للمصالحة"، مشيراً إلى أن الاستراتيجية هي استراتيجية المقاومة الشعبية ونبذ العنف، ولذلك يريدون الحفاظ على التهدئة.

وأضاف: "اسرائيل هي المستفيد الأول من حالة الانقسام، هي صنعته وجاءت به وتستفيد منه، هذا لا يخفى على أحد، فهي تريد الحفاظ على بقاء حماس في غزة، وبقاء غزة منفصلة عن الضفة الغربية وخارج نطاق سيطرة السلطة الفلسطينية"، وفق تعبيره.

وقال الهباش، إن الوزير الاسرائيلي السابق أوفير بينيس أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "هناك اتفاق غير معلن وغير مكتوب بين حماس ونتنياهو على أن تبقى غزة خارج سيطرة السلطة الفلسطينية".

وأردف الهباش: "لا زلنا نعتبر حماس جزئًا من النسيج الوطني الفلسطيني، ونحن حريصون على حماس أكثر من حرصها على نفسها، ونريدها أن تعود الى المظلة الوطنية الفلسطينية، وأن تكون جزءًا من زخم النضال الوطني الفلسطيني وليس جزءًا منفصلًا من النضال الفلسطيني".

وأشار إلى أن حماس ستتضرر كثيرًا في حال استمر الانقسام الذي وصفه بالبائس، معتبرًا أن اليمين الحاكم في اسرائيل سيكون المستفيد الأوحد من حالة الانقسام.

وأفاد الهبّاش ردًا على سؤال حول المفاوضات الاسرائيلية الحمساوية بأنه في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات وزعيم حماس الأسبق المرحوم الشيخ أحمد ياسين، قام الشيخ ياسين بتوجيه مسؤول اسرائيلي أراد نقل رسالة له إلى الرئيس عرفات بقوله "هناك عنوان فلسطيني واحد"، مضيفًا "هذه الثقافة الوطنية، ثقافة احترام الذات الوطنية، مغيبة الآن للأسف الشديد، وكل فلسطيني يقدم نفسه عنوانًا بديلًا لمنظمة التحرير الفلسطينية يمارس الخيانة الوطنية".

واعتبر الهباش أن الوضع في الأقصى والقدس خطير جدًا، مشددًا على "حساسية المقدسات الدينية لا يدركها الكثيرون من القيادات السياسية"، وفي مقدمة هذه المقدسات المسجد الأقصى.

وأوضح أن "استمرار اسرائيل بسياستها الرامية الى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، وفرض السيطرة الإسرائيلية ولو على جزء منه في إطار ما هو متعارف عليه بالتقسيم الزماني والمكاني، على غرار ما قامت به اسرائيل في المسجد الابراهيمي بالخليل، سيقود الى تحويل الصراع بشكل مطلق الى صراع ديني وصراع عقائدي، وهذا الصراع لن يقف عند حدود فلسطيني وحدود الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، بل سيتحول الى صراع اسلامي يهودي. والمسلمون موجودون في كل رقعة من هذه الأرض واليهود كذلك".

وحذر كبير قضاة فلسطين من استمرار اسرائيل "بانتهاك المعتقدات الاسلامية الدينية"، وحّر من تحويل الصراع إلى صراع ديني لا يكون فيه مجال للتفاهم أو لطرح الحلول.

واعتبر الهبّاش أنه ممنوع على اليهود دخول ساحة المسجد الأقصى، "الهدف غير ديني، لكنه يقود الى نتائج ذات طيعة دينية وتحويل الصراع الى صراع ديني، رغم أنه ليس كذلك".

وأردف: "بالنسبة لصفقة القرن التي يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إبرامها ما يسمى بصفقة القرن أمر غير واقعي، شيء هلامي لا حقيقة ولا معنى له، دون قبول فلسطين وقبول القيادة الفلسطينية كل الصفقات والحلول ستذهب أدراج الرياح، لا قيمة لها".

ورفض الهبّاش فكرة أن تتم تسوية إقليمية أيًا كانت مع دول عربية "عليهم أن يفهموا أن البداية هي فلسطين والنهاية هي فلسطين. عندما تُحلّ القضية الفلسطينية حلًا عادلًا وشاملًا على أساس نيل الشعب الفلسطيني حقه بتقرير المصير وقيام الدولة والاستقلال الناجز يمكن الحديث عن سلام اقليمي"، معتبرًا أنه كل ما غير ذلك ليس إلا حديث سياسي لا معنى له.

وأكد أن القيادة الأمريكية باشرت بتنفيذ الصفقة قبل أن تناقشها "نقل السفارة الأمريكية الى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، واخراج ملف اللاجئين والقدس من طاولة النقاش، واعتبار الاستيطان شرعياً، كل هذا معناه أن صفقة القرن الأمريكية، تطبقها أمريكا على الأرض".

وردّ قاضي قضاة فلسطين بأن الشعب الفلسطيني وقيادته لن يقبلوا ولن يسلموا بهذه الاجراءات متوعدًا "ردّنا واجراءاتنا وتحركاتنا لا زالت في بدايتها، لا زلنا نحافظ على ابقاء الباب مفتوحًا أمام تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن هذه الخطيئة واعادة الاعتبار لعملية سلام ذات معنى"!

واستدرك: "لكن إذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية بصفعة القرن، وقررت الحكومة الاسرائيلية قتل عملية السلام، لن نكون من يحافظ عليها".

واعتبر أن ما يصدر عن الادارة الأمريكية "هراء"، لكنه أكد "لا يزال لدينا بعض الأمل بالشعب الأمريكي والمجتمع الدولي وليس ادارة ترامب".

واستطرد: "لا زلنا نقدم يدًا بيضاء للمجتمع الدولي، ومستعدون لسلام حقيقي"، مشيراً إلى أنه يوجد خطوات أخرى قد تتخذ في حال فشل المجتمع الدولي بدعم عملية سلام في إطار دولي.

وأكد الهباش: "لن نذهب إلى انتحار ذاتي، ونحن نعي الخطوات التي يجب أن تتخذ ومتى يجب اتخاذها"، مضيفاً: "لن نهدم ما بنيناه من علاقات مع المجتمع الدولي وذات فلسطينية نحافظ عليها، لن ننجر الى المربع الذي تحاول اسرائيل جرنا اليه".

وتابع: "الصبر الفلسطيني لن يستمر الى الأبد. وموازين القوى حتى الاقتصادية والسياسية والعسكرية آخذة بالتغيّر بشكل مستمر، والعالم ليس بركة ماء راكدة".

وأضاف: "عمر القضية الفلسطينية أكبر من عمر ترامب، عمرها أكثر من مئة سنة، وطوال هذه المدة لم نفقد الأمل ولم نفقد الارادة. وشعارنا الى الأبد سيبقى - ما ضاع حق وراؤه مطالب، الجيل الذي عاصر وعد بلفور - انتهى، جيل عاصر النكبة - كثير منه رحل، وهناك أجيال فلسطينية قادمة ستنتزع هذه الحقوق. وفلسطين قادمة رغم كل المحاولات لطمس هذه الحقيقة".

التعليقات